صاحب مصنع «إكو»: مصر الأغنى بالمخلفات فى أفريقيا.. و«تجار الخردة» يهددون الصناعة والبيئة
المهندس عصام هاشم
أكد المهندس عصام هاشم، رئيس مجلس إدارة مصنع «إكو» لتدوير المخلفات الإلكترونية والأنظمة الصناعية، أن هناك مشاكل كبيرة تواجه هذه الصناعة، أهمها عدم توافر كميات كبيرة من المخلفات الإلكترونية فى مصر، رغم كونها الأولى على مستوى أفريقيا من حيث توافر المخلفات الإلكترونية بها.
عصام هشام: سيطرة القطاع غير الرسمى على المخلفات الإلكترونية تحرم المصانع من «المادة الخام»
وأكد «هاشم» فى حواره لـ«الوطن»، أن سبب عدم توافر المخلفات الإلكترونية للمصانع التى تعمل بشكل رسمى، هو سيطرة تجار الخردة على تلك المخلفات.
ما الفكرة التى أنشئ المصنع على أساسها لتدوير المخلفات الإلكترونية؟
- أطلقت «Eco Integrated Industrial Solutions»، مطلع 2016، كشركة مصرية متخصصة فى تصنيع آلات إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، بعد جمعها وفرزها وتصنيفها، وبدأنا تطوير تكنولوجيا تفكيك وتكسير المخلفات الإلكترونية لإعادة تدويرها محلياً، وسافرت لأكثر من 40 دولة لزيارة المصانع الأوروبية ودراسة التكنولوجيا الأجنبية والاقتباس منها.
ما أبرز المشاكل التى تواجهك فى مجال تدوير المخلفات الإلكترونية؟
- أبرز المشاكل التى واجهتنا فى البداية كانت الحصول على التراخيص، لأن «البيزنس» الذى نعمل فيه جديد إلى حد ما، والجهات المعنية بإصدار التراخيص كانت تحتاج إلى التعرف على كل تفاصيل المشروع، حتى تم إصدار قانون 74 استثمار، هذا القانون أزال كل المعوقات من طريقنا، وحصلنا على التراخيص فى وقت قصير، وهذا بفضل مساعدة هيئة التنمية الصناعية التى أعطتنا الترخيص بشكل سريع.
وهل هذا الدعم كافٍ بالنسبة لكم؟
- هذا الدعم جيد، ولكنه يعتبر دعماً تسويقياً، ومن المؤكد أن أى شركة أو مصنع سيكون مهتماً أن يسوّق نفسه، إلى جانب هذا الدعم نحتاج إلى دعم آخر وهو تسهيل عمليات التراخيص إلى جانب دعم إدارة تجميع المخلفات الإلكترونية، لأن صناعة تدوير المخلفات الإلكترونية تواجه خطراً حال عدم توفير منظومة تجميع موازية لها.
صناعة تدوير المخلفات الإلكترونية تواجه خطراً حال عدم توفير منظومة تجميع موازية لجمع الخردة.. وحرق أشعة المستشفيات للحصول على نترات الفضة خطر.. ويجب توفير آليات للتفتيش البيئى
وماذا تعنى منظومة التجميع الموازية؟
- منظومة التجميع الموازية هى عبارة عن منظومة لتجميع المخلفات الإلكترونية بشكل قانونى، تكون موازية للكيانات التى تعمل فى تجميع المخلفات الإلكترونية بطريقة عشوائية وقد تكون غير قانونية «القطاع غير الرسمى».
وما تأثير عمل القطاع غير الرسمى على الصناعة؟
- الدولة بالفعل تعمل على توفيق أوضاع التجار الذين يعملون فى مجال تدوير المخلفات الإلكترونية بطريقة عشوائية وغير رسمية، وهذا الأمر جيد، لكن هناك ممارسات غير شرعية يقوم بها التجار للحصول على المكسب السريع دون النظر للعواقب البيئية أو الصحية التى قد تتسبب فى مشاكل خطيرة على الجميع.
وكيف يمكن السيطرة على هذا الأمر؟
- يجب أن تكون هناك آليات للتفتيش البيئى بعد عمليات التسلم، إلى جانب الرخص الصناعية، والرخص البيئية، والتأكد من أن هذه المخلفات يتم التخلص منها بطريقة صحية وسليمة، لأن هناك من يقوم بحرق المخلفات للحصول على المكسب السريع، مثال ذلك الكابلات التى يقوم التاجر بحرقها فى الجبل، وهناك مثال أخطر وهو أشعة المستشفيات التى يتم بيعها فى مزادات لتجار الخردة، ويقوم التاجر بحرق هذه الأشعة للحصول على نترات الفضة، وعملية حرق الأشعة عملية خطيرة، وقد تتسبب فى مشاكل بيئية كبيرة، لذلك يجب أن تكون هناك آلية لمراقبة هؤلاء التجار منذ تسلم المخلفات وحتى التخلص من هذه الأشعة بطريقة صحيحة، وأنا اطلعت على أكثر من 40 تجربة للدول حول العالم، هذه التجارب بالفعل ناجحة، ووجدت أن هناك دولاً أفريقية مثل كينيا تقوم بالتخلص من المخلفات الإلكترونية بطرق سليمة أفضل من مصر.
وأين يتم التخلص من المخلفات الإلكترونية الخطرة الناتجة عن عمليات التدوير؟
- يتم التخلص من النفايات الإلكترونية الخطرة عن طريق دفنها فى المدفن الصحى فى الناصرية بالإسكندرية، وهذا المدفن هو الوحيد المعتمد من وزارة البيئة على مستوى الجمهورية، ومن ضمن المطالب التى نحتاج لها أن يكون هناك أكثر من مدفن على مستوى الجمهورية، لأننا نتعاقد مع شركة نقل مخصصة ومؤهلة لنقل هذه المواد لدفنها فى الإسكندرية وهذا الأمر مكلف للغاية.
وما هو تطبيق دكتور «وى» Dr. WEEE لجمع المخلفات الإلكترونية؟
- لخلق تفاعل مع مستهلكى الإلكترونيات فى مصر من الأفراد والشركات، ابتكرنا شخصية Dr. WEEE الكرتونية، لتكون رمزاً لجمع المخلفات، ويرجع مسمى Dr. WEEE إلى الاسم العالمى لمخلفات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية Waste of Electrical & Electronic Equipment، وتتمثل تلك المخلفات فى الهواتف المحمولة واللاب توب والأجهزة اللوحية والكمبيوتر والشواحن والبطاريات، والشاشات، و«دكتور وى» تطبيق ويب يتيح للمستخدمين تسجيل طلبات جمع المخلفات من المنازل، وستحصل كل شركة تتعاقد مع «دكتور وى» على صندوق جمع مخلفات إلكترونية، وتجربة الاستخدام تتمثل فى 3 خطوات؛ التسجيل والطلب والتأكيد، وما أن يقوم المستخدم بتسجيل طلب توريد أجهزته الإلكترونية، حتى يحصل على نقاط تحفيزية يمكنه استبدالها من متاجر الإلكترونيات، وسيكون جمع المخلفات بواسطة سيارات خاصة، الأمر الذى سيسهم فى خلق فرص عمل لأصحاب السيارات الخاصة وتشغيل العمال بالمصنع وخدمة الأهداف البيئية والاقتصادية للدولة.
وهل سيتم نقل الفكرة للأسواق الخارجية؟
- بدأنا إطلاق «دكتور وى» فى عدد من الدول الأفريقية منها كوت ديفوار وجنوب أفريقيا بنظام الفرنشايز، بهدف الحصول على مخلفات إلكترونية لقيام الصناعة، وتعاقدنا منذ فترة مع شركة إماراتية لجمع المخلفات الإلكترونية فى أبوظبى ودبى وعجمان والشارقة، استعداداً لافتتاح مصنع لإعادة تدوير تلك المخلفات على أرض الإمارات، على أن يكون التشغيل مطلع العام المقبل، وأتمنى أن يتم تعميم فكرة «دكتور وى» فى عدد كبير من دول العالم، عن طريق إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، بنظام الفرنشايز، ليكون بذلك نموذج عمل «إكو» قائماً على أربعة أعمدة رئيسية، تتضمن أيضاً جمع المخلفات بغرض إعادة التدوير والبيع لحساب الغير، وإعادة التدوير لاستخراج المعادن.
وهل المخلفات الإلكترونية فى مصر غير كافية لقيام صناعة؟
- على الرغم من أن مصر فى عام 2014 كانت الدولة الثالثة على أفريقيا من حيث وجود كميات المخلفات الإلكترونية بها، ووصلت حالياً إلى المركز الأول على مستوى أفريقيا، وهذا معناه أن هناك تنامياً للمخلفات الإلكترونية، إلا أننا حالياً نعانى من عدم توافر كميات كبيرة من المخلفات الإلكترونية لقيام صناعة.