إيه اللى جاب النوبة فى «المهندسين»؟.. القلب وما يعشق
«كافيه» يظهر به التراث النوبى
تفوح منه رائحة الزمن الجميل، ويضفى عليه صاحبه حالة من البهجة بصوته العذب، وهو يتغنّى بتراث النوبة والصعيد، لتعريف الأجيال الجديدة بفن أجداده ويحميه من الاندثار.
«على» الشهير بـ«على حدوتة» جعل من الـ«كافيه» الذى يمتلكه فى منطقة المهندسين بوابة لشرح عادات وتقاليد أهل النوبة وأشهر مطربيها، ولا مانع من غناء مقطوعات موسيقية تراثية، لاقت استحسان الشباب الذين يتردّدون على المكان، فى مشهد جعل مشروعه التجارى أشبه بمركز ثقافى، وليس مجرد «كافيه» يقدم الأطعمة والمشروبات.
«أنا أصلاً من أسوان، واتربيت على أغانى منيب ومنير، وحبيت أحيى التراث النوبى قبل ما يموت»، كلمات «على»، الذى يأسف على جهل الجيل الحالى بالتراث الثقافى النوبى، ومن هنا جاءته الفكرة، وأخذ يشدو بين الزبائن بأغانى «أباياسا، نجرى باى، الكون كله بيدور»، وغيرها: «بابقى متعمد أغنيها علشان الناس تسمع، أينعم هى كلمات مش مفهومة بالنسبة لهم، بس مجرد ما باغنيها بيكونوا مبسوطين»، استفسارات كثيرة يتلقاها الشاب العشرينى من الزبائن عن النوبة ومعانى كلمات الأغانى.
«على» هو شريك فى الـ«كافيه» ضمن 5 ملاك للمكان، جميعهم شباب قرروا أن يشقوا طريقهم من خلال مشروع بنكهة مختلفة، كل منهم يحقق فيه هدفه ويخرج فيه هواياته: «بنعمل كل الأكل بالجبنة علشان بنحبها، والشاى بنقدمه على طريقة النوبة فى براد والأكل فى طاسة».
جولة داخل الـ«كافيه» تكفى للانتقال إلى زمن آخر، فعلى اليمين قاموا بوضع راديو قديم، وعلى اليسار تليفزيون ضخم بصورته الأولى، فضلاً عن أن جدرانه ومقاعده ذات طبيعة خاصة، تُشعر الزبون بأن الزمن قد عاد للوراء: «باميل لتصميمات زمان اللى بتفرّحنا»، حسب «باسم وحيد»، أحد شركاء المكان.
3 أشهر مرت على افتتاح الـ«كافيه»، الذى كان قبلها فرن عيش، فيقول «باسم»: «اشتغلنا فيه على قد ما قدرنا، وحاولنا نخليه مكان مبهج علشان الزباين تكون مستريحة نفسياً وهى قاعدة».