بمناسبة فرحة المصريين بمحمد صلاح أقترح على وزارة التربية والتعليم أن تدرس كتاباً عن محمد صلاح فى المدارس، كى يكون اقتراحى كاملاً فإننى أطالب بأن يضم الكتاب جانباً من قصص حياة كل من أحمد زويل ومجدى يعقوب ومحمد صلاح، ولا شك أن محمد صلاح سيكون بالنسبة للأجيال الجديدة هو الأكثر قرباً والأكثر شعبية، ولا يقلل هذا بالطبع من قيمة العملاقين الكبيرين مجدى يعقوب وأحمد زويل.
إن من شأن تدريس هذا الكتاب أن يطبع علاقة المصريين بالنجاح وبالنماذج الناجحة بعد تشوهات طالت الشخصية المصرية وجعلتها تعزى النجاح لأسباب مثل القدر والحظ والفساد والمحسوبية، ورغم أن بعض هذه العوامل كان يكفى لتحقيق البعض لنجاح زائف أو مادى فى مصر، إلا أنها بالتأكيد ليست السبب فى نجاح محمد صلاح ولا مجدى يعقوب، وكلاهما عظيم فى مجاله.
لقد لفتت نظرى تدوينة على موقع «فيس بوك» كتبها طالب فى كلية الصيدلة يستكثر فيها على محمد صلاح فرحة المصريين به، وتقديرهم له، ويرى أنه كان أحق بهذا التقدير كطالب فى إحدى كليات القمة!
لم يدرك هذا الطالب أنه فاشل حتى فى إسعاد نفسه أو والديه، فى حين أن محمد صلاح كان سبباً فى سعادة عشرات الملايين من المصريين وغير المصريين، لم يدرك أيضاً أن محمد صلاح نجح لأنه ذو نفس كبيرة وعقل متوثب، وأنه ليس مجرد لاعب كرة مغترب ذهب فى رحلة لجمع النقود.. لقد فتح هذا الشاب عقله لأفضل ما فى الحضارة الأوروبية فدعم فى نفسه الكريمة قيماً مثل العطاء والتسامح والبر بالفقراء، وهى قيم كادت أن تتوارى لدى الكثيرين لكن «صلاح» أعادها وأكدها وأرساها.. رغم أنه كان يمكن أن يجد ألف سبب كى يجحد وطنه وأهله، منها أنه لم يحقق نجاحه إلا بعد أن غادر هذا البلد.. ما أريد أن أقوله إن قصة نجاح محمد صلاح أكبر بكثير من موهبة لاعب كرة.. بل هى قصة نفس كبيرة أدارت موهبة كبيرة.
تروى كتب التاريخ أن مهنة المحاماة كانت مهنة لا يعتد بها حتى احترفها سعد زغلول.. وأنا أظن أن مهنة لاعب كرة قدم بعد محمد صلاح سيكون لها فى وجدان المصريين وفى تاريخ مصر شأن آخر.