كوميديا «التنمية البشرية»: دورات للمطلقات وتمارين لصناعة النجوم
جانب من دورة صناعة الملهمين
يعتقدون أنها السبيل للتخلص من ضغوط الحياة، وتحقيق الأحلام وربما الوصول لمصاف النجوم والعظماء، دورات التنمية البشرية باتت الملاذ الآمن للكثيرين فيقبلون عليها ويتتبعون منظميها بشغف بالغ، ويتسابقون لحجز أماكنهم على أمل أن يأتيهم الفرج ولو فى كبسولات مثل كبسولة النجاح والسعادة والكسل.
عشرات المدربين ظهروا فجأة على الساحة، وأخذوا يتسابقون فى تنظيم دورات غريبة ومبتكرة لجذب الجهور، مثل تمارين صناعة النجوم والملهمين واستراتيجية الحياة بعد الطلاق، كما حلوا ضيوفاً على مئات البرامج وطرح بعضهم آراء شاذة وصلت لادعاء أحدهم فى فقرة تتحدث عن طرق التعامل مع المرأة أن: «الستات عندها غدة الهبل وبتفرز هرمون الهطل»!
إخصائى تطوير قدرات بشرية: «بيستغلوا ضعف أصحاب المشكلات لتحقيق مكاسب»
«المقبلون على الطلاق» هى أحدث دورات وليد خيرى، مدرب التنمية البشرية، التى نظمها أمس فى منطقة جاردن سيتى، كمحاولة للتخفيف من الأعراض المزعجة التى تصاب بها المرأة بعد الطلاق مثل الخوف والتوتر والرهبة، من خلال طرح بعض النصائح والتجارب الواقعية التى شاهدها، ووضع استراتيجية للحياة بعد الطلاق.
«الطلاق مش معناه إن الست تنتهى صلاحيتها، بالعكس دى بتكون أقوى وبتثبت وجودها أكتر من الأول»، يقولها «وليد»، الذى يحاول من خلال الدورة مساعدة الحضور على تخطى مرحلة ما بعد الطلاق بنجاح، ودون إحباط أو يأس، باستغلال طاقاتهن واكتشاف مواهبهن الدفينة، بل وتشجيعهن على إقامة مشاريع صغيرة، تساعدهن على الاعتماد على النفس وبدء حياة جديدة.
«وليد» أوضح أن الدورة تضمنت أيضاً طرح نصائح عامة لكيفية التعامل مع زملاء العمل، والنظر للمطلقة بشهوانية: «الطلاق مش حاجة عيب ده شرع ربنا، والمشكلة إن كل الدورات بتستهدف المقبلين على الجواز، أما اللى اطلقوا أو هيطلقوا محدش بيخاطبهم، وده أحياناً بيخلى الست تعيش مقهورة»، الأمر الذى جعله يخصص الدورة للسيدات فقط.
إخصائية نفسية: «بيبيعوا الهوا للناس.. والأفضل اللجوء للطبيب النفسى»
يفسر رامز رؤوف، إخصائى تدريب وتطوير القدرات البشرية، ظاهرة الإقبال الزائد على دورات التنمية البشرية، حتى غير المألوف منها بقوله: «اللى بيبقى عنده مشكلة بيجرى على أى حد يطمنه، وبيكون محتاج يسمع كلمتين يصبروه، وده اللى بيركز عليه المدربين اليومين دول، بيستغلوا ضعف الناس فى الوقت ده لتحقيق مكاسب».
ينصح «رامز» من يمرون بأزمات نفسية باللجوء إلى الإخصائيين ذوى الخبرة العملية، القادرين على توصيل المعلومة بشكل جاد: «غير صحيح تسمية الدورات بالتنمية البشرية، فالمسمى الصحيح تنمية القدرات البشرية».
«بتوع التنمية البشرية بيلعبوا فى دماغ أصحاب المشاكل عشان يجيبوا فلوس»، تقولها بسمة سليم، إخصائية نفسية، مشيرة إلى أن من يمرون بأزمات يشعرون بعدم اتزان، وتنتابهم مشاعر سلبية، تدفعهم إلى محاولة الخلاص منها بأى وسيلة، ولو بحضور تلك الدورات: «الصح إننا نلجأ للطبيب النفسى، بدل ما نروح لناس تبيع لنا الهوا».