العمل ليلا ًبضعف الأجرة.. ساعة «الحظر» ماتتعوضش
تزحف الظلمة وينتشر الجنود بدباباتهم وحظرهم، التاسعة مساءً تحل على الجميع وهم فى بيوتهم ملتزمون بالقرار السيادى الذى يحفظ أمن البلاد، إلا طارق، فسنواته الـ25 التى قضاها خلف «طارة» القيادة سائقاً، أهّلته للعمل فى وقت الحظر دون أن يعرّض نفسه لمساءلة أو توقفه لجنة. ليس هناك سر فى الأمر، مجرد خريطة وضعها «طارق» صوب عينيه أثناء عمله، الخريطة تحدد أماكن شبه خالية من الكمائن، قرر أن يعمل بها طيلة فترة الحظر، ليعوض خسائر مُنى بها خلال فترة اعتصام الإخوان فى الميادين، وإرهاب ما بعد فض الاعتصام. «المهم فى الموضوع ده إنك تكون عارف الشوارع والحوارى كويس.. وتقدر تخرّم بعيد عن القلق والتفتيش». يستغل الرجل ابن الـ 45 عاماً، ساعات الحظر فى الحصول على مزيد من الأجرة: «بخاطر بنفسى»، قبل أن يضع المقارنة بين ساعات الحظر بعد 30 يونيو و25 يناير: «زمان كانت الدنيا ماشية عشان أول مرة يطبقوا الحظر فى مصر.. إنما دلوقتى بيطبقوا 100%»، مستنكراً اللجان الشعبية التى يجدها وقتما يمر فى إحدى المناطق الشعبية: «أشكال غريبة.. تلاقى معاهم كرابيج وسنج.. والمشكلة إنهم شوية عيال.. اللى يقولك افتح لى الشنطة.. واللى عاوز ينزلك ويفتشك». مجبراً يعمل «طارق» سائقاً فى وقت الحظر: «أصل اليوم ميت»، ورغم قلة الزبائن فإن الزبون الواحد يعوضه عن 3 زبائن فى الوقت العادى: «بعمل كده عشان عيالى.. أصل الحال واقف على الكل.. وماينفعشى أشتغل الصبح بس.. وبالفلوس اللى بتطلع بأفوّل العربية بنزين».