دعنا نعود بالزمن إلى الوراء قليلا كى نتعمق فى عصر ما قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعى "فيس بوك، تويتر..الخ"، ربما قد كان الوقت لا يمر بهذه السرعة الجنونية كما هو الآن، حيث لم يعد هناك أى شغف بالأحداث مع التطور التكنولوجى الهائل الذى وصل إلى جميع فئات المجتمع المصرى.
ربما نكون قد وصلنا متأخرين عن باقى المجتمعات الأخرى، وهذا ما يفسر مدى الانبهار، ما جعلنا نستخدمه بشكل خاطئ فى أغلب المجالات، وهذا لا يمنع أن هناك نقاط إيجابية كثيرة نتيجة هذا التطور، ولكن عندما يكون التأثير الأكبر أصبح له علاقة كبيرة فى عقول وتفكير أغلبنا دون الالتفات إلى القيم والمبادئ التى بدأت فى الاختفاء مثل "Hotmail ".
على سبيل الربط بين أرض الواقع والشاشات المحمولة فى أيدى ملايين الأشخاص، لم نعد نفرق بين ما هو صادق وكاذب، أصبح الأمر مجرد لمسة على شاشة قد تؤدى بك إلى قمة المجد والشهرة، وأخرى تكون سببا فى وجودك بين قوائم "البلوك" والنسيان، بغض النظر عن الطريقة اعتمد الجميع على مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة"، وهنا أتحدث عن مشاهير وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة الذين اصبح الكثير منهم قدوة للكثير من الشباب فى شتى مناحى الحياة، كترديد عبارات وألفاظ معينة لم تكن يوما ما فى حياتنا على سبيل الظهور وجذب الأضواء.
أصبحنا نبحث عن صناعة بطولات مزيفة لإرضاء أنفسنا فقط، لم نعد نمتلك شكلا معينا لثقافتنا المصرية التى أصبحت كطفل هجين غير معروف المصدر والنسب، وهذا ما سوف يقضى على جيل كامل أخلاقيا وثقافيا، لم يعد يعتبر اللغة العربية والقيم المجتمعية التى يختص بها كل مجتمع بما فيها من عيوب ومميزات تناسبه، بعد أن اكتشفنا كذب معامل أنيس عبيد فى ترجمة عبارات الشتائم الأجنبية فى محاولة منهم للحفاظ على شكل المنظومة التربوية للمجتمع العربى، والآن بعد أن علمنا أن معنى السباب الانجليزى الشهير لم يكن يعنى أبدا "تبا لك"، هل سنذهب إلى الجحيم ونترك لأبنائنا صفحات "الفيس بوك" الشخصية تكشف لهم عن مدى الزيف الذى كنا نعيش فيه، لعل وعسى أن تكون هى الطريقة الوحيدة فى إنقاذهم من مصير آبائهم.