بروفايل| «بوتين».. القيصر زعيماً
صورة تعبيرية
هو الحالم الطامح إلى منصب القيصر الذى يعيد إحياء مجد الاتحاد السوفيتى السابق فى نظر مؤيديه، بينما هو فى نظر معارضيه مجرد زعيم تنظيم يقود البلاد ويستغل الثروة النفطية لتحقيق إنجازات يرون معظمها مجرد دعاية سوفيتية قديمة، وهو الرئيس الروسى الذى استطاع اليوم أن يحقق بفوزه نتيجة كانت الأفضل فى تاريخ الانتخابات الروسية ما بعد الاتحاد السوفيتى.
الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يقول إن شوارع بلدته الأم «ليننجراد»، التى تحول اسمها إلى «سان بطرسبورج»، علّمته أنه «إذا كان القتال حتمياً فعليك أن تكون صاحب الضربة الأولى».
كانت هذه القاعدة التى سار عليها الفتى الروسى الذى دخل فى معارك مع فتيان أكبر منه حجماً، ما دفعه لممارسة رياضة الجودو حتى يستطيع هزيمة من هو أكبر وأقوى منه، وهو ما جعله يرغب فى الانضمام إلى الاستخبارات السوفيتية «كى جى بى» حتى قبل أن يُنهى دراسته.
فى الحادى والثلاثين من ديسمبر عام 1999، اختار الرئيس الروسى المستقيل بوريس يلتسين نائبه «بوتين» رئيساً بالوكالة لروسيا، لتبدأ رحلته كثانى زعيم للكرملين بعد «يلتسين» الذى شهد عهده كوارث ونكبات على كافة الأصعدة، فقد راهن على الغرب ولم يجد فى المقابل أى تعاون أو تقدير من خصوم الأمس وحلفاء اليوم فى مجموعة الثمانى. واجه «بوتين» تحديات عدة أهمها المشكلات الاقتصادية التى ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفيتى، لكنه، خلال ثلاث فترات رئاسية وولاية واحدة كرئيس للوزراء، نجح فى العبور بروسيا من عنق الزجاجة، وساعده على ذلك ارتفاع أسعار النفط والغاز، حيث تمتلك روسيا أكبر شركة عاملة فى مجال الغاز الطبيعى فى العالم.
واجه «بوتين» فى الانتخابات الأخيرة سبعة مرشحين من مختلف التيارات، وراقبت 30 دولة انتخابات روسيا.. ما خلق مشهداً ديمقراطياً، وإن كان منقوصاً فى نظر البعض بسبب ضعف برامج منافسيه وتوقع فوزه السهل.