يفضل كثير من الأشخاص أن يعملوا أو يدرسوا أو حتى يجلسوا في أماكن ذات إضاءة خافتة، إذا كنت منهم يجب أن تتوقف تماما عن تلك العادة لأنها يمكن أن تضرك بصورة كبيرة، وانجز أعمالك في أماكن ذات إضاءة جيدة.
تقول دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة ولاية "ميتشجان" الأمريكية، نشرت في فبراير الماضي، إن قضاء الكثير من الوقت في الغرف ذات الإضاءة الخافتة ربما يضر بقدرتك على التذكر والتعلم، وتلك الدراسة هي الأولى من نوعها التي أظهرت أن التغيرات في الضوء البيئي، في نطاق منتظم، يؤدي إلى تغييرات هيكلية في العقل، حسب موقع " curiosity".
واشتملت الدراسة على بحث المختصين أجري على فئران تعيش في نهر النيل، وتشبه البشر بشكل كبير، وتنام في الليل وتنشط خلال النهار، حيث تعرض بعضهم لضوء ساطع، والبعض الآخر تعرض لضوء خافت، لمدة أربعة أسابيع.
خسرت المجموعة التي تعرضت للضوء الخافت حوالي 30 % من القدرة في منطقة في العقل ذات أهمية حاسمة للتعلم والذاكرة، وأدت أداءً سيئاً في مهمة تدربوا عليها سابقاً، أما مجموعة الضوء الساطع، فأظهرت تحسنا كبيرا في هذه المهمة.
وقال انطونيو نونيز، استاذ علم النفس، والباحث المشارك في الدراسة، خلال بيان صحفي: "عندما عرضنا الفئران للضوء الخافت أظهرت اعاقة في التعلم المكاني، وهذا يشبه عندما لا يتمكن الناس من العودة إلى سياراتهم في موقف سيارات مزدحم بعد قضاء ساعات قليلة في مركز تسوق أو قاعة سينما".
ولكن هل الجلوس في الأماكن المظلمة أو ذات الإضاءة الخافتة يجعلنا أغبياء؟، هذا الاستنتاج ليس بعيدا، ووجد الباحثون أن التعرض للضوء الخافت كثيرا يؤدى إلى تقليل هائل في شيء يسمى العامل العصبي المشتق من العقل، وهو الذي يساعد على إبقاء الخلايا العصبية في الذاكرة، وهو أيضا الوصلات التي تساعد الخلايا العصبية على التحدث لبعضهم البعض.
وقال جويل سولير، مؤلف الدراسة الرئيسي: "بما أن الاتصالات تقل، فإن هذا يؤدي إلى تضاؤل التعلم وأداء الذاكرة".
تعليقات الفيسبوك