خبير أمنى: طوفان المواد الجديدة يستدعى تعديلات تشريعية.. وأرفض معاقبة المتعاطين
اللواء ممدوح عبدالقادر
قال اللواء ممدوح عبدالقادر، الخبير الأمنى، إن طوفان المخدرات الحديثة التى دخلت البلاد مؤخراً يستدعى بعض التغييرات فى القانون الجنائى لسرعة مجابهة تلك الظاهرة التى تطور من نفسها بصفة مستمرة، وأضاف «عبدالقادر»، فى حواره مع «الوطن»، أنه يرفض تطبيق عقوبة الحبس أو السجن بشأن متعاطى المخدرات مبرراً ذلك بأنهم «مجنى عليهم يحتاجون إلى العلاج والرعاية المجتمعية».. إلى نص الحوار..
دخلت مصر خلال الفترة الأخيرة عدة مخدرات منها الأستروكس والفودو والبيسة، فهل القانون الجنائى المصرى يستطيع التصدى لتلك المخدرات أم يحتاج تعديلاً؟
- فى البداية لا بد أن نعى جيداً أن المخدرات، رغم اختلاف مسمياتها، فهى تحت مظلة المخدرات، والقانون الجنائى المصرى به مواد عقابية لمعاقبة كل من يعمل على تلك التجارة بداية من التاجر الذى يجلبها من الخارج حتى التاجر الصغير الذى يقف فى الحوارى والشوارع الصغيرة فى المناطق العشوائية للبيع لعملائه، ولكن لا بد من تفعيل مواد القانون الجنائى دون رحمة، حيث إن القانون المصرى نص على أن جلب المخدرات عقوبته الإعدام، ولكن القائمين على القانون يطبقون تلك المادة على جلب الحشيش والهيروين والكوكايين فقط، ولا تطبق على جلب الأستروكس والترامادول والبيسة والفودو وغيرها من المخدرات التى عرفها المجتمع المصرى مؤخراً، على الرغم أن تلك المخدرات أصبحت أكثر خطورة على المجتمع من الحشيش والهيروين، حيث إن متعاطى الفودو أو البيسة يموتون خلال أشهر من التعاطى، وعدد الوفيات بين متعاطى المخدرات الحديثة أكثر من وفيات الحشيش والهيروين، وعلى الرغم من ذلك تجد أن جلب مثل تلك المخدرات الحديثة يعتبر فى القانون جنحة ولا يتم إعدام المتهمين، لذلك لا بد من تطبيق عقوبة الإعدام على جلب كل أنواع المخدرات.
«عبدالقادر»: عقوبة جلب المخدرات لا تطبق إلا على الحشيش والهيروين رغم خطورة بقية الأنواع ومنها «الأستروكس»
وهل عقوبة الحبس قادرة على منع تعاطى تلك المخدرات أم لا بد من تغليظ العقوبة لتصبح السجن؟
- أولاً أنا ضد عقوبة حبس المتعاطى أو المدمن، ولا بد من إلغاء عقوبة الحبس نهائياً من القانون الجنائى، لأن المتعاطى أو المدمن هو شخص ضعيف ومجنى عليه ومغلوب على أمره، ولا بد من الوقوف معه ومساعدته على الخروج والعلاج من الإدمان، ولا بد من تكاتف المجتمع بأكمله مع جهاز الشرطة والبدء فى تنفيذ مشروع قومى لعلاج المدمنين، وبعد تماثلهم للشفاء لا بد من مشاركتهم فى ذلك المشروع القومى من خلال دورهم فى إقناع زملائهم من متعاطى المخدرات بضرورة العلاج.
ما أسباب انتشار الفودو والأستروكس والبيسة فى المجتمع المصرى؟
- توجد عدة أسباب لانتشار تلك المخدرات فى المجتمع المصرى؛ أولها بسبب عدد السكان المتزايد، حيث يجد تجار المخدرات فى المجتمع المصرى سوقاً كبيرة لتجارتهم، وثانياً بسبب وجود بعض المشاكل الاقتصادية فى البلد، التى أدت لارتفاع معدل البطالة، ما جعل الشباب يلجأون لتلك المخدرات للهروب من مشاكلهم ومن واقعهم المؤلم إلى عالم الخيال، كما يرجع ذلك بسبب قلة إيمانهم وضعف شخصياتهم، وثالثاً وهو السبب الأهم أن مصر دولة مستهدفة من عدة دول، وبعد أن أصبح الاستهداف العسكرى شيئاً مستحيلاً، لجأ هؤلاء الأعداء لاستهداف الشباب من خلال المخدرات، حيث إن تلك المخدرات تدخل مصر ويتم بيعها بأسعار زهيدة رغم ارتفاع أسعارها فى الخارج، إذاً السبب ليس الربح بل استهداف الدولة من خلال استهداف شبابها الذى يريدون منه أن يصبح مدمناً مدمراً منتحراً.
الزيادة السكانية والبطالة واستهدافنا من عدة دول أسباب قوية لنمو تجارة المخدرات.. ومطلوب من القانون أن يوسع عقوبة الإعدام على تجار المخدرات
إذاً لماذا لا يتم إعدام تجار المخدرات فى مصر حتى يتم حماية شبابنا ومجتمعنا؟
- يتم إعدام التجار الذين يتورطون فى عملية جلب المخدرات من الخارج ولكن ليس بالضرورة أن يتم الإعلان عنها، وحتى لو تم إعدامهم أمام الجميع، فهذا لن يمنع جلب المخدرات، فمن يقتل يُطبق عليه عقوبة الإعدام، وكل يوم يتم تنفيذ حكم الإعدام بحق مدانين فى قضايا قتل، ورغم ذلك كل يوم تشهد مصر العديد من جرائم القتل، ولكن المطلوب من القانون أن يتم توسيع عقوبة الإعدام على تجار المخدرات كافة ولا تطبق على تجار الهيروين والحشيش فقط، بل لا بد من إعدام كل تاجر مخدرات حتى تجار الأقراص المخدرة كالترامادول، لكى يكونوا عبرة لكن من تسول له نفسه استهداف شباب مصر.