من حقل غاز لمزرعة ومتحف وكنيسة.. مصر صاحبة أكبر مشاريع في الشرق الأوسط
حقل ظهر
افتتحت مصر العديد من المشاريع الكبرى، والتي تنوعت ما بين حقل غاز ومزارع سمكية ومتاحف أثرية، مؤخرا، معظمها جاء كأكبر مشاريع قومية على مستوى الشرق الأوسط أجمع، حيث افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، غرب مدينة بورسعيد، مرحلة الإنتاج المبكر من مشروع حقل "ظهر" للغاز الطبيعي والذي تم اكتشافه في البحر الأبيض المتوسط عام 2015، والذي يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ويغطي مساحة تصل إلى 100 كيلومترمربع، ليصبح بذلك أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى الشرق الأوسط.
وخلال الافتتاح استعرض المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أهم التحديات التي كانت واجهت قطاع البترول خلال الفترة من 2011-2013، والتي كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد المصري تمثلت أهمها في التوقف عن توقيع اتفاقيات بترولية جديدة، وتراكم مستحقات الشركات الأجانب والتي بلغت 6.3 مليار دولار، إلا أن الملا أكد أن مشروع "ظهر" ساعد على إنتاج 350 مليون قدم مكعبة غاز يوميا يصل إلى أكثر من مليار قدم مكعبة غاز يومياً قبل منتصف عام 2018، يرتفع إلى 1.7 مليار قدم مكعبة غاز يومياً بنهاية العام، وباستكمال مراحل تنمية المشروع يصل الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعبة غاز يومياً بنهاية عام 2019 ويمثل 50% من إنتاج مصر من الغاز.
أما مشروع بركة غليون للاستزراع السمكي، التي افتتحت نوفمبر من العام الماضي، بمحافظة كفر الشيخ، جاءت هي الأخرى كأكبر مزرعة بالشرق الأوسط حيث إنها قامت على مساحة 4100 فدان، وأنه ستكون لها مرحلة ثانية على مساحة 2815 فدانا، وتضم عدة مصانع بالإضافة لوحدات زراعة مكثفة، كما أنها تضم المدينة السمكية الصناعية غليون أكبر مصنع تجهيز الأسماك والجمبري في الشرق الأوسط على مساحة 19695 م2 وذلك بطاقة إنتاجية 100 طن في اليوم. كمان ان المشروع يعمل به 5 آلاف من أبناء محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، بالإضافة لـ30 ألف عامل كعمالة غير مباشرة.
وفي منطقة الرماية، يتم تدشين أكبر متحف في العالم يعرض لآثار حضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة والذي يتم إنشاؤه على مساحة تبلغ 491 ألف متر مسطح، وأن المباني تقام على ثلث هذه المساحة، على أن يتم الافتتاح الجزئي للمتحف في أوائل عام 2018، والذي قال عنه محلب خلال تفقده له، أن مشروع المتحف المصري الكبير يعد نقلة حضارية كبيرة ويعد أكبر مشروع ثقافي وحضاري في الشرق الأوسط.
المتحف صمم لاستيعاب 5 ملايين زائر سنويا، كمان أنه يوجد به عدد من الأبنية الخدمية والتجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية ومن المقرر أن يضم المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، مما سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة في مصر، بتكلفة قدرها 550 مليون دولار.
محطة الضبعة النووية هي الأخرى، منحت مصر المرتبة الأولى في الشرق الأوسط، لامتلاكها محطة نووية من الجيل الثالث خلال أربع وحدات طاقة نووية تصل قدرة الواحد منها 1200 ميجاوات، والتي قال عنها ألكسي ليخاتشوف، مدير مؤسسة روساتوم الروسية للمحطات النووية، إنه حال تنفيذ المفاعلات النووية الأربعة بالضبعة بمطروح، فإن مصر ستكون الأولى بالشرق الأوسط التي تمتلك مفاعلات الجيل الثالث المتطور.
المحطة ستستوعب إنشاء 8 محطات نووية ستتم على 8 مراحل، المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجا وات بإجمالي قدرات 4800 ميجا وات، كما تشمل البنية التحتية للمشروع إنشاء برج الأرصاد لقياس درجات الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح، إضافة إلى إنشاء مباني العاملين وأجهزة قياس المياه الجوفية والزلازل والتيارات البحرية وإمداد خطوط الغاز والمياه والكهرباء والاتصالات، كما أنها ستستوعب ما يقرب من 1500 عامل مصري ما بين مهندسين وفنين وإداريين.
أما الزحام الشديد الذي تعانيه شوارع العاصمة الحالية، دفع القيادة المصرية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة التي تتضمن كاتدرائية أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أنها ستكون أكبر كنيسة في مصر بل والشرق الأوسط كله، وكذلك مسجد الفاتح العليم، الذي يعد ثالث أكبر مسجد في الشرق الأوسط بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، بالمملكة العربية السعودية، والذي يقام على 29 فدانا.