«عادل».. شاب عشرينى فاقد النطق ويعيش بعقل طفل والدته: «نفسى يتكلم»
عادل محمد الدسوقى
22 عاماً بالتمام والكمال قضاها عادل محمد الدسوقى، البالغ من العمر 25 عاماً، بين جدران المستشفيات وأروقة العيادات الخاصة والمراكز الطبية، بحثاً عن علاج وتشخيص صحيح عقب فقدانه النطق دون سبب، لكن كل هذه السنوات لم تفلح فى شفائه، وأصبح يعيش بين جدران منزل أسرته المكون من 3 حجرات وصالة ومطبخ وحمام، يتجول بين الغرف، يعيش حياته ما بين اللعب مع أطفال شقيقه، وتصفُّح قنوات التلفزيون غير عابئ بما يحدث حوله، رغم أنه كان يتمتع بالذكاء الشديد وهو صغير.
بوجه تبدو عليه ملامح الكبر والشيخوخة، تجلس هانم يونس محمد، بجوار نجلها الشاب عادل، تقوم على رعايته، دون أن تفقد الأمل فى أن تجد تشخيصاً صحيحاً وعلاجاً يريحه، بعدما أصبح يكره الأطباء والمستشفيات، تقول «هانم»: «كان يعيش بشكل طبيعى إلى أن اكتشفنا فى سن الثالثة من عمره أنه فقد النطق، رغم أنه كان يتحدث جيداً، وعندها قررنا الذهاب به للأطباء، لكننا لم نجد التشخيص الصحيح فأخذنا المستشفيات الحكومية وعيادات الأطباء كعب داير، منهم من كان يقول إنها حالة مخ وأعصاب، وهناك من يقول إنها جرعات علاج زائدة، وأصبحنا حائرين إلى أن ذهبنا لطبيب مخ وأعصاب أكد لنا أنه سيتم علاجه عن طريق بعض الأدوية».
وتضيف والدة الشاب، ودموعها تتساقط من عينيها، أن زوجها توفى وتركها لتعانى فى الدنيا وحيدة وتعمل فى الأرض الزراعية كى تنفق على أولادها الـ4 إلى أن اشتد عود ابنيها، وبدآ يتحملان المسئولية ويعملان باليومية لتوفير نفقات علاج شقيقهم الثالث وشقيقتهم، ولم يستكملا تعليمهما، وبدآ معها رحلة العلاج متنقلين بين مستشفيات المنصورة وكفر الشيخ، آملين فى إيجاد علاج لشقيقهما، إلا أن رحلاتهم باءت بالفشل عقب تأكيد الأطباء أنه سيظل فاقداً للنطق طوال حياته، لكن يلزمه جلسات علاج طبيعى فى مراكز متخصصة.
وتوضح الأم قائلة: «بنروح نكشف عليه، تذكرة الكشف عند الدكتور بـ150 جنيه، وبيكتب لنا روشته بـ250 جنيه أسبوعياً، يعنى 1000 جنيه شهرياً، ونحن نعيش على يومية شقيقيه المتزوجين ولديهما أطفال، بالإضافة إلى أنه يذهب للجلسات فى سيارة خاصة لمنطقة ميت فضالة، التابعة لمحافظة الدقهلية، بـ350جنيهاً فى المرة الواحدة، وأنا لم أستطع استكمال علاجه، والأطباء قالولنا لازم بتعالج علشان هو عايش بعقل طفل، مايعرفش إيه إللى بيدور حواليه وبيلعب مع الأطفال، وبيروح الدكان يجيب حلاوة زيهم بس لو سيبناه ممكن يمشى بعيد، علشان كده أنا قاعدة بيه ليل نهار، وفى ناس نصحتنا نروح لشيوخ ولفينا بيه، وكانوا بيخدوا مننا فلوس، وأوهمونا إنه اتعالج لكنه ما زال فاقداً للنطق».
وتتابع والدة الشاب قائلة: «آخر مرة الدكتور قال لنا دى كهرباء زيادة على المخ، هيفضل يتعالج علطول لكن فيه فرصة لإجراء عملية جراحية فى المخ والأحبال الصوتية علشان يرجع يتكلم تانى، لكنها مكلفة، وأنا مش طالبة حاجة من الدنيا إلا إنى أشوفه بيتكلم وبيتصرف تصرفات طبيعية تناسب سنّه، وكل لما نروح لطبيب يقول لنا كلام مختلف، فأنا بناشد وزير الصحة يكلف أطباء متخصصين للكشف عليه وإعطاء التشخيص الصحيح وعلاجه على نفقة الدولة، أنا عندى أمل فى علاجه، ونفسى يعملوله معاش حاجة تساعد فى علاجه أو مشروع أصرف عليه منه».
وبحركات لا إرادية يحاول الشاب عادل «خنق» والدته عندما يسمع سيرة الأطباء، وتبرر والدته ذلك بأنه يذهب للطبيب بصعوبة وعندما يراه يظل يصرخ دون أن ينطق، من كثرة ما أخذ من أدوية.