طوابير فى «مجمع التحرير».. والدخول بـ«الدور».. وعامل المصعد: «إحنا مش فى بنها»
زحام أمام أسانسيرات مجمع التحرير
ليست «طوابير عيش» لكنها تشبهها كثيراً، هى طوابير اصطفاف عشرات المواطنين أمام المصعد الكهربائى بمجمع التحرير، وسط المدينة، الذى يشهد توافد مواطنين من مختلف المناطق، لإنهاء أوراق وأختام لما يضمه من خدمات إدارية مختلفة تتجمع داخل 14 طابقاً.
ونظراً لتعدد الطوابق بالمجمع، يحتوى المبنى على 4 مصاعد كهربائية، يعمل من بينها 3 مصاعد فقط، يحتوى كل مصعد على عامل يوجد به بشكل دائم، أما الرابع فمُعطل بشكل كامل لأسباب غير معلومة، ومن ضمن الثلاثة مصاعد الأخرى توقف أحدها لبعض الوقت، حيث تجمع داخله المواطنون للصعود به للطوابق التالية وبشكل مفاجئ تركهم عامل «الأسانسير» من أجل أداء صلاة الظهر، ليبقى المواطنون داخل الأسانسير المُظلم بعد توقفه عن العمل لحين عودة العامل مرة أخرى بعد الانتهاء من أداء الصلاة، وبالفعل عاد العامل وتم تشغيل المصعد بشكل طبيعى.
فور فتح باب الأسانسير ينتظر المواطنون المصطفون بالخارج خروج من بداخله، ثم يبدأ السباق من أجل اللحاق بحجز مكان داخله، فالمصعد داخل المجمع يكفى لعدد 8 أفراد على أقصى تقدير كما هو مُوضح فى لافتة أعلى الأسانسير، ويلتزم بها المواطنون كافة لأنه فعلياً لا يسع لأكثر من ذلك العدد بسبب مساحته الضيقة، فيقف داخله المواطنون ملتصقين ببعضهم البعض أسفل مروحة تساعد فى تحريك الهواء داخله.
ومن داخل أحد المصاعد الكهربائية يقول «عامل الأسانسير» جالساً على كرسى، تعليقاً على حادث أسانسير مستشفى بنها الجامعى: «هنا وضع وبنها وضع تانى خالص، ده مجمع التحرير فى وسط القاهرة استحالة يحصل فيه حادث زى ده، هنا الميكانيكية اللى مختصين بتصليح الأسانسير موجودين على طول لأى عطل يحصل بشكل مفاجئ، وبيتعالج ويتصلح فى وقتها على طول، لكن بنها حالة تانية خالص لأنها بعيدة عن الدنيا كلها».
أما عن خوفه من تكرار ذلك الحادث يقول عامل المصعد: «مش خايف طبعاً، والله الواحد يتمنى يموت فى الأسانسير ونروح لربنا»، وهنا يُقاطعه أحد ركاب الأسانسير ضاحكاً ويقول: «موت لوحدك استنى احنا لما ننزل».
ويقول «محمود حمدى» ثلاثينى، الذى جاء من أجل إنهاء بعض الأوراق: «احنا هنا فى القاهرة ووسط البلد، مينفعش حاجة زى دى تحصل، وأكيد بيهتموا بالأسانسير هنا أكتر من أى مكان تانى»، وعن أكثر ما يضايقه فى الأسانسير داخل مجمع التحرير وغالبية المصالح الحكومية الأخرى يتابع: «أقف فى طابور عشان أحجز مكان، لكن المشكلة الأكبر فى النزول، لأن مفيش حاجة أدوس عليها عشان يعرف إنى عايز أنزل، وبالتالى بستنى أنا وحظى بقى أو أفضل أخبط على الباب لغاية ما يحس إنى فى أى دور».
ويقول أحد العاملين، رافضاً ذكر اسمه: «فى مجمع التحرير نظام غير أى مكان تانى، يعنى مفيش حد بيركب أكبر من العدد المسموح خالص جوه الأسانسير، وعدد الأفراد فى الأسانسير مينفعش يبقى أكتر من 8، عشان كده مفيش أى حوادث من النوعية دى هتتكرر عندنا هنا».