"النبي يعقوب" آخر عروضه.. يوسف زيدان ناظر مدرسة "الشهرة والجدل"
يوسف زيدان
من الكتابة في التاريخ والصوفية خرج يوسف زيدان إلى رحاب الجدل، كل حديث له يتعمد إثارة الاستهجان، وكأنما صاحب رواية "عزازيل"، ذاق حلاوة النقد للرواية، التي اعتبرها البعض تطاولا على الكنيسة، وأصبح ظهوره بسببها طاغيا في كل برنامج، فاستمرأ "الجدل" حول المقدسات والمسلمات الدينية ليستفحل ظهوره وتشتد شهرته "الزائفة"، بحسب جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، في حديث تليفزيوني له.
يوسف زيدان بدأ اتهاماته، عبر برامج "التوك شو"، لصلاح الدين الأيوبي، الذي وصفه بأنه "واحد من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني"، وعمرو بن العاص، ومر على أحمد عرابي فالإسراء والمعراج، مع الهجوم على أهل الجزيرة العربية، معتبرا أنهم "سراق إبل"، ليختتمها أمس بعرض "مثير" آخر في تاريخ الصحابة والأنبياء، قائلا إن "اليهود بيعتقدوا أن النبي يعقوب اتخانق مع ربنا وغلبه".
قطز وبيبرس، رمزان كانا دائما مصدر إلهام للأطفال والشباب على حد سواء، إلا أن زيدان وضعهما – دون بيان لسبب – في قائمة "المزيفين والسفاحين الحقراء، الذين استباحوا الدماء من أجل السلطة"، في تدوينة مقتضبة عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك".
زيدان أغراه الإغراق في حديث الدين فتحدث حتى في رسم القرآن، وقراءاته، مبرءا جنكيز خان، إمبراطور المغول الذي عادى المسلمين زمنا، وشق طريقه عبر آسيا وأوروبا تاركا ملايين الموتى خلفه، من تهمة الهوس، مؤكدا أن هذا الرجل جمع قبائله وصنع لهم كيانا واستقر بهم فى الصين، إلا أن العرب - كما يرى زيدان على الجانب الآخر - هم سبب سقوط بغداد.
أثبت الرجل أنه ناظر مدرسة "إثارة الجدل" حول الثوابت، فكما شكك في كيفية الإسراء والمعراج، ساق ما لم يكن ثابتا كأنه "سبة"، إذ يقول الرجل دون تلطف إن "جند مصر ليسوا خير أجناد الأرض، فالحديث المنسوب للنبي محمد، لم يرد على لسانه، فمصر لم يكن بها جيشا وقت وفاة النبي، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني، وكلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين، إنما يستعملهم كعبيد لجنوده وخدّامين لقواده، وخلال مئات السنين لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري".
"المسجد الموجود فى مدينة القدس بفلسطين، ليس هو المسجد الأقصى المذكور في القرآن الكريم، وأن الذي بناه هو عبد الملك بن مروان فى العصر الأموي، وأن الصراع على المسجد الأقصى لعبة سياسية، ولا يوجد مبرر للصراع على المسجد من الناحية العربية أو الإسرائيلية، لأنه ليس له أي قدسية"، هكذا أيضا يرى زيدان.
الروائي الذي اشتهر بـ"الجدل"، لم يكتف برجالات التاريخ أو حقبه، لكنه هاجم أيضا الفنان عمرو دياب بسبب أغنيته التي تضمنت حديثا حول "برج الحوت"، ضمن ألبومه الأخير "معدي كل الناس"، قائلا: "دلوقتي المغنون بيغنوا يا حبيبي يا برج الحوت يا برج العقرب، يا برج .. لأن المستوى نزل فبقت لغة الشارع هي مكان اللغة الأدبية.
زيدان الذي بدا لعدد من المتابعين أنه يتاجر بالخروج عن التيار ومناقضة النص ليزيد من شعبيته، يرى في نفسه التجديد وحرية الرأي والخروج من الجمود، لكنه في الوقت نفسه قرر إقصاء كل من عارض تصريحاته بقوله: "في هذين اليومين، حذفت مئات الشاتمين وحظرت دخولهم الصفحة، وكان العجيب أن معظمهم ربما خمس وتسعين بالمائة منهم، صفحات وهمية".
الكاتب الكبير هاجم معارضي آرائه، متهما إياهم باتهامات عدة، قائلا: "إنهم حفاظا على الأوهام التي تخدم مصالحهم، يستعملون سلاحًا قديمًا اسمه (الإيهام) استغلالًا منهم للحالة المزرية السائدة ببلادنا اليوم، أعني الحالة المسماة: ثقافة العناوين".