«الأوروبى للمتوسط»: قيادة مصر للاتحاد من أجل المتوسط تؤكد تعافيها ما بعد الربيع العربى
روجر
وصف تقرير، صدر أمس، لمدير السياسات الإقليمية والتنمية البشرية فى البحر الأبيض المتوسط (إيمد) بالمعهد الأوروبى للبحر الأبيض المتوسط «روجر ألبينيانا»، عودة مصر لقيادة مشتركة للاتحاد من أجل المتوسط مع الاتحاد الأوروبى، بعد تعيين السفير ناصر أحمد كامل أميناً عاماً للاتحاد، مطلع الشهر الماضى بإجماع الـ43 عضواً بالمنظمة، بـ«المؤشر الجيد على تعافى مصر ما بعد الربيع العربى، خاصة عام 2015، بعد السيطرة على المخاوف الأمنية».
وتوقع «روجر»، فى تقريره، أن «تساهم مصر التى ساهمت فى تأسيس الاتحاد مع فرنسا عام 2008 بشكل واضح فى تنفيذ عدد من المشروعات التنموية خلال فترة قيادتها الحالية للاتحاد»، واصفاً السفير «ناصر» بـ«الدبلوماسى الذى أثبت كفاءته وخبرته فى الشئون المتوسطية، ومشروعات التعاون مع الاتحاد الأوروبى، وكان مرشحاً مناسباً ما بعد فتح الله السجلماسى، الأمين العام السابق، واستطاع الفوز بفضل الحشد المصرى السريع لزيادة دعم ترشحه حتى حقق الفوز».
ولفت التقرير لتعرض الاتحاد الذى نفذ 51 مشروعاً بميزانية 5 مليارات يورو، لجمود ما بعد إطلاقه عام 2008 بسبب الأزمة فى غزة، وقضية الصراع العربى الإسرائيلى، ورغم عودته للعمل فإنه تأثر ثانية عام 2012 بفعل موجة الانتفاضات فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، ما أدى لتسريع وتيرة العمل لتنفيذ مشروعات فى مجال (المياه، والطاقة، وتغير المناخ، وتمكين المرأة، وتوظيف الشباب، والتعاون البحثى والعلمى).
«روجر»: من المتوقع أن تشهد قمة الاتحاد مناقشات سياسية لتعزيز الاستقرار لدول المنطقة
وتحدّث «روجر» عن التحديات التى تواجه الاتحاد من أجل المتوسط خلال المرحلة الجديدة، وتتمثل فى تعزيز الحوار السياسى فى دول الإقليم، رغم أن قمة باريس 2008، المؤسسة للاتحاد، أصدرت قراراً بعدم تسييس الاتحاد، إلا أن السير فى اتجاه التنسيق السياسى للدول الأعضاء أصبح منطقياً خلال الفترة الحالية لتحقيق مزيد من الاستقرار لدول المنطقة. ولفت «روجر» إلى أنه من المتوقع أن تشهد ذلك القمة الجديدة للاتحاد خلال العام الحالى، مع ضرورة رفع مستوى الحوار الاستراتيجى والسياسى وإضفاء الطابع الإقليمى عليها، على أن تشمل المناقشات موضوعات مثل الهجرة، والوقاية من التطرف والإرهاب من خلال وضع خارطة طريق ذات فاعلية فى هذا الاتجاه، خاصة فى ظل الجدل الدائر عن التمويل المالى للاتحاد الأوروبى خلال السنوات المقبلة.
وطالب أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية الدكتور عبدالفتاح الرشدان بضرورة أن يحتل ملف إعادة الإعمار بالدول العربية المنكوبة ما بعد الربيع العربى مثل ليبيا وسوريا أولويات قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقبلة، خاصة تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية لهذه الدول. وأضاف «الرشدان»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن الاتحاد يواجه العديد من التحديات خلال الفترة المقبلة، أبرزها تنفيذ مشروعاته التنموية بدول المنطقة فى ظل توافر مناخ من الأمن والاستقرار، فى ظل انتشار التهديد الإرهابى، وتراجع الدور الأوروبى فى دعم قضايا المتوسط على خلفية الخلافات الجارية ما بعد خروج بريطانيا.
وتوقع المحلل السياسى الفلسطينى الدكتور عبدالمهدى مطاوع أن تأتى القضية الفلسطينية والمحاولات الإسرائيلية الأخيرة لتهويد القدس ضمن أجندة مناقشات منتدى الاتحاد المقرر انعقاده هذا العام، خاصة أن أهم أهداف الاتحاد تتمثل فى تحقيق وترسيخ الاستقرار بالمنطقة، وفى ظل استمرار النزاعات الحالية تصبح القضية الفلسطينية مضاداً لأى استقرار. وطالب «عبدالمهدى» بضرورة أن يضغط أعضاء الاتحاد خلال القمة فى اتجاه تفعيل القانون الدولى لحفظ الحقوق وحلحلة القضية الفلسطينية التى يعتبر إيجاد حل سياسى لها هو المخرج الوحيد والملح لتنميتها اقتصادياً خلال الفترة المقبلة.
وتهدف مبادرات الاتحاد من أجل المتوسط إلى تعزيز التنمية البشرية والتنمية المستدامة باعتبارهما العوامل الدافعة الرئيسية للاستقرار والتكامل فى المنطقة. وتشمل ركيزة العمل الأولى مبادرات مرتبطة بخلق فرص عمل، وريادة الأعمال، والمساواة بين الجنسين، مثل المبادرة المتوسطية للتوظيف. وفيما يتعلق بالتنمية المستدامة، أطلق الاتحاد من أجل المتوسط فى عام 2016 مشروعات مثل إزالة التلوث من بحيرة بنزرت، فى إطار مبادرة الاتحاد الأوروبى «أفق 2020 من أجل بحر متوسط أكثر نظافة»، وإطار القطاع الخاص فى مجال الطاقة المتجددة فى دول جنوب وشرق المتوسط الذى أُعد بالتعاون مع البنك الأوروبى للإنشاء والتعمير لتشجيع نمو الأسواق الخاصة للطاقة المتجددة فى مصر والأردن والمغرب وتونس.
وتجدر الإشارة إلى أن قرار ترشيح السفير ناصر كامل، سفير مصر الحالى لدى المملكة المتحدة، استند إلى ما يتمتع به من مؤهلات وخبرات، أبرزها إسهامه فى إعداد الإطار المؤسسى والتنظيمى للاتحاد من أجل المتوسط، ومشاركته فى صياغة إعلان القمة الأولى للاتحاد التى استضافتها العاصمة الفرنسية إبان فترة عمله سفيراً لمصر لدى فرنسا، فضلاً عن عمله السابق نائباً لرئيس وفد مصر لدى الاتحاد الأوروبى فى بروكسل.