«غراء ومسامير».. عدة «حسنى» لتصليح الكتب
«حسنى» يرمم أحد الكتب فى المعرض
على بعد خطوات قليلة من جناح سور الأزبكية، الموجود داخل معرض القاهرة الدولى للكتاب، جلس الرجل الأربعينى حسنى حسن، على كرسى خشبى، وفى مقدمته منضدة وضع عليها بعض الأدوات الخاصة بعمله، وبجواره أجولة ممتلئة عن آخرها بكتب قديمة عفى الزمن على بعضها، ممسكاً بيده اليمنى علبة غراء، وباليسرى كتاباً قديماً انفصلت صفحاته عن بعضها، تركه له بائع فى المعرض للصقه وتغليفه: «أى حد فى المعرض عايز يصلح كتب قديمة بييجى ليا، وفى نهاية اليوم بياخدهم كأنهم لسه جداد».
تعلم «حسنى» فى طفولته كيفية تصليح الكتب القديمة من أحد جيرانه، وظل لسنوات طويلة يتعلم منه حتى أتقنها، وقرر بعدها أن يعمل بمفرده فى هذه المهنة، بجانب عمله موظفاً فى حى السيدة زينب، إذ ينتهز الرجل الأربعينى معرض الكتاب لممارسة هوايته فى إرجاع الكتب لطبيعتها: «كنت باتبسط لما باشوف كتاب مافيهوش أمل وألاقيه خلاه زى الجديد، ومع الوقت اتعلمت منه الصنعة، باجى فترة المعرض عشان أسترزق، خصوصاً إن أغلب الكتب الموجودة فى سور الأزبكية قديمة ومتهالكة». لفت «حسنى» إلى أن تصليح الكتاب يستغرق أقل من 10 دقائق ولا يكلفه كثيراً، إلا أن مكسبه مربح بالنسبة له: «مش باستخدم غير غراء ومسامير وشاكوش، ومكسبها بيكون كله ليا لأن صاحب الكتب بيكون مقدر قيمتها ولو ركنها هيخسر فيها، وباحاسبه فى نهاية اليوم بـ50 جنيه للكرتونة أو الشيكارة». وعن أنواع الكتب التى تأتى له، يقول «حسنى»: «ساعات بتيجى كتب جديدة بس مابتكونش متقفلة كويس فى المطابع، لكن أغلب شغلى فى كتب قديمة، وكنت لسه من شوية باصلّح كتاب من 150 سنة بيتكلم عن تاريخ مصر».