فى نهاية كل عمل فنى سينمائى أو درامى ومع انتهاء المشهد الأخير خاصة فى الأعمال التى نرتبط بأحداثها ونتوحد معها يظل خيالنا منطلقاً مع الأحداث فيما بعد النهاية ولا يتوقف وقد نصنع مشهداً من رؤيتنا نشبع به الحالة التى نعيشها كنهاية إضافية للنهاية الأصلية فى مشهد نبحث عنه ونراه مكملاً ....
هذا هو "المشهد الناقص"!
(السبع وصايا)
بعد فشل محاولة "أوسة" صرف 28 مليون جنيه بشيكات لحاملها وصدمتها فى عدم وجود رصيد تقرر العودة لمنزل "سيد نفيسة" للبحث عن مفتاح حل اللغز .. "بوسى".. لتتلقى صدمة جديدة عندما تجدها أمامها تتحدث معها بشكل طبيعى ثم تنادى على "سيد نفيسة" بطريقة مرعبة حتى يختلط صوتها مع صوت رجل فيزداد رعب "أوسة" وتقرر الهرب وهى تصرخ فتفتح الباب وتصطدم بشخص ضخم لتفاجأ به ....
"سيد نفيسة"!!!!!!
ــ مشهد داخلى ليلاً بمنزل سيد نفيسة
توقفت "أوسة" أمام "سيد نفيسة" لا تصدق ما تراه عينيها هل هو حي حقيقى أم أنها أصبحت روح وترى أرواح الأموات ... ظل فمها مفتوح إثر الفزع الذى أصابها وظل الصمت يخيم علي المكان كثيراً إلى أن نطقت "أوسة" بصعوبة شديدة....
(أوسة): سسسسسسسيييييد ننننننفففففيييييسسسسسة !!!!!!!
قالت اسمه بصعوبة شديدة وكانت تتهته وكأنها تخاف من مجرد نطق اسمه ... ضحك "سيد نفيسة" ضحكة عالية وقال لها بصوت كله قوة ....
(سيد نفيسة): مالك يا أوسة مش مصدقة إنى عايش؟! فاكراني مت؟!
ثم ضحك مره أخرى: إلحقى يا بوسى دي فاكرانى ميت!
تقف "أوسة" مرة أخرى وتضحك "بوسى" .....
(بوسى) :مين اللى قالك يا أوسه إن سيد نفيسة أصلاً مات؟!
(أوسة): إنت اللى قولتى كده يا بوسى لما كنا فى السجن!
(بوسى) بنفس الضحكة : عشان هى دي الخطة .. إن الكل يفتكر إن سيد نفيسة مات .. كان لازم نموت سيد نفيسة عشان نقفل الصفحة دي ونبدأ بقى مالأول وجديد علة نضافة.
"أوسة" تمسك شعرها بقوه وترجعه إلى الخلف وبعصبية شديدة .....
(أوسة): أنا مش فاهمة حاجة ... فهمونى!!!
(بوسى): إنت ماكنتيش ضمن اللعبة .. اللعبة اللى بقالى أنا وأبويا ست سنين بنرتبلها وإنت جيتي نفذتيها بسهولة أوى.
(أوسة) بجنون: أنا مش فاهمة أى حاجة!!!
(بوسى): الظاهر يا آبا لازم نفهمها ... دي هتموت خلاص وسرنا هيموت معاها.
يرجع سيد نفيسة بالذاكرة سنوات طويلة عندما إعترفت له زوجته أن أولاده أولاد حرام فعلاً وأن "بوسى" هى إبنته الوحيدة فقرر قتلها ومن بعدها قتل أولادها الست ليرث المال ويتقاسمه مع "بوسى" والسر أن المال في البنك ليس باسم "سيد نفيسة" ولكنه باسم زوجته التى أخفى جثتها ولم يعلم أحد من البنك بوفاتها فعرف "سيد نفيسة" بأمر الملايين وأنه يستطيع أن يأخذها بشيكات لحامله إذا لم يظهر أى وريث شرعى يطالب بها وفكروا لسنوات هو وإبنته "بوسى" كيف يتخلصوا من أولاد زوجته إلى أن جاءت فكرة الغيبوبة والميراث والملايين وإقناع أبنائه بفكرة قتله.
وفى النصف ساعة التى دخلت فيها "بوسى" الغرفه كان حديد الشباك غير مثبت ويطل علي منور جانبي نزل منه "سيد نفيسة" أثناء تواجد الأبناء بالخارج ثم ثبتت الحديد مرة أخرى وأقنعتهم "بوسى" بفكرة الجثة المختفية ليبدأ التخطيط للتخلص منهم ولكن لم تساعدهم الظروف بل تعقدت عندما أتى "منصف" بجثة مقتولة وعلمت الشرطة بأمرهم واستطاع الجميع الهرب إلا "بوسى" وتم القبض عليها لتقابل "أوسة" التى أكملت لهم الخطة بنجاح شديد دون أن تعلم أنها تخدم "بوسى" و"سيد نفيسة" فى التخلص من أبناء الحرام ... وظل يخطط كيف يتخلص من أولاده حتى يرث المال كله ويتقاسمه مع "بوسى".
" سيد نفيسة" ليس اسم الأب ولكنه مجرد لقب والشيكات التى تركها سيد نفيسة لـ "أوسة" باسم "نفيسة سيد" .. زوجته وأم "بوسى" .. ولم تفكر "أوسة" لحظة واحده فى اختلاف الاسم وأخذت تفكر فى الوصايا وكيف تتخلص من أبناء "نفيسة" زوجة "سيد نفيسة" ... وبعد إتمام الخطة ذهب "سيد نفيسة" لسحب أموال زوجته ولم يتبقى من الخطة سوى جزء بسيط جداً ... التخلص من "أوسة" .. فقد علمت بالقصة كاملة وكان لابد من إخفاء السر للنهاية.
نعود إلى "سيد نفيسة" وهو يتبادل الكلام مع "بوسى" لتسمعه "أوسة" ولا تصدق هل فعلت كل هذا لمساعدة "سيد نفيسة" وإبنته؟!
تقترب بوسى منها ببطء وتضع رأسها من الخلف وتستند إلى كتف "أوسة" وبهدوء شديد ....
(بوسى): الأمانه لله إنت اللى إديتينا الفكرة .. إزاى كنا هنخلص من ست إخوات ... لا وستة إيه .. زى ما شوفتيهم .. قلبهم ميت .. إحنا مش عارفين نشكرك إزاي يا "أوسة".
فى نفس اللحظة يقترب منها "سيد نفيسة" وتكتفها "بوسى" ويقوم "سيد نفيسة" بخنقها حتى تفارق "أوسة" الحياة وسط ضحكاتهم .. ضحكات الإنتصار لتموت "أوسة" بعد أن ساعدتهم فى التخلص من أبرياء فكانت نهايتها مثلهم .. تمثال جبس يحمل شكلها لتنضم إلى أموات المنزل الملعون ....
منزل "سيد نفيسة".