داخل محل صغير لا يتعدى مساحته المترين وخلف باب موارب، يجلس عم محمد زكريا، بين الكثير من أجهزة الهواتف الأرضية المختلف أشكالها و أنواعها، بجانب بعض الأدوات التي تعاونه في الصيانة، التي تصاب محله بالازدحام، مرتديا نظارته الطبية المقعرة وأمامه موقد ضوء صغير يضعه على مكتبه، يساعده على اكتشاف عطل الجهاز وتصليحه.
منتظرًا كل يوم في محله الذي يذهب ويعود إليه بعد كل صلاة، لوقوعه تحت منزله مباشرًا، في حارة "الحكر"، بمنطقة وسط البلد، أن يدخل عليه زبون لا زال يستخدم الهواتف الأرضية، في حاجة إلى صيانة يكسب منها 10 جنيه، أو شخص يأتي لبيع جهازه الأرضي، موفرًا من خلاله قطع الغيار التي يجد صعوبة في توفيرها "كل الأجهزة اللي في سوق صيني وبدوخ السبع دوخات عشان اعرف الاقي قطع الغيار ليها"، عائدًا بذاكرته إلى فترة كانت تصنع فيها أجهزة التليفونات الأرضية في المصانع المصرية قبل توقفها عن ذلك من 10 سنوات.
"محدش بقى بيركب تليفون أرضي غير عشان الإنترنت.. غير كده الموبايل سهل كل حاجة"، يقولها الرجل الستيني، الذي كان يعمل في صناعة الإلكترونيات بأحد المصانع الحربية قبل خروجه على المعاش المبكر "بصلح التليفونات الأرضي وريموت التلفزيون.. دول ،كتر حاجة بفهم فيها.. مبفهمش الكتير في المحمول عشان صغير ونظري مش بيشوفه كويس".
يوصل عم محمد، خط تليفون أرضي من منزله، إلى المحل ليفعل الحرارة في الأجهزة ويكشف عن العطل ويتأكد من صيانته بعد تصليحه "مبيجيليش فاتورة عشان مش بستخدمه كتير فقلت استخدمه في المحل وأحسن من ركنته في البيت".
تعليقات الفيسبوك