"فنادق الحشرات".. بديلا للمبيدات الحشرية للحفاظ على المحاصيل الزراعية
دائما يوصي المختصون برش المبيدات الكيميائية على المزروعات للقضاء على الآفات التي تفتك بها ولضمان إنتاجها للمحاصيل الجيدة.
وبرغم من فوائد استخدام مبيدات الآفات، إلا أنها تتسبب بأضرار خطيرة، مثل احتمال التسمم البشري أو حتى الحيوانات الأخرى.
وأطلق الباحثون مؤخرًا فكرة جديدة تحافظ على التوازن البيئي تسمى "فندق الحشرات" والتي جذبت إليها عديداً من المزارعين ودفعتهم إلى التخلي عن المبيدات الكيميائية واستخدامها كوسيلة للمحافظة على محاصيلهم.
وغرض هذه الفكرة هو تحقيق التوازن في الطبيعة، من حيث جعل الحشرات المفيدة هي التي تهتم بالقضاء على الحشرات الضارة الأخرى.
وتتيح فنادق الحشرات إقامة مجانية للحشرات المفيدة، وبذلك يتم تجهيز "جيوشاً" من الحشرات لتلقيح المحاصيل وافتراس الحشرات الضارة، وفنادق الحشرات هي مساكن شتوية للحشرات الزاحفة والطائرة، عادة ما تكون مصنوعة من المواد الموجودة أو المعاد تدويرها في الحديقة نفسها، وتتكون من أجنحة مختلفة تلبي ظروف الإقامة المفضلة لكل نوع من الحشرات.
ويتم بناء معظم الفنادق ضمن إطار وقائي قوي من ألواح الخشب، ويتم ملؤها بمجموعة متنوِّعة من المواد صديقة للحشرات مثل القش والفلين والعصي ومخاريط الصنوبر، وفقًا لـ"العربية".
تلجأ مختلف الحشرات إلى هذه الفنادق لتبيت فيها خلال فصل الشتاء، حينما تجد النحلات البرية والعناكب والخنافس وغيرها من الحشرات نفسها دون مكان للعيش.
ولكي تجذب إليها الحشرات المطلوبة يجب وضع هذه الفنادق في الأمكنة المناسبة المحمية المظلَّلة في الحدائق وبعيداً عن مجرى الرياح، وبما أن معظم الحشرات تفضّل ظروف معيشية رطبة، يمكن وضعها إلى جانب برك المياه أو الأنهر أو أي مصادر مائية أخرى.
وعندما يحين الوقت المناسب، ويحلّ فصل الربيع، تنطلق هذه الحشرات من مأواها الشتوي لتقوم بمهام التلقيح المفيدة ولتفتك بالآفات الضارة، ولعل الدرس الأبرز الذي تحمله لنا هذه الفكرة هو احترام الطبيعة وتركها وحدها لتتفاعل مع نفسها، لأنها بذلك التفاعل تستطيع أن تحقق التوازن البيئي المطلوب، وأن تحافظ على بقائها وبقائنا وبقاء سائر الحيوانات والنباتات الأخرى.
تعليقات الفيسبوك