رئيس «شكاوى الأعلى للإعلام»: بعض وسائل الإعلام كادت تحقق أهداف الإرهابيين بـ«حسن نية»
جمال شوقى
قال جمال شوقى، رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن غياب المعلومات لا يبرر نشر الشائعات، موضحاً أنه فيما يخص نشر المعلومات عن العمليات الإرهابية فهناك قواعد موحدة تقريباً بين كل دول العالم تحكم هذه العملية، مؤكداً فى حوار لـ«الوطن» أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام انتهى من إعداد قانون حرية تداول المعلومات والمجلس راض عنه ويأملون سرعة إقراره. وإلى نص الحوار:
جمال شوقى: العبث بحرية الرأى والتعبير من «رابع المستحيلات» لأنها مصونة بالدستور والقانون
منذ توليك منصبك فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ما أكثر الانحرافات والأخطاء والمشكلات التى لاحظتها فى الإعلام «المقروء والمرئى والمسموع»؟
- الاختراقات الإرهابية للإعلام ملمح أساسى، وهذه الاختراقات تحدث بشكل مباشر وبشكل غير مباشر من خلال نقل بيانات خاطئة من «السوشيال ميديا»، وبسبب نقص التدريب وغياب المهنية وحديثى العمل فى المهنة، بعض وسائل الإعلام المصرية نقلت معلوماتها عن حادث الواحات الإرهابى من صفحات «السوشيال ميديا»، واتضح أن هذه المعلومات كاذبة، وللأسف بعض وسائل الإعلام المصرى كادت تحقق أهداف الإرهابيين بحسن نية، وهناك مشكلة أخرى يعانى منها الإعلام المصرى وهى «الخلط بين المعارضة وخيانة الوطن»، فالبعض لا يدرك أن رأيه المعارض يخدم أصحاب الأجندات الخارجية، وكذلك هناك مشكلة نشر معلومات خاطئة أو إشاعات أو بيانات غير مدققة، وهناك مشكلة أخرى لاحظتها تتمثل فى الاعتماد على بعض المصادر غير المؤهلة للحديث عن موضوعات معينة، وللأسف هناك غياب للحرفية عن كثير من الأنشطة الإعلامية، وبعض البرامج والصحف تتناول موضوعات مهمة بسطحية شديدة وبدون عمق.
نقل بيانات الجماعات الإرهابية من «السوشيال ميديا» اختراق للإعلام
ولكن الإعلام يعانى كثيراً من نقص المعلومات لا سيما أن قانون حرية تداول المعلومات لم يصدر من مجلس النواب حتى الآن؟
- غياب المعلومات لا يبرر نشر الشائعات، وفيما يخص نشر المعلومات عن العمليات الإرهابية فهناك قواعد موحدة تقريباً بين كل دول العالم تحكم هذه العملية، كما أن كل دول العالم تقريباً تضع محاذير على المعلومات التى تخص العمليات الحربية والإرهابية، وأتحدث هنا عن العمليات وليس ما يخص آراء الخبراء فى موضوع الإرهاب، كما أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام انتهى من إعداد قانون حرية تداول المعلومات والمجلس راض عنه وقمنا بتسليمة لمجلس النواب، ونأمل سرعة إقراره، كما أننا نرى أن القانون سيساهم إلى حد كبير فى محاصرة المشاكل التى يعانى منها الإعلام المصرى، إضافة إلى أنه يضمن اشتراك المواطن المصرى فى عمليات التنمية التى تتم فى البلاد مراقباً وشريكاً، والمواطن هو صاحب المصلحة الأولى فى كشف أى تجاوزات قد تحدث من الجهاز الإدارى للدولة، كما أن مشروع القانون الذى أعده المجلس يتضمن مواعيد محددة للحصول على المعلومات، بالإضافة إلى أنه يمنح كل مواطن الحق فى التقدم بالشكوى واللجوء إلى القضاء فى حالة عدم تلبية طلبه فى الحصول على المعلومة، والدولة المصرية فى حاجة لهذا القانون لاستكمال منظومة التشريعات الحديثة التى صدرت خلال السنوات الثلاث الماضية، والتى تواكب المشروعات التى تتم فى الدولة طبقاً لرؤية القيادة السياسية.
أعددنا قانون «تداول المعلومات».. والمواطن يجب أن يكون شريكاً فى كشف التجاوزات
البعض يرى أن الدور الرقابى للمجلس يؤثر بشكل سلبى على حرية الإعلام؟
- الإعلام المصرى أصبح حراً ولا يستطيع أحد فرض أى قيد عليه تحت أى مسمى، والأسرة الإعلامية سترفض أى إجراء من شأنه أن يحد من عملها أو يفرض عليها رؤية مغايرة لما تراه، كما أن «حرية الإعلام والتعبير والرأى» من رابع المستحيلات أن يعبث بها أحد فى مصر، فهى حق مصان بالدستور وبالقانون وبالهيئات المنظمة له، أما ما يقال عن تدخلات فى عمل الإعلاميين واستقلاليتهم فهذه آراء شخصية لا تخرج من مختصين أو من أى منصف، أقول هذا وأذكر أن الإعلام المصرى انتقد فى 24 مقالاً صحفياً دعوة رئيس الجمهورية منذ عدة شهور للحذر مما سماه الرئيس «محاولات إفشال الدولة المصرية»، وهذه المقالات التى انتقدت الرئيس عبدالفتاح السيسى، نشرت فى صحف مصرية يومية وأسبوعية، ورغم أن كثيراً من هذه الآراء لم تفهم المعنى الحقيقى لكلمة إفشال وخلطت بينها وبين فشل فلم يمنعهم أحد من الكتابة، واعتبرنا آراءهم وجهة نظر حرة تعبر عن كاتبيها، ودعنى أقل لك إن يوم الجمعة بتاريخ «15 ديسمبر 2017»، نشر فى الصحف المصرية 124 مقال رأى بها 4 مقالات تنتقد رئيس الجمهورية، ولم يقترب المجلس من أحد منهم ولا أحد فى مصر فوق النقد.
وما ردك على من يسوقون أن الإعلام المصرى يعانى من سيطرة الصوت الواحد؟
- السيسى أكثر رئيس تعرض للنقد فى الإعلام المصرى، وكثير من الذين يقولون إن الإعلام يعبر عن صوت واحد يقولون هذا فى صحف مصرية وهم أحرار، ولكن الحقيقة أن الإعلام المصرى يشهد مناخاً من الحريات غير مسبوق، كما أن الإعلاميين المصريين باختلاف انتماءاتهم هم وطنيون ولا يتعاركون ولا يختلفون فيما يخص ثوابت الدولة المصرية وهم متحدون فى الرأى ويتحدثون لغة واحدة، إذا كان الأمر يتعلق بالقوات المسلحة وبالشرطة المصرية وبالقضاء وبالأزهر والكنيسة، وهذا الأمر يحدث فى كل دول العالم التى يتمتع فيها الإعلام بالحرية