مدير "العربية للتنمية الإدارية": كل المجتمعات تعاني فسادا "متفاوت"
الدكتور ناصر الهتلان القحطاني
عقدت المنظمة العربية للتنمية الإدارية، اليوم، في مقرها بالقاهرة الملتقى العربي الخامس "إدماج الأسس الدولية لمكافحة الفساد في أعمال الإدارة العامة".
افتتح الملتقى الدكتور ناصر الهتلان القحطاني مدير عام المنظمة، وقال في كلمته: "يعتبر الفساد وخاصة الإداري من القضايا التي تعاني منها كل مجتمعات العالم قاطبة ولكن بنسب متفاوتة، والواقع أن الجميع يتحدث عن الفساد وينظر بدون وجود خطة فاعلة، الفساد يعني إهدار الموارد وإحباط خطط التنمية، والعديد من الدول تمر بظروف اقتصادية صعبة بسبب الفساد، والعكس صحيح هناك دول فقيرة الموارد لكن النزاهة في العمل المؤسسي جعلها تصل إلى معدلات قياسية من التنمية وأبرز مثال على تلك الدول النمور الأسيوية".
أضاف "القحطاني": "واعتقد أنه لا يمكن ان تكون هناك حوكمة فاعلة بدون شفافية، ووجود مؤسسات تشريعية وتنفيذية وإعلام واع، نأمل أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه الوطن العربي قادر على مكافحة الفساد ولا يمكن تحقيق هذا دون تقديس الوظيفة العامة، وتجريم إهدار المال العام وعدم التجريء عليه، نأمل أن يأتي اليوم الذي نحترم فيه المال العام وسيكون هذا من خلال تطبيق مدونات السلوك الوظيفي وحماية المبلغ عن الفساد وتغيير قناعاتنا وعاداتنا المجتمعية التي أصبحت تقبل الرشوة والفساد والمحسوبية كأسلوب حياة على الجميع أن يتكاتف لمكافحة الفساد".
وقال الدكتور عادل فوزي شهاب، رئيس جامعة تكريت العراقية، إن الفساد له العديد من الأسباب منها السياسية: ضعف مؤسسات المجتمع المدني، ضعف تطبيق الانظمة، وعدم الشفافية وعدم ايضاح حقوق الافراد وواجباتهم (ما هو لك وما هو عليك) كما أن الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها المجتمع نتيجة الحروب والصراعات والكساد والحصار الاقتصادي من بعض السياسات الدولية وارتفاع تكاليف المعيشة جميعها تؤدي إلى ممارسة أنواع من الفساد الإداري والمالي.
وأضاف: "من أسباب الفساد أيضاً ضعف الوازع الديني والانصياع لشهوات النفس الأمارة بالسوء حيث إذا ضعف الوازع الديني فإن الانسان يسلك سلوك مفاده أن الغاية تبرر الوسيلة لأن الرادع القوي لأي عمل إنساني هو مخافة الله سبحانه وتعالى".
وتابع: "وللقضاء على الفساد يجب على أفراد المجتمع محاربة الفساد بشتى صورة وأشكاله والتعاون في ذلك ويتحتم علينا التزامنا الديني والاخلاقي والوطني والانساني أن نساهم جميعاً في الحد من ظاهرة الفساد التي تهدد المجتمع والتي توسعت بشكل غير مسبوق وأضرت المجتمع وروح المواطنة لدى أبنائه".
حضر الملتقى العديد من الخبراء والمتخصصين، ومشاركين من عدة دول عربية وأجنبية.