مواطنون عن أغانى «الذوق الهابط»: «إحنا خايفين على أولادنا اللى بيسمعوا ده غصب عنهم»
غاب المضمون وحضر العرى فى الأغانى الرخيصة
كان صوت «أم كلثوم» وهى تشدو بـ«ألف ليلة وليلة» يصل لآذان المارة، من داخل ورشة الخياطة الصغيرة، وكان عبدالعزيز شحاتة يدندن معها، حين قطع عليه الاستماع صوت أغنية من هاتف محمول فى يد طفل صغير، تحمل كلمات خارجة، لكن الكلمات كانت أهون من أغنية أخرى تعرض على شاشة التلفاز تحمل مشاهد مثيرة.
«من سيئ لأسوأ.. كل ما بنقول الأغانى الوحشة هتخلص بيطلع الأسوأ منها» قالها «عبدالعزيز» وهو يقص قطعاً من القماش التى استقرت أمامه لصنع بنطلون، ومن قبلها كان الرجل يتابع عبر صحيفة ورقية أنباء القبض على مطربة مغمورة، سبق أن قامت بغناء كلمات تحمل إيحاءات جنسية: «لما عيّل صغير يسمع مابلاش من تحت يا حودة، ولا أنا عايزة واحد، ولا اللى كانت بتقول أحمد الشبشب ضاع، يبقى بنحكم على موروثنا الغنائى المحترم بالضياع» يحكى الرجل الذى لم يتلق تعليماً طيلة حياته، لكن أذنه تربت على أغانٍ تحترم المستمع وآداب المجتمع منذ طفولته: «كنا نسمع أم كلثوم وعبدالحليم وفيروز ومؤخراً عمرو دياب وتامر حسنى، سمعنا القديم والجديد، بس الكلام المحترم» يحكى الرجل السبعينى وصوت أم كلثوم فى الخلفية.
«ما بلاش من تحت يا حودة»، «عندى ظروف»، «معرفش أدق أنا الكمون»، «عايزة واحد»، «سيب إيدى».. نماذج لعدد من الأغانى التى حازت على شهرة فى الفترة الأخيرة، ليس سوى أن أصحابها تعرضوا للمساءلة لاحتواء الكلمات والمشاهد على إيحاءات جنسية، وهى أمور تعتبرها ندى محمد، ذات الـ45 عاماً لا تعبر عن الفن المصرى: «زمان لما غنت سعاد حسنى يا واد يا تقيل، كان فى ناس بتقول إيه ده وإزاى تغنى كده، لو شافوا اللى بيحصل النهارده هيتبروا مننا» تحكى السيدة التى تربى طفلين وتعلم أن بإمكانهما مشاهدة مثل تلك الكليبات وسماع تلك الأغانى رغماً عنهما، سواء كانا فى المواصلات أو عبر الفضائيات التى تبث ذلك النوع من الأغانى: «فيطلع عندى عيل مشوه أخلاقياً، وماعندوش التذوق الموسيقى ولا الطربى السليم». تتذكر السيدة وقت أن وجدت ابنها يغنى «يا بت هاتى بوسة وأنا أديكى المحفظة» لم تتمالك نفسها من الضحك فى تلك اللحظة، ورغم محاولتها الجادة للتوقف عن الضحك وإظهار ملامح جادة لكنها لم تستطع: «يعنى طفل بيغنى أغنية زى دى، لما يكبر هيعمل إيه، وطبعاً فضلت أشرح له إن ده غلط بشويش وخليته يسمع حاجات كويسة».
الرغبة فى الشهرة السريعة ما يدفع البعض للغناء بكلمات وإيحاءات جنسية، بحسب محمد السيد، الشاب الذى كان يتابع عبر مواقع التواصل أثر بعض الأغانى والكليبات فى تفجير موجات خلاف حول تلك النوعية من الأغانى: «معلش يعنى إحنا اللى بنعمل للقرف ده سعر، لما بنتكلم عنه ونزود عدد مشاهداته على يوتيوب» يحكى الشاب غاضباً، لكن غضبه يتحول لضحكات متتابعة حين يتذكر إحدى بطلات كليب أذيع مؤخراً وهى تصب اللبن فوق بعض الفاكهة: «طب ما ذنب النباتات طيب».