بعد تهديدات ماكرون بـ"ضرب سوريا".. "إسرائيل" تجهز ذرائعها للتدخل
نتنياهو
بينما يستهدف الطيران الإسرائيلي عدة مواقع في سوريا، تبدي تل أبيب تخوفات من الحدود السورية، حيث ذكرت صحيفة "تايمز أو إسرائيل"، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، تخشى من تسرب الغاز السام إلى إسرائيل في حال استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، ضد المعارضين بالقرب من مرتفعات الجولان، وورد أنها حذرت من رد شديد في حال وقوع حادث كهذا.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة الإسرائيلية، أرسلت الوزراء رسالة سرية إلى 15 سفيرًا إسرائيليًا في أنحاء العالم، قدمت فيها للسفراء خطوط عريضة لتوصيل رسائل شديدة النبرة ضد إيران، وسوريا وحزب الله للدول المستضيفة لهم، في أعقاب تسلل طائرة مسيرة إيرانية في، الأسبوع الماضي، وإسقاط طائرة "إف–16" إسرائيلية بعد ذلك.
وطلبت الرسالة من السفراء -معترفة بخشية إسرائيل من التسرب الكيميائي إلى مرتفعات الجولان "التوضيح لأن حادث كهذا سيتطلب من إسرائيل الرد في أشد الطرق الممكنة".
وجاء ذلك بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء الماضي، أنه في حال عثور فرنسا على "دلائل" عن استخدام أسلحة كيميائية ممنوعة ضد المندنيين من قبل النظام السوري "سنضرب".
كما أفادت وكالة "سانا" بأن قوات الدفاع الجوي السورية أطلقت النار، مساء أمس، على طائرات استطلاع إسرائيلية حلقت فوق محافظة القنيطرة.
وأوضحت الوكالة السورية الرسمية أن "الدفاعات السورية تصدت لطائرات استطلاع إسرائيلية خرقت الأجواء السورية فوق محافظة القنيطرة وأجبرتها على مغادرتها فورا".
ويأتي هذا الحادث بعد تصعيد عسكري كبير بين إسرائيل من جهة وسوريا وإيران من جهة أخرى وقع السبت الماضي.
بدوره قال العميد علي مقصود، الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، إن الحديث عن حشود عسكرية إسرائيلية وتخوفات من اندلاع مواجهة في الجنوب السوري "ينم عن الخطط التي حاول نتنياهو أن يخرجها، وأخفى زريعة أن هناك حشودات وإعادة انتشار للجيش السوري في الجولان على الحدود مع فلسطين المحتلة، وبالتالي مستغلا ما أقدمت عليه تركيا من دخول الأراضي السورية والاعتداء على عفرين، أي أن الشمال السوري الذي دخلته تركيا يمكن أن يكون زريعة محترمة ومماثلة لإسرائيل لكي تبدأ في تنفيذ الخطط التي أخرجها نتنياهو بعد إسقاط الطائرة إف 16".
وتابع في اتصال هاتفي لـ"الوطن" قائلًا إن "بعد اتصال بوتين لنتنياهو كانت لجهته غاضبة اضطر نتنياهو أن يسحب هذه الخطط ويتجنب أي ماجهة، لأن روسيا هي من تتحكم بالمنطقة وهي في قلب المنطقة، وأيضًا إسرائيل تدرك بأن حلف المقاومة هذا المحور المنتصر أعد العدة لأي مواجهة شاملة، وبرد حاسم وكاسر لكل المعادلات، ولذلك عندما يتزرعون بأن هناك كيميائي هي في الحقيقة أولا أرادت أمريكا ومعها الدول الغربية طبع هذه الزريعة لكي تخفي الأضواء عن هذه الهزيمة للسلاح الجوي الإسرائيلي وصناعة أمريكا المتطورة والمتقدمة التي ضربت هيبتها وهيبة إسرائيل معها".
وقال مقصود إن تصريح الرئيس الفرنسي بشأن الكيميائي، فهذا معناه أن فرنسا أرادت أن تقول لأمريكا أن "أذهب معكم إلى مجلس الأمن لأنهم يدركون أنه لا استخدام للجيش السوري للسلاح الكيميائي"، مؤكدًا أنها عملية دبلوماسية يراد منها أن يكون لفرنسا دورًا على المسار السياسي بعد أن سقطت كل أوراقهم، وبدأت مخرجات سوتشي في الظهور، ومخرجات الميدان العسكري في سوريا، كما أنها محاولة لإعادة التدخل في سوريا وتوسيع دائرة المشاركين في العملية السياسية إن كانت دول عربية ودول أوروبية وعلى رأسهم أمريكا.
وأضاف أن تركيا ستكون الخاسر الأكبر لأن الهدنة التي دعوا إليا لإيقاف كل العمليات، هي لتوظيف هذه الزريعة لفتح الطريق أمامهم لكي يعاد دورهم في إنتاج العملية السياسية مع بقية الدول وخاصة محور المقاومة المنتصر، كما أكد أنه "لا عمل عسكري من قبل إسرائيل، والحرب التي يتحدثون عنها بعيدة الأمل والمنال، وكل ما يحدث لكي يضمنوا دورًا لإسرائيل أن تكون على طاولة المفاوضات قبل إنتاج تسوية سياسية نهائية للقضية السورية".