السيسي: البعض سعى لإساءة العلاقة بين مصر وإيطاليا لعدم تنفيذ "حقل ظهر"
السيسي
أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم زيارة تفقدية للمحطة الأرضية لحقل "ظهر" بمحافظة بورسعيد، وذلك بحضور المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين.
وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس استمع فى بداية الزيارة إلى كلمة من كلاوديو ديسكاليزى رئيس شركة إينى مستكشفة الحقل والمشغل الرئيسي له، أكد خلالها أن حقل "ظهر" يعكس مدى اهتمام الشركة بالاستثمار في مصر، خاصة وأنها من أولى الدول التي عملت بها شركة إيني، وموضحًا أن الشركة تدير نحو 35% من إنتاج الغاز في مصر.
وأكد رئيس الشركة أن افتتاح حقل "ظهر" يعد إنجازًا كبيرًا يحسب لمصر، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية وفرت الدعم لإنجاز المشروع، وأن الشركات المصرية قدمت أرقامًا قياسية خلال مراحل العمل. وأوضح رئيس شركة إيني أن حقل "ظهر" ما زال به الكثير ليتم اكتشافه.
كما ألقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية كلمة أكد خلالها ما يمثله الحقل من إضافة هامة للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أنه يعد نموذجاً لقدرة مصر على تحقيق الانجازات الكبرى في توقيت قياسي.
وقدم وزير البترول عرضًا حول استراتيجية قطاع البترول ومواد الطاقة فى مصر ومشروع حقل ظهر، مشيرًا إلى ما شهده السوق المصرى في السابق من تحديات منها توقف أعمال البحث والاستكشاف وتباطؤ الاستثمارات، وظهور فجوة فى الإنتاج المحلي، وحدوث أزمات فى توافر مواد الطاقة.
وأكد المهندس طارق الملا أنه مع الاستقرار السياسي والأمني نجحت الحكومة في استعادة عمليات البحث والاستكشاف والتنمية في مشروعات الغاز وتطوير معامل البتروكيماويات والبنية الأساسية الخاصة بالمنتجات البترولية بهدف زيادة القدرة على إنتاج مواد الطاقة.
كما استعرض وزير البترول تفاصيل مشروع حقل "ظهر"، ومراحل تنفيذه وصولاً لبدء انتاج الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن احتياطيات حقل "ظهر" تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب غاز وهو ما يعادل 5,4 مليار برميل زيت مكافئ، كما أن احتياطيات الحقل تمثل اكثر من 135% من الاحتياطي الحالي للزيت الخام في مصر.
كما استعرض أهمية المشروع للاقتصاد القومي، مشيرًا إلى إلى ما يساهم به في توفير فرص العمل، وجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر والتى تقدر بحوالى 12 مليار دولار تم انفاق 5 مليار منهم خلال المرحلة الأولى، فضلاً عن زيادة انتاج الغاز المصري، وسد احتياجات السوق المحلي والتوجه نحو التصدير.
وذكر المتحدث الرسمى أن الرئيس حرص على تأكيد أهمية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص بما يتيح المجال لبدء عمليات البحث والاستكشاف والتنقيب والاستفادة من الثروات، وشدد على أهمية مراعاة عدم التصدى لموضوعات حساسة تتعلق بمصير الشعب المصري بدون الإلمام الكامل بتفاصيل تلك الموضوعات وأهميتها للدولة.
وأكد الرئيس أن الدول تُبنى بالعمل والأمانة والشرف، مشيرًا إلى أن ما يُنفذ من إنجازات لم يكن ليحدث بدون الاستقرار والأمن وثبات المصريين، مطالبًا بعدم الانسياق وراء محاولات نشر الفوضى، والتي تهدد فرص الاستمرار في تحقيق تلك الإنجازات والمشروعات التي تصب في صالح المواطنين.
وحذر الرئيس كل من يريد العبث بأمن مصر أو تكرار ما حدث من فوضى منذ سنوات، مشيراً إلى أنه لن يسمح بهذا الأمر وسيضحى بنفسه فى سبيل حياة المصريين والحفاظ على الوطن. وشدد على أنه إذا استمرت محاولات العبث بأمن مصر، سيطلب تفويض جديد من المصريين، لاتخاذ إجراءات أخرى.
وأوضح الرئيس أن الدولة لا تبنى بالكلام ولكن بالعمل والاجتهاد، مطالباً كل من يريد التصدى للشأن العام بضرورة معرفة مفهوم الدولة، ومشيراً إلى أنه مفهوم يجب تعلمه على مدار سنوات طويلة، ويجب الحذر خلال الحديث مع المواطنين والعمل على إظهار حقيقة الأمور. وأشار الرئيس إلى ما كانت تتحمله الدولة من نفقات منذ سنوات منها مليار ومئتى مليون دولار شهرياً لشراء منتجات بترولية نتيجة لتوقف الإنتاج نتيجة لحالة الثورة التي كانت تمر بها مصر، كما سعى البعض لإساءة العلاقات بين مصر وإيطاليا للحيلولة دون الوصول إلى تنفيذ مشروع حقل "ظهر"، من خلال حادثة تقطع المودة والمحبة بين البلدين، ولهذا لن تنسى مصر وقوف إيطاليا بجانبها رغم حادثة ريجيني.
وأكد الرئيس أن مصر لن تنسى هذه الحادثة الأليمة ولن يتوقف التحقيق فيه قبل الوصول إلى الجناة.
وأشار السفير بسام راضى إلى أن الرئيس وجه الشكر باسم الشعب المصرى إلى شركة إينى ورئيسها مشيراً إلى أن العلاقة مع الشركة أثبتت مدى قوة العلاقات المصرية الإيطالية.
كما وجه الرئيس تحية تقدير وشكر خاص للمهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنه من الشخصيات الفاضلة التى تعمل فى صمت وتتحمل المسئولية فى ظل ظروف صعبة.
وقد أعطى الرئيس توجيهات باستكمال توصيل الغاز الطبيعى لحوالى 1,35 مليون وحدة سكنية خلال العام الحالى، على أن يتم التوصل لحل لمشكلة التمويل اللازم.
وعقب ذلك، شهد الرئيس إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً ببدء مرحلة الإنتاج المبكر لحقل "ظهر"، ثم استمع سيادته إلى شرح حول مشروع حقل "ظهر" وما يتضمنه من منشآت من المسئولين عن المشروع.
وقد حرص الرئيس على توجيه رسالة لأبناء محافظة بورسعيد بأن المشروع يراعي كافة المعايير البيئية بما يحافظ على المنطقة وصحة المواطنين، كما حرص على تأكيد ضرورة مساهمة الشركات العاملة بالمشروع فى المشروعات ذات البعد الاجتماعي. ثم أجرى الرئيس بعد ذلك جولة تفقدية للمشروع.