«قنا»: السيدات تبرّعن بممتلكاتهن لمشروعات الخدمة العامة
الحاجة آمنة
«تفاعلك فى المجتمع المحيط بك يُظهر قدرتك على تقديم العمل الصالح، قد يكون بكلمة طيبة أو إماطة الأذى عن الطريق، أو مساعدة شخص محتاج، أو قطعة أرض للمنفعة العامة»، هذا ما فعلته 3 سيدات فى نجع حمادى خلال الآونة الأخيرة، من تبرع بأراضٍ لبناء مجمعات طبية لخدمة المواطنين. الحاجة آمنة محمد ربيع، صاحبة 90 عاماً، تبرعت بـ3 قراريط بقرية النجاحية التابعة لمركز نجع حمادى، منذ 4 سنوات، وبفضل الأهالى بُنى عليها مسجد كبير ومستوصف طبى خيرى به وحدة للغسيل الكلوى.
تقول الحاجة «آمنة» عن عمل الخير: «البنى آدم إذا أخلص لربنا كنوز الدنيا كلها لا تكفى لخدمة الناس، فالعمل الخيرى ثوابه كبير عن ربنا»، موضحة أن قطعة الأرض التى تبرعت بها هى التى تملكها: «إحنا فى نهايتها مش هناخد غير الثواب وعمل الخير معانا، لا مال ولا أرض ولا عيال حتى». ويضيف عبدالغفار محمود، ابنها الأكبر: «نحن 8 إخوة بعد وفاة والدى وزعت الميراث بالكامل وتركت لنفسها 3 قراريط للتبرع لبناء مسجد ومستوصف طبى خيرى، ومنذ 5 أشهر تحقق حلمها وافتُتح هذا الصرح الكبير بطاقة 11 سريراً و11 ماكينة غسيل كلوى تخدم جميع قرى شرق النيل».
عصام جاد، أحد الأهالى، أكد أن هذا المجمع خدم مرضى المنطقة كلها من قرى القناوى والنجاحية بدلاً من الذهاب إلى مستشفى نجع حمادى والانتظار فى طوابير العذاب أو عدم وجود ماكينات فاضية للغسيل، لافتاً إلى أن أحد أقربائه، رفض نشر اسمه «كان يغسل، وكنا نذهب به إلى مدينة قنا فى مستشفى خاص للغسيل رغم أن حالته المادية صعبة». وفى قرية أولاد نجم، التابعة لمركز نجع حمادى، تبرعت السيدة زينب عمر إبراهيم، 65 عاماً، بمساحة 3 قراريط منذ شهرين لإقامة مجمع خيرى طبى يشمل كل التخصصات.
«آمنة» أهدت 3 قراريط لبناء مستوصف ووحدة غسيل كلوى ومسجد.. و«زينب» ساهمت بـ3 قراريط فى «نجع حمادى»
تقول الحاجة «زينب» عن تبرعها بأرض قيمتها 500 ألف جنيه: «كل ما أحتاجه من الله أن يرزقنى حسن الخاتمة وأن أقابله بقلب سليم، فالأعمال الخيرية ثوابها كبير عند ربنا». ويقول محمد ناصح، رئيس مجلس إدارة جمعية أولاد عتمان بأولاد نجم، إن «الحاجة زينب تبرعت منذ 3 أشهر بالأرض، وقام الأهالى ورجال الأعمال بالقرية بالتبرع بالمال، والمجمع يتم فيه حالياً صبّ الأرضيات، وقمنا بالدور الأول والثانى، وباب التبرعات مفتوح، وكل ذلك لخدمة الإنسانية ومساعدة الحكومة وتخفيف الأعباء عليها من زحام المستشفيات».
وفى قرية الشرقى بهجورة، تبرعت عواطف محمود عبدالعزيز جاد، 70 عاماً، بقطعة أرض مساحتها 350 متراً، منذ 8 أشهر، لإنشاء مجمع خيرى طبى به وحدة غسيل كلوى وعمليات وعيادات خارجية، وحضّانات. وبحسب أهالى القرية، من بينهم محمد فتوح، إضافة لتبرع سعاد طاهر عبدالله فكار، من قرية نجع أفكار بذات القرية، بمبلغ 225 ألف جنيه، لإنشاء وحدة حضّانات أطفال فى الطابق الثالث فى المجمع.
وفى مركز دشنا، قال إبراهيم أبوبكر، إن أحد المواطنين بقرية أبومناع بحرى، تبرع بمساحة 435 متراً، يتم فيها حالياً بناء مسجد ومجمع طبى كبير يسع 20 وحدة غسيل كلوى على مستوى كبير وغيرها من الخدمات الطبية عن طريق تبرعات المواطنين. وأضاف إبراهيم: عندما علم فاعل الخير، الذى يرفض ذكر اسمه فى وسائل الإعلام، بوفاة المرضى لتهالك وحدات الغسيل الكلوى فى مستشفى دشنا المركزى، قرر التبرع بهذه المساحة لبناء مسجد وغرض طبى على أن تكون فيه وحدة غسيل كلوى.