اشتباكات بين «الطوائف القبطية» بسبب خلاف على «قاعة عزاء» بالمنيا
قاعة العزاء بعد أن هدمها الأقباط الأرثوذكس
اتهمت الكنيسة الإنجيلية، إيبارشية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، بالاستيلاء على كنيسة إنجيلية لهم فى قرية بنى محمد سلطان بمحافظة المنيا، وهدمها على يد أقباط القرية، واعتداء الكهنة الأرثوذكس على راعى الكنيسة الإنجيلية بالقرية، ووصل الأمر لتحرير محاضر بينهما بعد حدوث اشتباكات قامت قوات الشرطة بالسيطرة عليها مساء أمس الأول.
وأصدر كهنة ومجلس كنيسة الأنبا برسوم العريان للأقباط الأرثوذكس بقرية بنى محمد سلطان بياناً حول الحادث، مؤكدين أن ما تم هدمه هى قاعة عزاء آيلة للسقوط خاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأن «البروتستانت» رفعوا دعوى قضائية يدعون ملكيتهم للقاعة منذ سنين، وظل الأمر أمام القضاء قبل أن يصدر حكم نهائى بملكية الكنيسة الأرثوذكسية للمكان. وأشارت «الأرثوذكسية» إلى أن الحديث عن أن ما تم هدمه كنيسة إنجيلية قديمة واستيلاء الأرثوذكس عليها هو أمر عارٍ من الصحة، مؤكدين أنهم يكنون كل الحب والتقدير للإنجيليين ويأسفون ويستنكرون كل ما نُشر، وأن الكنيسة قررت إقامة قاعة حديثة للعزاء مكان القاعة القديمة لخدمة جميع أبناء القرية.
«الأرثوذكسية»: ملكنا.. و«الإنجيلية»: عليها نزاع قضائى لم يُبَت فيه
فى المقابل، أكدت الكنيسة الإنجيلية أن القاعة التى تم هدمها عليها نزاع قضائى وأن المحكمة حكمت بإبقاء المكان كقاعة مناسبات لجميع الطوائف، وأن أقباط القرية الأرثوذكس قاموا بتحطيم المبنى والاعتداء على بعض الإنجيليين وإحداث إصابات بهم وأن الأمر معروض حالياً على نيابة المنيا. وأكد شهود عيان، لـ«الوطن»، أن «مطرانية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس» أقدمت على هدم «مضيفة» كانت تستخدمها كل الطوائف المسيحية بقرية «بنى محمد سلطان»، دون الحصول على التراخيص اللازمة من الجهة الإدارية المعنية، رغم أن القاعة محل نزاع بين المسيحيين من الأرثوذكس والإنجيليين، مشيرين إلى أن مسئولى المطرانية قاموا بتشوين عدد من البلوكات الحجرية بموقع الهدم، بغرض إعادة بناء دار المناسبات.
وأضاف الشهود أن نحو 80 شخصاً من الطائفتين تجمعوا فى موقع دار المناسبات المتنازع عليها، ما أدى إلى حدوث مشادات كلامية وتراشق بين الجانبين، كما وقعت مصادمات ومشاجرات محدودة بين بعض الشبان من الطائفتين، وعلى الفور تم استدعاء قوات الأمن، التى تمكنت من السيطرة على الموقف.
وتبادل أفراد من الجانبين الاتهام بالاستعانة بأبناء طائفتهم من القرى المجاورة، حيث تقدم أحد القساوسة من أبناء قرية «بنى محمد سلطان»، ويُدعى «أسامة م»، ببلاغ إلى مركز الشرطة، يتهم فيه «شاكر ت»، موظف بالمعاش، ويقيم بقرية «الأبعدية»، بالتعدى عليه وعلى زوجته وأبنائه، بمعاونة آخرين، مؤكداً عدم حدوث إصابات. وأوضحت مصادر كنسية أن المبنى، محل النزاع بين الطائفتين الأرثوذكسية والإنجيلية، عبارة عن طابق واحد مُقام على مساحة 100 متر، وكانت كل الطوائف المسيحية بالقرية تستخدمه كـ«مضيفة» فى المناسبات المختلفة، وتولت الطائفة الإنجيلية إدارته لعقود، قبل أن تطلق عليه أحد المسميات الكنسية، لتأكيد تبعيته لها، ما أثار حفيظة الأرثوذكس من أبناء القرية.
وأضافت المصادر أنه تم إغلاق المبنى عام 2002، على خلفية النزاع بين الطائفتين، وبعد الاحتكام للقضاء، صدر حكم مؤخراً بأن المبنى، الذى أطلق عليه اسم «جمعية بنى محمد سلطان»، يتم استخدامه كدار للمناسبات لكل الطوائف المسيحية بالقرية، ولا يُعد كنيسة لأى من الطائفتين المتنازعتين عليه، غير أن الخلاف ما زال قائماً بينهما.
من جهة أخرى، تسبب قرار الأنبا تكلا، أسقف دشنا وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، بحرمان شماس بالإيبارشية من الأسرار الكنسية وإخراجه من ملة «الطائفة الأرثوذكسية»؛ بعد انتقاد الشماس للأسقف وعدد من الكهنة، فى حالة غضب قبطى بين الحركات القبطية التى طالبت البابا تواضروس الثانى بالتدخل ووقف سلطات الأساقفة فى «الحل والحرمان».
وقال نادر صبحى، مؤسس حركة «شباب كريستيان للأقباط الأرثوذكس»، إن ما فعله الأسقف يحدث فى إيبارشيات أخرى وهو أمر مرفوض ويؤدى إلى اتجاه الأقباط إلى الإلحاد أو الذهاب إلى طوائف أخرى، مطالباً الأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس للكنيسة، بالتدخل لمواجهة هذا الأمر بدلاً من اتهام الطوائف الأخرى باختطاف الأرثوذكس. وأضاف «صبحى»، لـ«الوطن»، أن ما فعله الأسقف فى الشماس بإيبارشية دشنا لم يفعله البابا تواضروس الثانى ومن قبله البابا شنودة رغم ما تعرضا له من إساءات وتطاول عليهما من أبناء الكنيسة.
وأكد هانى عزت، مؤسس حركة «منكوبى الأقباط»، أن ما فعله أسقف دشنا تعنت وتعسف سافر يستدعى تدخلاً شخصياً من البابا وسرعة تدارك الأمور، مشيراً إلى أن الأسقف استند إلى مفاهيم مغلوطة ومتناقضة ليبرر ما فعله وهو الأمر الذى يتنافى مع تعاليم السيد المسيح.