كالعادة في مجتمعنا المصري نحب ان يكون لنا اللمسة الخاصة بنا في كل شيء حتي لو لم يكن من صناعتنا المحلية وتتغير اللمسة بتغير الأهواء الشخصية لكل منا ولكنها لا تخرج عن إطار واحد يستخدمه الجميع في محاولة الدفاع عن نفسه دون أي تجديد يذكر، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي في عدم قدرة هذا النوع من الأفكار على العيش لمدة طويلة، بالإضافة إلى سطحية أصحابها رغم اعتناقهم دين فكري جديد يسمي العمق.
بعد ثورة يناير المجيدة التي لا اتهمها على الإطلاق، ولكنها كانت شرارة الحرية التي أصبحت بعد ذلك سببا في انتشار الكثير من الظواهر والأفكار الغريبة على مجتمعنا، بداعي الحرية وأشياء أخرى كثيرة صنعت دائرة كبيرة من الشغف وحب التجربة الظاهرية فقط، وعلى هذا الأساس انتشر الكثير من مدعي الإلحاد، وهنا الإلحاد غير مقصود به الجانب الديني فقط، حيث أن أغلب مدعي هذه الأفكار لا يجرأ على إعلان ذلك في الشارع أو أمام الأهل، بالعكس قد يكون البعض منهم يؤدي الصلوات في مواعيدها كنوع من الوجاهة في محيط معين فقط، ويتم خلع هذا القناع في مقاهي وسط البلد والبارات الليلية الرخصية التي يرتادها أصحاب نظرية العمق الفارغ في معظم الأحيان.
ربما يعتقد البعض أن الإلحاد هو الخطر الأكبر على الأمة وكلام وجمل صعبة لا تعبر عن واقع المشكلة، إذا اعتبرنا أن تطور البلاد يتأثر بمثل هذه الأفكار التي يروج لها البعض، ليس عن اقتناع فكري لها بقدر ما يستغلها في إخراج كبته الجنسي تحت مظلة الحريات، وهناك الكثير من الضحايا الذين تم استدراجهم عن طريق استغلال ظروفهم الأسرية أو أيا ما يكون السبب، وهذا ما يثبت لنا سطحية الفكر وأصحابه، ولكن للأسف الإعلام هو من يروج لهم في جذب ضحايا جدد بطريقة غير مباشرة، عندما يتم استضافتهم في حلقات نقاشية مع أطراف لا تعرف سوى الصوت العالى والاتهامات فقط دون الخوض في الحوار بشكل هادئ وعقلاني، وهذا دائما ما يكون في صالحهم بشكل أكبر.
لماذا لم يفكر معدو البرامج في استضافة ضحايا أو شباب من نفس العمر لكي يكشف زيف هذا الفكر والمجتمع بشكل عام خاصة وأن بعض أصحاب الديانات السماوية من يستغلها بشكل خاطئ كعبائة للوصول إلى غريزتة الشخصية فقط!