بعد إعلان وزير البترول.. لماذا اختارت السعودية مصر لتكرير بترولها؟
معمل تكرير
بدأت أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، نوفمبر الماضي، توريد الخام لمصافي التكرير المصرية، وذلك بحسب ما أعلن الأحد، وزير البترول طارق الملا في اتصال مع وكالة رويترز للأنباء.
وقال الملا للوكالة "سنعكف مع الجانب السعودي مطلع 2018 على تقييم الجدوى الاقتصادية لتكرير الخام السعودي في المصافي المصرية وهل ستجرى زيادة كميات الخام أو التوقف عن التكرير وفقًا للجدوى الاقتصادية".
وكشف عدد من الخبراء خلال حديثهم للوطن الأسباب التي دفعت المملكة السعودية لاستخدام مصر كمقر للتكرير، حيث قال الدكتور إبراهيم زهران إن السبب الفني لاستخدام مصر معامل التكرير المصرية يعود إلى خط سوميد التي تستخدمه دول عربية كثيرة في توريد بترولها الخام إلى أوروبا، مشيرًا إلى أن خط السوميد يمر بسيدي كرير التابعة لمدينة إسكندرية حيث توجد معامل التكرير المختلفة.
وأضاف "زهران" لـ"الوطن"، أن هذا الخط يصل أيضًا إلى معمل يسمى "ميدور"، مشيرًا إلى أن من أهداف السعودية في استخدام لتوفير الوقت في نقل المواد البترولية، مضيفًا أن السعودية تجد أن هناك طاقة فارغة كبيرة في معامل التكرير المصرية فعملية التكرير وتصدير البترول ستكون أسرع.
وأوضح "سعيد صادق"، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن المملكة العربية السعودية تريد أن تبرز أمام العالم كله وأمام أعدائها في المنطقة، أن العلاقات المصرية السعودية علاقات قوية ومتينة ولا تتأثر بأي خلافات سياسية حول عدد من القضايا الموجودة على الساحة، مشددًا على الأمر الأخير هي الرسالة الأقوى في القرار السعودي.
وأضاف "صادق"، لـ"الوطن"، أن القرار أيضًا يأتي في إطار التبادل المنفعة الاقتصادية والمالية بين الدولتين فمصر تعاقدت سابقًا على استيراد المواد البترولية المختلفة من السعودية، ومصر هي الآن تساهم في توريد البترول السعودي لأوروبا.
وكان وزير البترول طارق الملا، قد قال لرويترز إن حجم ما وردته أرامكو لمصر مليون برميل من الخام في نوفمبر وديسمبر، وكان "الملا" قد كشف الشهر الماضي عن مفاوضات مبدئية مع أرامكو السعودية لتكرير النفط في مصر.