معاناة سائق «تاكسى أسود»: الزبون الشيك راح لـ«الأبيض»
معاناة سائق «تاكسى أسود»: الزبون الشيك راح لـ«الأبيض»
ربيع حمادى سائق تاكسى
بعد انتشار التاكسى الأبيض، لم يعد أحد من الركاب يهتم بالتاكسى الأسود، حتى اختفى تقريباً من الشارع المصرى، إلا قليلاً من السائقين المتمسكين بسياراتهم القديمة، ومنهم «ربيع حمادى» الذى يجوب الشوارع يومياً بحثاً عن زبون دون جدوى. تقدم «ربيع» فى السن وتغير كل شىء حوله، لم تعد الشوارع كما كانت قديماً ولم يعد الزبون كما كان. حتى إقبال الناس عليه تضاءل كثيراً فى مقابل إقبالهم على التاكسى الأبيض: «نظرة الناس للتاكسى الأسود مش حلوة، بيبصوا لنا على إننا موديل قديم، وبيفضلوا العربيات البيضا». يرضى «ربيع» بحاله، ولديه قناعة بأن رزقه دائماً موجود: «ربنا مابينساش حد»، مشيراً إلى أن أغلب زبائنه «غلابة»، يستوقفونه من أجل نقل بضائع، أو دخول مناطق شعبية، أو «حى مدغدغ»، بحسب قوله، أما الزبون «الشيك» فاختفى منذ فترة وذهب إلى التاكسى الأبيض: «التاكسى الأبيض عربياته جديدة، والناس فاكرة إن وجود العداد هيمنع أى سائق من إنه يرفع التسعيرة، رغم وجود مشاكل كتيرة فى عداد التاكسى الأبيض».
يبتسم «ربيع» الذى يواصل السير فى شوارع القاهرة والجيزة منذ عام 1998 دون كلل: «اللى خدوا التاكسى الأبيض فى البداية حظهم حلو، شغالين كويس وفيه دعم ليهم، واللى يقول مش شغال يبقى بيدّعى»، مؤكداً أن أقل تاكسى أبيض يكسب 350 جنيهاً فى اليوم الواحد.
يفخر «عم ربيع» بسيارته السوداء، كل ما هو قديم يدعو للفخر، بدعوى أن السيارات الحديثة مشاكلها كثيرة: «التاكسى ده ليه معايا ذكريات، بيفكّرنى بأحلى أيام، وبأصعب أيام، منه علّمت أولادى، ومنه صرفت على بيتى، ولو خذلنى شوية يرجع ينصفنى تانى».