«تدريس الأزهر» ترفض «قائمة فتاوى المشيخة».. وتطالب «الأعلى للإعلام» بالعودة إلى الرموز من كبار العلماء
«مكرم» يترأس اجتماع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
أرسل الدكتور حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر، أمس، خطاباً إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، طالبه فيه بوقف التعامل بقوائم دار الإفتاء والأزهر والعودة إلى الرموز والقيادات الأزهرية، والاستعانة بكبار العلماء الحاليين والمتخصصين.
وقال «عويضة» لـ«الوطن»: «لن أعترف بقائمتى الأزهر والإفتاء، وأرسلت إلى المجلس الأعلى للإعلام بأن تلك القوائم تخلو من كبار العلماء، وفيها ما يزيد على 10 من المتعاطفين مع الإخوان، وعدد من الباحثين والمدرسين المساعدين والمعيدين، ممن لا يملكون الخبرة، فيما خلت من كبار الأساتذة والعلماء والمتخصصين».
وأضاف رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر: «الوضع العلمى بمؤسسة الأزهر مُحزن ومخيّب للآمال، ويجب الاستعانة بفتاوى وتسجيلات الشيخ شلتوت والباقورى والمدنى والغزالى وجاد الحق وهريدى ومخلوف وبدران والفندى، والشكعة، والشرباطى، والجيوشى، والنجار، ومأمون، والجندى، فهؤلاء قمم كبرى، غابوا بأجسادهم وموجود علمهم، وهذا العلم لا يُمس أبداً، فيجب الاستفادة من تسجيلاتهم القديمة وكتبهم المجدّدة ومؤلفاتهم، وتخصيص أوقات فى الإذاعة والتليفزيون لتلك التسجيلات القيّمة».
وأكد «عويضة» أن هناك علماءً أجلاء داخل الأزهر لديهم قدرة علمية كبرى للرد على تساؤلات المسلمين فى ما يتعلق بالفتاوى الحياتية والفتاوى العامة، منهم أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، وكلهم من خريجى الأزهر وقادرون على تصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب الدينى، وليسوا مجموعة باحثين ومساعدين لا يفقهون من الدين شيئاً.
«هندى»: تضم عناصر موالية لـ«الإخوان».. و«القاضى»: التطهير قبل ضبط الخطاب الدينى
وقال عبدالغنى هندى، عضو لجنة إصلاح الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مشيخة الأزهر تجاهلت دعم علماء بقائمة الفتوى للإخوان، وكذلك تجاهلت أساتذة كباراً داخل المؤسسة لصالح مجموعة شباب ليس لديهم القدر العلمى والفقهى الموجود لدى كبار الأساتذة. وتابع: «استمرار قيادات الأزهر الحاليين أمر يثير الريبة والشك، فأغلب القيادات الحاليين لهم علاقات وطيدة مع الإخوان خلال فترة حكمهم، وهو ما يبرر الظهور الملحوظ لعناصر موالية للإخوان داخل القائمة، وهو ما يحتاج إلى وقفة حقيقية لتدارك الخطر الذى يتفشى قبل أن يندثر المنهج الأزهرى الوسطى». وقال حسين القاضى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية والأزهر: إن المشيخة سمحت لمحمد عمارة وحسن الشافعى رافضى ثورة 30 يونيو بالإفتاء، فبقاؤهما فى هيئة كبار العلماء أمر مرفوض ويجب تطهير المؤسسة الأزهرية. وتابع: «يجب مطالبة شيخ الأزهر بإبعاد المنتمين إلى الإخوان والسلفيين أولاً، ثم بعد ذلك ننتقل إلى المرحلة الثانية، مرحلة تطوير الخطاب الدينى، ومواجهة فوضى الفتاوى، فالمشيخة اليوم ليس فيها مرجعية دينية فى العلم والتربية، بل بعضهم يخطئ فى اللغة العربية أخطاءً فاحشة.
من جانبه، دافع د. عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون، عن قوائم الفتوى، قائلاً: «إنها مبادرة مشتركة من الأزهر والقائمين على صناعة الإعلام لتنظيم حال الفتوى وتجنّب السلبيات التى ظهرت بالمجتمع خلال الفترة الأخيرة، ومواجهتها وإظهار الإسلام السمح وجوهره، والأزهر يمتلئ بكبار العلماء القادرين على الرد بالحجة، والقائمة لا تعنى تجاهلهم، بل القائمة مفتوحة لمن يرغب فى الانضمام إليها».
من جانبه، قال أحمد سليم، الأمين العام للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن المجلس لم يتلقَ، حتى الآن، أى خطابات من أعضاء هيئة التدريس بالأزهر بخصوص مطالب بإجراء تعديلات فى قوائم الشيوخ المصرح لهم بالإفتاء. وأوضح أن الأزهر ودار الإفتاء هما الجهتان المخول لهما التعديل بالقائمة المذكورة، لافتاً إلى أنه سيكون هناك اجتماع مرتقب بين المشيخة ودار الإفتاء لإقرار قائمة نهائية بالشيوخ المصرح لهم بالإفتاء، حتى يتم إرسالها إلى القنوات الفضائية للالتزام بها.