في مشهد مهيب أقرب إلى أفلام الرعب التي لم تصل جودتها في بث الخوف إلى طفل بريء لم يكمل فترة رضاعته، تظهر شخصية في دور مذيعة ذات شعر كثيف تشبه الغابات الاستوائية، تستضيف شيئا ما له علاقة بالبشر، حولتها المساحيق والبويات المتراكمة إلى نوع جديد يحتاج إلى دراسة تحليلية لإيجاد سبب يربط بين الطب وبين ما تقدمة برامج تعتمد على تركيبات تم إنتاجها "تحت السلم" وتقديمها للمشاهدين، كما لو كانت هي الساحرة التي جعلت من سندريلا أميرة.
تعودنا على هذه الظاهرة عندما كانت في قنوات الصف الثالث، لكن الأمر أصبح خطيرا بعد أن انتقلت هذة العدوى إلى القنوات الأكبر، والتي ربما يكون لها بعض المصداقية لدى المشاهدين، والتي انتقلت من كونها برامج تثقيفية تفيد الجمهور إلى مجرد شاشة إعلانية يتم تأجيرها لبعض الأطباء في محاولة منهم لجذب أكبر عدد من المرضى إلى عيادتهم الخاصة، وأصبح الموضوع مجرد سبوبة يحارب جميع الأطراف للحصول على أكبر قدر ممكن منها، ولو كان ذلك على حساب صحة المواطنين، ولكن دائما ما يكون هناك شعاع من النور والأمل في ظهور الأفضل.
على غير العادة ودون البحث وراء تحقيق مكاسب تنكسر أمامها المبادئ والقيم، يظهر دكتور أيمن مكاوي ببرنامجه "الحكيم في بيتك" الذي يذاع على إحدى القنوات، محاولا أن يظهر الجانب الطبيعي والإنساني لهذة المهنة، ويظهر هذا جليا وبكل وضوح في تعمد إظهار القسم الطبي من كل ضيوف البرنامج الذي أتمنى أن يكون سببا في تعديل مسار البرامج الطبية وتثقيف المجتمع الذي يعاني الكثير على مستوى الجانب الصحي، ويحتاج إلى مثل هذه الأمثلة المشرفة لإعادة أخلاق المهنة والاعتماد على نشر المعرفة لإنقاذ ما أفسده الآخرين!