سائقو التاكسى يرفعون شعار «حرّص ولا تخوِّن»: ممنوع الدائرى بالليل.. والمدن الجديدة حتى لو فى النهار
«مصطفى» سائق تاكسى يضع قائمة من الممنوعات قبل السير
رغم ما هو شائع بأن الركاب هم الذين يكونون حريصين أثناء التعامل مع سائقى التاكسى، خوفاً من تعرّضهم لأى أذى أو نصب، هناك سائقون يتعاملون بحذر مع بعض الركاب، خوفاً من النصب عليهم أو توريطهم فى أعمال غير مشروعة، لذا وضع بعض السائقين قائمة من الممنوعات أثناء عملهم، منها عدم السير فى المناطق البعيدة الخالية من السكان، كبعض المدن الجديدة تحت الإنشاء، وعدم السير على الطريق الدائرى ليلاً، وعدم الثقة فى أى زبون مهما كان مظهره، عملاً بالمثل القائل «حرص ولا تخون». موقف تعرّض له محمد مصطفى، سائق تاكسى منذ 35 عاماً، يرويه قائلاً: «كنت ماشى فى منطقة المهندسين الصبح، طلبت منى زبونة توصيلها لبولاق الدكرور لأخذ بعض أغراضها ونقلها للدائرى، طبعاً رفضت، دائرى إيه اللى هاروحه، وحاجات إيه اللى هاجيبها، ما ممكن تكون مخدرات؟»، ربما يكون الرجل الخمسينى مبالغاً فى الحرص، لكنه يُبرر ذلك بتعرّضه لمواقف سابقة لا تزال عالقة فى ذاكرته، يحكى: «مرة واحدة ركبت معايا طلبت تروح الهرم، فجأة واحنا فى الطريق طلعت من شنطتها مخدرات وبدأت تشرب، طلبت منها تنزل، وقلت لها أنا مش ناقص مشاكل، هددتنى بتقطيع هدومها والادعاء بأننى اعتديت عليها، مشيت غصب عنى». يلتقط «مصطفى» أنفاسه ويواصل الحكى: «مرة تانية واحدة ركبت معايا وبعد دقايق خرجت كيس فيه ملابس داخلية وقال إيه بتفرجنى عليها، ومن يومها حرّمت أركب أى حد شاكك فيه».
«مصطفى» واجه موقفين من راكبتين نجا منهما بأعجوبة.. و«جابر» رفض عروضاً مغرية للسير فى المدن الجديدة ليلاً
محمد جابر سائق تاكسى منذ 30 عاماً، يتعامل مع الركاب بحذر أيضاً، يخشى الذهاب إلى الطريق الدائرى تجاه قليوب، كما يرفض الذهاب إلى أى مكان خالٍ من السكان، حتى إن كان نهاراً: «من بعد الثورة مابطلعش الأماكن دى خالص»، حيرة يقع فيها باستمرار، لا يعرف كيف يميز بين الخبيث والطيب حسب قوله، الجميع متخفٍ فى ملابس توحى بأنه جيد، لكن ما تخفيه الأنفس يصعب عليه قراءته: «كلهم بقوا شبه بعض، بالعكس المجرم بقى بيلبس كويس، أحسن من ابن الناس».
تلقى «جابر» عروضاً مغرية من بعض الزبائن مقابل توصيلهم إلى أماكن متطرفة عن المدينة، لأنه لم يستجب، حفاظاً على نفسه: «فيه ناس كانت بتقول لى هنديلك ضعف العداد، بس برضه كنت بارفض، فى اللحظة دى الفلوس مش هتنفعنى»، لا يغادر محيط المهندسين ومدينة نصر، مفضلاً أن يكون فى العمار حسب تعبيره حتى لا يخسر نفسه وعربته التى حصل عليها بالتقسيط بعد معاناة: «خلينا وسط العيال أحسن».