الجاليات تحشد للمشاركة.. والسفارات تستعد لاستقبال الناخبين
ملايين المصريين فى الخارج يستعدون لاستقبال انتخابات الرئاسة 2018 «صورة أرشيفية»
على عكس الشوارع التى امتلأت بلافتات مرشحى الانتخابات الرئاسية، عبدالفتاح السيسى، الرئيس الحالى، والمهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، والدعاية المكثفة التى تقوم بها حملات دعم المرشحين من مؤتمرات ومسيرات وبرامج دعم وحث المواطنين فى مختلف المحافظات على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية 2018 قبل أيام من انطلاقها، يشهد المصريون فى الخارج حالة من ركود الدعاية الانتخابية قبيل بدء تصويتهم المقرر عقده فى السفارات والقنصليات المصرية فى مختلف البلدان على مدار أيام 16 و17 و18 من الشهر الحالى، وفى جولة لها سلطت «الوطن» الضوء على المصريين المقيمين فى الخارج والمزمع مشاركتهم فى التصويت على الانتخابات، والدعاية لها، واستعداد السفارات لاستقبال المصوتين.
«إبراهيم» وأولاده الثلاثة يقومون بالدعاية للانتخابات تطوعاً فى إيطاليا: «واجب وطنى».. و«مينا»: المشاركة كانت أكتر أيام الإخوان عشان كان فيه هدف للتخلص من أفكارهم
فى بريطانيا، وتحديداً فى مدينة برايتون، لم يلمح مينا يوسف أى معالم دعائية من أى نوع لانتخابات الرئاسة من قبل السفارة هناك، قائلاً لـ«الوطن» إن نوع الدعاية الوحيد الذى يتعرض له كمصرى يقيم فى الخارج هو الدعاية عن طريق وسائل الإعلام التقليدية المرئية ومواقع التواصل الاجتماعى على «فيس بوك» ومجموعات «واتس آب»، ولكن لا يوجد أى نوع من أنواع الدعاية المباشرة، باستثناء أحاديث تجمعات المصريين فى المدينة ونقاشهم حول الانتخابات وتوقعاتهم واختياراتهم.
لم يشارك «مينا»، الذى يحمل الجنسية الإيطالية ومقيم فى برايتون، منذ ما يقرب من عشرة أشهر فى التصويت بانتخابات فى الخارج من قبل، ولكن والده المصرى - الإيطالى كانت له تجربة فى التصويت بالانتخابات الرئاسية منذ 4 أعوام فى إيطاليا، معتبراً أن هذه الفترة كانت تشهد حراكاً سياسياً مشهوداً عن الآن، زادها رغبة عارمة خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين فى المشاركة فى الانتخابات والتخلص من أفكار هذه الجماعة وإعادة بناء الوطن واستقرار الأمور، خاصة بعد 30 يونيو، لذا كانت الاستعدادات أكبر ومكثفة.
الانتخابات الرئاسية السابقة شهدت دعماً من المصريين فى الخارج كما أوضح «مينا» من خلال تجربته ووالده فى إيطاليا، مشيراً إلى الجاليات المصرية وتحديداً فى تجمعات الكنائس والمساجد، ويضيف: «لا يوجد اهتمام بالمصريين فى الخارج، والتركيز الأكبر على الكتلة الداخلية، خصوصاً أن عدد المصريين فى الخارج يتجاوز 10 ملايين مصرى، وهى تعتبر كتلة تصويتية كبيرة».
لم يختلف الحال كثيراً فى ألمانيا عن بريطانيا، كما أوضحت فاطمة إبراهيم لـ«الوطن»، إذ قالت إنها لم تر أى استعدادات من قبل السفارة أو دعاية بالجاليات المصرية حول الانتخابات الرئاسية: «ماشفتش أى حملات دعم أو مظاهر استعداد للانتخابات خالص، ولا أى كلام عنها»، ولا تعرف مثلها مثل حال المصريين المقيمين فى ألمانيا سوى أن أيام الانتخابات هى من 16 حتى 18 مارس، وأن متابعتها لمواقع التواصل هى التى تمدها بمثل هذه المعلومات، كما تضيف أن السفارة لا تقدم أى خدمات فى هذه الأيام الثلاثة سوى التصويت للانتخابات، وبطبيعة الحال لا تهتم «فاطمة» بالمشاركة والتصويت على الرغم من مشاركتها فى الانتخابات السابقة.
وعلى العكس، يشير أحمد سمير، المقيم فى ألمانيا منذ أربعة أعوام، إلى أن السفارة المصرية فى ألمانيا تلعب دوراً كبيراً فى دعم الاستحقاق الانتخابى، وتسعى لحشد المواطنين المصريين للمشاركة والتصويت فى الانتخابات، وظهر هذا جلياً فى الانتخابات الرئاسية السابقة التى حرص المصريون فى ألمانيا على المشاركة فيها، كما تستعد السفارة الآن أيضاً وتحث المصريين هناك على المشاركة من خلال إرسال أوتوبيسات لهم فى المدن المختلفة لتقلهم للسفارة فى برلين أو القنصلية فى فرانكفورت للتصويت، وعلى الرغم من حث السفارة، فإن الأخبار التى تخص مصر بشكل عام والانتخابات الرئاسية بشكل خاص يستمدها المصريون فى ألمانيا من مواقع التواصل الاجتماعى والإعلام المصرى المحلى.
إسلام مرعى، يقيم بمكة فى المملكة العربية السعودية، منذ سبعة شهور، لم ير هو الآخر أى ملامح تنبئ بالاستعداد للانتخابات الرئاسية فى مصر، فيقول إنه لا يوجد أى استعدادات فى السفارة بجدة تذكر، ولا يوجد أى حملات دعم للمرشحين بها، وكونه لم يسبق له المشاركة فى أى انتخابات، سواء برلمانية أو رئاسية خارج البلاد من قبل، لا يهتم «إسلام» كثيراً بالمشاركة فى الانتخابات هذه المرة، كونه يقيم فى مدينة غير التى توجد بها السفارة التى تستقبل المصريين للتصويت.
الوضع مختلف فى الكويت، إذ تسعى السفارة المصرية هناك إلى حشد المواطنين المصريين للمشاركة فى التصويت على الانتخابات، كما أوضح هيثم السيسى، مشيراً إلى أن السفارة نظمت للمصريين هناك حفلاً الجمعة الماضى أحياه الفنان حكيم، بحضور سفير مصر لدى الكويت طارق القونى، وحضره ما يقرب من 5 آلاف من أبناء الجالية المصرية فى الكويت، موضحاً أن الجالية فى الكويت تنظم مؤتمرات توعوية للحث على المشاركة فى التصويت على انتخابات الرئاسة.
منذ سنوات سافر إبراهيم يونس إلى إيطاليا للعمل هناك، لكن سفره لم يمنعه عن متابعة ما يحدث بشكل دورى فى مصر، فالمواقع الإخبارية، والصحف التى تصل إلى هناك، تمكنه من متابعة كل ما يحدث فى القطر المصرى، كما أن مواقع التواصل الاجتماعى سهلت عليه المتابعة، وجعلته يعرف كل ما يدور فى أذهان الناس ومتابعتها للانتخابات الرئاسية، ولأنه خارج مصر فإن استعداده للانتخابات كان أسرع: «إحنا عشان بره فبتلاقينا متشوقين لكل اللى بيحصل فى مصر، وبنحاول نعرف كل اللى بيدور جواها». يحكى «يونس»، الذى يعمل فى إيطاليا منذ سنوات، وأصبح يشكل مجموعة كبيرة من المصريين هناك، للنزول للانتخابات التى تقام فى 16 و17 و18 من مارس الحالى، ويحاول الدعاية لها بالقدر الذى يستطيعه، ويعتبر الأمر واجباً وطنياً، يجب عليه القيام به: «بكلم زمايلى المصريين، وبفهمهم ضرورة إننا نشارك، وعشان كده بدأت أنظم مؤتمرات صغيرة، وبنقعد فى كل الأماكن زى القهاوى والنوادى وبنتكلم فى الانتخابات وضرورة النزول ليها».. للرجل 3 أولاد يدرسون فى جامعات مرموقة فى إيطاليا، ويقنعون زملاءهم المصريين بضرورة المشاركة فى الانتخابات، باعتبارها تعطى للعالم مشهداً إيجابياً لمصر: «رامى وعادل وعمر، الـ3 ولادى بيعملوا دعاية للانتخابات وبدون مقابل، والهدف من ده كله إننا نوصل رسالة للعالم إننا بلد ديمقراطى حقيقى، مش مجرد ناس بتقول شعارات وخلاص وفى الآخر مبتتحركش على أرض الواقع»، ويتمنى الرجل الأربعينى أن تكون مشاركة المصريين فى الخارج للانتخابات مشرفة.
منذ أكثر من 30 عاماً، وجمال الشرقاوى فى فرنسا، يعمل فى مجال المقاولات والمعمار، ولم تنقطع أخبار مصر عن اهتماماته، ويحرص بشكل يومى على متابعة المواقع وكل ما يستجد فى الشأن المصرى، وعلى رأسها فى تلك الفترة، الانتخابات الرئاسية، التى تقام فى الخارج بعد أيام، وبعربته الشخصية يحمل الرجل عدداً كبيراً من الأوراق المدون عليها شعارات تحض المصريين على النزول للانتخابات، والمشاركة فيها بأعداد كبيرة: «دى الطريقة الوحيدة اللى ندعم بيها بلدنا، سواء الناس عايزة تنتخب السيسى أو موسى، المهم تنزل وتشارك فى العملية الانتخابية»، قالها أثناء طريقه لأحد المؤتمرات التى عقدت لدعم السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويضع فى عربته ملصقات وملابس عليها صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إحنا هنا كلنا بنقدم اللى نقدر عليه، فيه ناس بتعمل دعوة لأصحابها، واللى بيكلم زملائه فى العمل، وبنتقابل باعتبارنا مصريين وطنيين، وكل واحد بيقول رأيه بكل حرية، يخشى الرجل أن تمر الانتخابات بغير مشاركة واسعة للمواطنين سواء فى الداخل أو الخارج، ولذلك فإنه يوجه المصريين فى الخارج للبحث عن أوراقهم اللازمة للانتخاب والتأكد من صلاحيتها: «أنا شخصياً اتأكدت من أوراقى وأوراق أسرتى، وكلمت أهلى فى مصر وقلتلهم لازم ينزلوا الانتخابات، مش هنبقى إحنا متغربين وننزل وهما مينزلوش، تبقى عيبة فى حقهم».
ولا يعرف أشرف شحاتة إذا ما كان سيتوجه لصناديق الاقتراع من عدمه، لكنه يؤمن بأن الديمقراطية حق للمصريين، وأن الفترة المقبلة يجب أن يكون حجم المشاركة فيها كبيراً.