المخرج شوقى الماجرى: لا وجه للمقارنة بين «نابليون والمحروسة» وفيلم يوسف شاهين «وداعا بونابرت»
للمخرج التونسى شوقى الماجرى طابع خاص، فبصماته واضحة على كل أعماله، وهو يحاول دائما التجويد الذى يجعل للمخرج وحده جمهورا خاصا، بعيدا عن العمل بكل تفاصيله.
ويرى «الماجرى» أن الفعل أفضل بكثير من الكلام، لذلك يتحفظ كثيرا قبل أن يظهر فى الإعلام، سواء المقروء أو المرئى، وفى الحوار التالى يتحدث عن مسلسله الجديد «نابليون والمحروسة» وكواليس هذا العمل وأشياء أخرى كثيرة.
* أغلب أعمالك تميل للطابع التاريخى والسير الذاتية هل هذا هو الاتجاه المفضل لديك؟
- لا أنا لا أميل لأى نوع من الأعمال، وأميل فقط للعمل الجيد الذى أرى أنى سأقدم فيه صورة ومحتوى يمسنى ويمس الجمهور، فالاختيار عندى أول عامل أراعيه وأنا أبدأ عملا فنيا جديدا، فقد قدمت من قبل مسلسلات «هدوء نسبى» و«الاجتياح» و«الأرواح المهاجرة» وهى أعمال بعيدة عن الطابع التاريخى والسير الذاتية.
* وما الذى أغراك لتتحدث عن الحملة الفرنسية على مصر والجنرال نابليون بونابرت فى مسلسلك الجديد؟
- لأن هذا الموضوع غير مطروق ولم يتم تناوله من قبل إلا فيما قدمه المخرج الراحل يوسف شاهين فى فيلم «وداعا بونابرت»، فى حين أن مناقشة الحملة الفرنسية على مصر هو موضوع فيه طاقة كبيرة جدا، وفيه إضافة للناس الذين من حقهم أن يعرفوا كيف بدأ وعى المصريين بمصريتهم، وهذا وقته طبعا لأن التغيرات السياسية التى طرأت على الوطن العربى تقترب فى مضمونها من التغيرات التى طرأت على الشعب المصرى وقت دخول الحملة الفرنسية أرض مصر، وفى العمل نحكى عن أول علاقة حصلت بين الشرق والغرب فى العصر الحديث، وكيف التقت حضارتان مختلفتان إلى أقصى درجة.
* وكيف سترى المقارنة بين ما ستقدمه وما قدمه يوسف شاهين؟
- المقارنة ستحدث ولكنها ستتلاشى بعد ذلك لأن الجمهور سيرى أن ما قدمه يوسف شاهين، وما سأقدمه أنا شىء مختلف تماما، ولا علاقة للعملين ببعض، خاصة أن المبدع لا يستطيع ترك بصمة على أعمال تشبه أو تقترب من أعمال غيره.
* هل ترى أن الجمهور مستعد لاستقبال عمل يحمل الطابع التاريخى فى ظل الزخم الدرامى هذا العام؟
- مسلسل «نابليون والمحروسة» لا يتحدث عن نابليون بونابرت ولا عن الحملة الفرنسية، بقدر ما يتحدث عن المصريين فى إطار تاريخى، فهو ليس متحفا متحركا الغرض منه تعليم الناس التاريخ، بقدر ما هو عمل عن المصريين ويمسهم، وأنا أعتقد أن الناس لديها استعداد أن تستقبل أى عمل يمسها بشكل حقيقى.
* ولكن عدد المسلسلات التى تعرض هذا العام كثير جدا والمنافسة ستكون على أشدها؟
- مع احترامى للجميع ولكل ما يقدمونه إلا أنى فى حياتى لم أدخل فى منافسة مع أحد، ولا أفكر فيما يقدمه غيرى، فقط أفكر فيما يجب أن أقدمه لأحقق منه نجاحا لى، دون أن يكون لى أى علاقة بحسابات السوق وألاعيبه.
* ما الفرق بين عملك كمخرج داخل مصر وخارجها؟
- الفرق موجود فى أسلوب العمل، فالعمل فى سوريا يختلف كثيرا عن العمل فى مصر، ويختلف أيضا عن العمل فى أى بلد آخر، والفرق أنه فى مصر توجد إمكانيات أكبر وعدد ممثلين مهول، وهو ما يعطينى الفرصة والإمكانيات لاختيار الأفضل فى كل التفاصيل قبل أن أبدأ العمل.
* فريق عملك يضم شبابا بعينهم من جنسيات عربية وأجنبية كيف جاء هذا التكوين؟
- أفضل دائما أن أحتفظ بالأفضل، الذى يفهمنى أثناء العمل، ويساعدنى أن أخرج كل طاقاتى دون إهدار للوقت، وكلما أصادف هذه النوعية أضمها إلى فريق عملى، وأسافر بهم فى كل مكان دون تغيير، وهى تجربة ناجحة جدا.
* هل ترى أن العرض فى شهر رمضان يظلم الأعمال الفنية؟
- نعم يظلمها كثيرا بحكم زحمة عرض الأعمال، وهناك أعمال تحتاج تركيزا أكثر وهدوءا بعيدا عن صراعات العرض، مثل عملى هذا، ولكن عموما هى تفاصيل تتجاوزنى لأنها توزيعية أكثر من كونها احترافية.
* كيف ترى الوضع المشتعل فى سوريا التى أقمت فيها فترة طويلة؟
- عفوا.. لا أريد الحديث عن الوضع فى سوريا، والثورة هناك فى الوقت الحالى، وقد أعلن عن رأيى فى هذا الموضوع لاحقا.
* استلهمت الثورة المصرية شرارتها الأولى من الثورة التى حدثت فى موطنك الأصلى «تونس» فكيف ترى التشابه فى الوضع بين البلدين؟
- أعتقد أن الوضع الحالى دقيق وخطير، هنا وهناك، فنحن نمر بتحولات أتمنى أن ترى الطريق الصحيح، علما بأننى مع التغيرات التى حدثت فى الدول العربية، وقناعتى أن التغيير ضرورى على أى حال، ولكن مع الحفاظ على السير فى طريق التغيير للأفضل.
* أخيرا ماذا عن فيلمك الجديد «مملكة النحل»؟
- سيتم عرضه قريبا بعد أن تهدأ الأمور فى بعض البلاد العربية.