رسالة دكتوراه: قطر وتركيا وأمريكا تدخلوا في شأن مصر خلال حكم الإخوان
الباحث الدكتور حسين حسنى مع لجنة المناقشة
كشفت أحدث رسالة دكتوراه بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن الدول الثلاث قطر وتركيا والولايات المتحدة كانت أكثر الدول تدخلا في الشئون الداخلية المصرية بعد ثورة 25 يناير وتحديدا خلال العام الذي حكمت فيه جماعة الإخوان مصر.
الدراسة التي أجراها الدكتور حسين حسني مدرس الصحافة بمدينة الثقافة والعلوم بجامعة 6 أكتوبر جاءت تحت عنوان:" الخطاب الصحفي المصري تجاه التيارات الإسلامية قبل ثورة 25 يناير وبعدها" وأشرف عليها أ.د شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرةن توصلت إلى أن كٌتاب الرأي انتقدوا الدعم الأمريكي الذي قدمته واشنطن لجماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهرولة الإخوان إلى الولايات المتحدة للحصول على هذا الدعم.
كذلك انتقد الكتاب التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية المصرية بانحياز واشنطن الواضح لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان في صراعهما مع القوى المدافعة عن دولة مدنية ديمقراطية جديدة، وفي خلافاتهم مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مستشهدين في ذلك بالزيارة التي قامت بها هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لمصر بعد ثورة 25 يناير لمباركة رغبة الإخوان في الدفع بقرار جمهورى جديد بإحالة قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى المعاش، وتوليه قيادات إخوانية بهدف، وقد تلى ذلك مطالبة كلينتون لقاء ممثلين للأقباط وحدهم في إيحاء شرير بأن مصر ليست مجتمعاً متجانساً منذ آلاف السنين ولكنه منقسم دينياً ، وهو ما رفضه الأقباط في موقف وطني خالص.
وفيما يتعلق بقطر، رصدت الدراسة الدعم المالي القطري لجماعة الإخوان في الإنتخابات الرئاسية وهو ما وصفه كتاب المقالات بأنه أمر ينطوي على تدخل قطري بالغ الخطورة، إلى جانب أن قطر كانت دوما وجهة لرحلات خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان، وخلال هذه الرحلات تحاك المؤامرات وتصدر قرارات تتعلق باشأن الداخلي المصري.
د. حسين حسني: الصحفيون هاجموا تيارات الإسلام السياسي بعدما تأكدوا من نيتهم اختطاف مصر وطمس هويتها
كما انتقدت الدراسة محاولات تركيا الهيمنة على صانع القرار المصري خلال حكم الإخوان نظرا لأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ليس سوى امتداد لحزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان وأحد أفرع التنظيم الدولي للإخوان، وكانت وجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن هذه التقارب في الإيديولوجيا بين حزبه وجماعة الإخوان قد يمهد له الطريق لتحقيق حلمه بإعلان خلافة إسلامية مزعومة تتزعمها تركيا، ومن ثم تصبح مصر أكبر الدول العربية مجرد تابعة لتركيا وإحدى إماراتها.
رسالة الدكتوراه التي ناقشتها أ.د نجوى كامل عبد الرحيم أستاذ الصحافة بكيلة الإعلام جامعة القاهرة و أ.د آمال كمال طه أستاذ الصحافة بجامعة حلون وحصل الباحث فيها على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات والمراكز البحثية كشفت العديد من الانتقادات التي وجهها كتاب المقالات بالصحف المصرية القومية والخاصة والحزبية للإخوان والسلفيين ومنها: انتقادات موجهة لممارسات تيارات الإسلام السياسي للعنف، محاولات أخونة الدولة، محاولات الهيمنة على الأحزاب والحركات السياسية واستغلالها، مخالفة التيارات الإسلامية للدستور والقوانين، السطو على ثورة 25 يناير وتهمشيهم شباب الثورة الديكتاتورية داخل جماعة الإخوان، مهاجمة المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى لأهداف خاصة لا تخص مصر، اللجوء التيارات لاستخدام الألاعيب والانتهازية والانغماس في العمل السياسي وإهمال الجانب الدعوى.
كما تم انتقاد علاقة التبعية بين مرسي وجماعة الإخوان وسيطرة المرشد العام للجماعة على قراراته بعد وصوله للرئاسة، رغم من أن مرسي استقال رسميا من الجماعة وحزبها عندما تقلد منصبه، إلا أن كثيرين نظروا إليه على أنه ليس أكثر من مجرد رئيس صوري يتشاور عن قرب مع قادة الإخوان ويتبع سياساتهم وغاياتهم، ويسعى لتحقيق أهدافهم.
وارجعت الدراسة كثرة الانتقادات الموجهة للإخوان والسلفيين بعد ثورة 25 يناير إلى محاولات طمس الهوية المدنية للدولة المصرية ومحاولة اختطافها وهو ما عرف وقتها بمحاولات أخونة الدولة.