قبل حقل "ظُهر".. تاريخ اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر
صورة أرشيفية
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، عددا من المشروعات في محافظة بورسعيد، منها مشروع حقل "ظهر" للغاز المكتشف في البحر الأبيض المتوسط عام 2015، الذي يعد الأكبر في مصر، من قبل شركة "إيني" الإيطالية، وأعلنت "إيني" في أغسطس 2015، اكتشاف حقل "ظهر"، على عمق نحو 1500 متر، وتم حفر البئر إلى عمق أكثر من 4 آلاف متر في المنطقة الاقتصادية المصرية في البحر المتوسط.
وشهد الرئيس السيسي، بدء الإنتاج المبكر لحقل ظهر من الغاز الطبيعي، بعد أن تفقد المحطة الأرضية لحقل ظهر بشركة بترول بلاعيم في الصباح الباكر، وفقا للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة.
لم يكن حقل "ظُهر" هو أول تلك الاكتشافات، حيث إنه عبر تاريخ مصر بزغت العديد من الاكتشافات لحقول الغاز، حيث شهدت مجالات الطاقة في مصر تاريخ ضخم يمتد لعشرات العقود، وضعت البلاد في مقدمة الدول ذات الريادة في هذا القطاع، ويعتبر الغاز الطبيعي، أحد مصادر الطاقة البديلة عن النفط من المحروقات عالية الكفاءة وقليلة الكلفة، وقليلة الانبعاثات الملوثة للبيئة.
وفي عام 1967، تم اكتشاف أول حقل غاز طبيعي في البلاد بمنطقة "أبوماضي" في مركز بلقاس بوسط الدلتا، وفي عام 1965 تم تأسيس شركة "جابكو" كشركة مصرية أمريكية للبحث عن الزيت الخام، وكان لها الفضل في تحقيق كشف حقل "أبوالغراديق" للغاز الطبيعي في الصحراء الغربية، عام 1975، وفقًا لموقع وزارة البترول والثروة المعدنية.
وتم اكتشاف حقل غازي بحري في منطقة أبوقير في البحر الأبيض المتوسط عام 1969، ثم توالت الاكتشافات في "القرعة، وقنطرة 1، وخلال 1، وناف، وقار، وقرش"، وفي يونيو 1987، تم افتتاح أكبر وأحدث كشف للغاز الطبيعي بالصحراء الغربية والذي حققته شركة "خالدة" للبترول وهو "كشف طارق"، بحسب الوزارة، مضيفة أنه في العام نفسه تم إضافة بند جديد للغاز الطبيعي يكفل للمستثمر الحق الكامل في استرداد ما أنفقه من تكاليف، ونصيبه من الأرباح في اتفاقيات الغاز مثل اتفاقيات الزيت الخام، كما أسست أول جمعية للغاز الطبيعي في مصر، وفي سبتمبر تم إعداد أول خريطة جيولوجية سطحية تغطى كل أنحاء مصر.
وفي عام 1990، تم تشغيل وضخ الغاز لأول مرة عبر الخط الجديد "بدرالدين - العامرية" التابع لشركة "بتروجت"، وتشغيل أكبر مصنع للغاز الطبيعي بالصحراء الغربية، وبعد 5 أعوام، بدء تنفيذ مشروع تنمية حقل غازات "وقار" بالبحر المتوسط شمال بورسعيد، وفي فبراير 1996، افتتح أول مركز لتموين وتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي والتابع لشركة "كارجاس"، حيث أكدت الوزارة أن مصر تعد أولى دول الشرق الأوسط وأفريقيا استخداما للغاز الطبيعي في السيارات، مشيرة إلى أنه في يوليو من العام نفسه، تم افتتاح حقل "بورفؤاد" البحري للغاز الطبيعي ببورسعيد، ويعد هذا الحقل باكورة الإنتاج في المنطقة.
وبالعام التالي، تم البدء في الإنتاج في حقل "مليحة" العميق لشركة "عجيبة"، كما بدأ تنفيذ مشروع تشغيل حقل "الأبيض" أكبر كشف للغازات الطبيعية بشمال الصحراء الغربية، كما بدأت وزارة البترول لأول مرة في مصر وفي الشرق الأوسط تشغيل أجهزة التكييف باستخدام الغاز الطبيعي، كما تم توقيع اتفاقية بين هيئة البترول وشركة "إينى" الإيطالية لمد خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من الحقول البحرية بالبحر المتوسط الى شمال سيناء عبر نفق أسفل قناة السويس الذي بدأ تنفيذه في أغسطس 1998.
وفي أكتوبر من العام نفسه 1996، تم توقيع إتفاقية في أبورديس بين هيئة البترول وشركة "أيوك" لإنشاء خط انابيب غاز جديد وإسناد عمليات التنمية والتشغيل لشركة "بتروبل"، ويعد هذا العمل خطوة حقيقية نحو تطوير إنتاج الغاز الطبيعي المصري في البحر المتوسط، وفقا لوزارة البترول.
بينما شهد مطلع الألفية الجديدة إعادة هيكلة قطاع البترول المصري، وذلك عن طريق فصل الأنشطة الخاصة بالغاز الطبيعي والبتروكيماويات عن أنشطة الهيئة المصرية العامة للبترول، وإنشاء خمسة كيانات مستقلة وقوية تتكامل وتنسق وتتعاون فيما بينها من أجل الاستغلال الأمثل للثروة البترولية والمعدنية، من بينها الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية في أغسطس 2001.
كما تم تنفيذ مشروع "خط الغاز العربي" في يوليو 2003، الذي يعد أحد مشروعات التعاون العربي الاستراتيجية ونواة لشبكة اقليمية لنقل الغاز، وفي 15 أبريل 2006، تم الافتتاح الرسمي لمجمع تصدير الغاز الطبيعي المسال بـ"أدكو"، وفي مارس 2008، أعلن عن كشف "سايتس"، كأكبر حقل غازي بالبحر المتوسط.
فيما شهد عام 2013، تطورًا ضخمًا بتاريخ الغاز الطبيعي، ففي مايو أعلن قطاع البترول عن نجاحه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، تحقيق 14 كشفا جديدا للبترول والغاز بمناطق الصحراء الغربية وخليج السويس والبحر المتوسط والصعيد، وفي يونيو تم الإعلان عن كشف جديد للغاز في منطقة "امتياز" غرب المنزلة بدلتا النيل في البئر الاستكشافي "بيجونيا 1"، بالإضافة إلى أنه بأغسطس تم تحقيق كشف "سلامات – 1" للغاز الطبيعي كأول كشف بمنطقة امتياز شمال دمياط البحرية بالبحر المتوسط، وفي أكتوبر تم تحقيق أحدث اكتشافات الغاز الطبيعي بمنطقة امتياز "بتروتمساح" في بئر "تونة - 6" لشركة بترول "بلاعيم".
وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم في يونيو 2014، تربعت مصر على عرش الاكتشافات البترولية والغاز الطبيعي، وحيث إنه في أغسطس 2015، أعلنت شركة "إيني" الإيطالية اكتشاف حقل "ظهر"، على عمق نحو 1500 متر، وتم حفر البئر إلى عمق أكثر من 4 آلاف متر في المنطقة الاقتصادية المصرية في البحر المتوسط، الذي وُصف بأنه أهم اكتشاف غاز في البحر المتوسط والعالم، حيث يبلغ احتياط ما يعادل 5.5 مليار برميل مكافئ من النفط.
كما حقق كشف حقل "أتول" من قبل شركة "بي بي" البريطانية نجاحًا ضخمًا، في مارس 2015، وتم حفر بئر "أتول" الاستكشافي في المياه العميقة في منطقة امتياز شمال دمياط البحرية الواقعة في شرق دلتا النيل باستخدام الحفار "ميرسك ديسكفورور" من الجيل السادس لأجهزة الحفر البحرية، ويقدر احتياطي الغاز فيه بـ1.5 تريليون قدم مكعب و31 مليون برميل من المتكثفات.
يأتي ذلك بالإضافة إلى حقول شمال الإسكندرية، وهي: "حقول تورس، وليبرا وفيوم، وجيزة، وريفن، وتورس، وليبرا" المخطط إنتاجهما سيكون بمعدل 600 ألف متر مكعب في اليوم، وحقلا "جيزة، وفيوم" سيكون إنتاجهما 400 مليون مكعب في اليوم، فضلا عن "آبار غرب 2" بشمال شرق الدلتا، بمعدل إنتاج 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، و"آبار البئر نيدوكو" شمال غرب 6 بمنطقة شمال شرق الدلتا، والتابع لشركة "بتروبل" بمعدل إنتاج 140 مليون قدم مكعب غاز يوميا، والبئر نيدوكو غرب 2 بمعدل إنتاج 100 مليون قدم مكعب يوميا.