فى نهاية كل عمل فنى، سينمائى أو درامى، ومع انتهاء المشهد الأخير خاصة فى الأعمال التى نرتبط بأحداثها ونتوحد معها، يظل خيالنا منطلقاً مع الأحداث فيما بعد النهاية ولا يتوقف، وقد نصنع مشهداً من رؤيتنا نشبع به الحالة التى نعيشها كنهاية إضافية للنهاية الأصلية فى مشهد نبحث عنه ونراه مكملاً ..
هذا هو "المشهد الناقص"!
(تزوير فى أوراق رسمية)
ـ مشهد خارجى نهاراً بالحديقة.
بعد مرور عامين على موت "أحمد" ودخول "دولت" فى حالة اكتئاب شديدة بالرغم من إخبار "كامل" لها بأن "محمود" هو ابنها وليس "أحمد" كانت تجلس فى الحديقة لا تشعر بما حولها كأنها فقدت الإحساس بالزمن فيأتى "كامل" ليجلس معها.
كامل: وآخرتها يا دولت.. هتفضلي كده بتموتى نفسك بالبطىء؟!
دولت ترد بصعوبة: إنت السبب.. عمرى ما هسامحك مهما عملت.
كامل: يا دولت.. أنا كمان بتعذب من يوم أحمد ما مات.. على الأقل إنتِ مش أمه لكن أنا أبوه..
دولت تحطم كل ما هو أمامها من أكواب وأطباق صارخة فيه: إوعى تقول مش ابنى.. إياك تنطقها.
كامل: ابنك إزاى يا دولت؟!
دولت: ابنى من يوم ما خدته فى حضنى ورضعته.. ابنى من يوم ما علمته يمشى.. ابنى من يوم ما علمته يتكل .. ابنى من يوم ما نطق كلمة ماما.. فاكره صوته ونفسه وريحته.. فاكره أول مرة عيط .. فاكره أول مرة غلط وجه استخبى فى حضنى عشان خايف منك..
تكمل بألم: أحمد ابنى يا كامل.
كامل بحسرة: اهدى يا دولت.. أنا آسف.. خلاص.. أحمد ابنك.. بس خلاص راح للى أحسن منى ومنك معقول هنموت وراه؟!
دولت: الأم بتموت مالخوف على ولادها مليون مرة وأنا مُت بعد موت ابنى.
كامل: بس محمود لسه عايش.
دولت تبكى: بس أحمد مات.
يد محمود تربت برفق على كتفيها: لا يا أمى أحمد ما ماتش.
دولت تأخذ محمود فى حضنها وتبكى: وحشتنى يا أخو الغالى.
محمود: أخو الغالى ده يبقى ابنك ونفسه أمه ترجع له.
دولت: مش عارفة يا محمود.. كل حاجة بقت من غير طعم ولا روح من يوم ما راح الغالى.
محمود: وبعدين يا ماما أنا اتجوزت سامية وحاولت أعيش مع إنك عارفة أحمد بالنسبة لى إيه.. وإنتِي لغاية النهاردة مش قادرة تعيشى.
دولت بألم: أعيش لمين يا محمود؟
يجلس على ركبتيه ويقبل يديها بحنان: عيشى لأحمد يا أمى.
يقف محمود وينادى: أحمد.. أحمد..
دولت تلتفت بلهفه لتجد طفلاً تحمله سامية وتقترب منها وتعطيه لها سامية: أحمد يا طنط .. أحمد ابن محمود.
يحتضن الطفل جدته فتنسى "دولت" حزنها ويحل محله الفرح بما عوضها الله به.
دولت تحتضن أحمد الصغير بشدة: وحشتنى يا أحمد.. وحشتنى قوى.. تعالى فى حضنى.
ثم تقوم وهى تحمله وتحتضن محمود وسامية وتنظر إلى "كامل"..
دولت: ده أحمد ابنى يا كامل.. ابنى بجد.. ولازم تعرف يا كامل إننا لما بنختار نحب بنختار بكامل إرادتنا مش بنختار لمجرد تزوير فى أوراق رسمية.