«نهى» تركت المحاماة واشتغلت فى الفسيخ: بعمله بطريقة صحية
نهى الصادق
وقفت أمام محل أسماك فى فيصل، مرتدية ملابس أنيقة ونظارة شمسية، طلبت شراء 25 كيلو سمك بورى، اندهش البائع، لكنه فرح بالطلبية التى وفرها لها فى الحال، بعد يومين تكرر المشهد، جاءت السيدة الأنيقة وطلبت 30 كيلو سمك بورى، نفس الانطباع ظهر على وجه البائع، ثم لبى طلبها على وجه السرعة، فى المرة الثالثة سألها: «هو حضرتك بتعملى إيه بالكمية دى كلها؟»، ليفاجأ بالإجابة: «بعملها فسيخ وأبيعه».
نهى الصادق، محامية، اتخذت من الفسيخ مشروعاً خاصاً، يلبى رغبتها فى العمل من البيت، ربما يرى البعض تناقضاً بين عملها محاميةً، وكونها زوجة محام تساعده أحياناً فى عمله، وبين عملها صانعة فسيخ من الدرجة الأولى، لكنها لا ترى أى تناقض: «زهقت من المحاماة ومن التعامل مع الموكلين، فيه ناس بقت صعبة قوى، فاخترت أن يكون لى مشروعى الخاص اللى بديره بنفسى، ومن البيت ومحققة فيه نجاح كويس».
أطلقت «نهى» على مشروعها «تكية نهى الصادق»، وفيه تقدم «أكل بيتى» للسيدات العاملات بأسعار فى متناول أيديهن، لكن الفسيخ هو الأكلة التى علقت مع زبائنها، فقررت التركيز فيه: «أنا بخلل الفسيخ بطريقة صحية، مش زى التجار اللى فى السوق، طريقة تخليه ما يفسدش ولا يدوّد، يعنى بشتغل نضيف وليا سمعتى فى السوق». زوجها المحامى كان معارضاً لمشروعها فى البداية، وكان يتساءل كيف لمحامية أن تبيع الفسيخ، لكنه بعد نجاحها تقبل مشروعها: «كل الموكلين بتوعه بقوا زباين عندى».
تسعى «نهى» إلى تنظيم دورة تدريبية للسيدات لتعليمهن طرق صناعة الفسيخ بطريقة صحية: «بعد موسم شم النسيم، هبدأ فى التجهيز للدورة».