عشرات القتلى في تفجير انتحاري في كابول أثناء الاحتفال بعيد النوروز
داعش
قتل العشرات بينهم عدد كبير من الفتية، عندما فجر انتحاري ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية نفسه بين جمع من الناس أمام مستشفى قبالة جامعة كابول الأربعاء خلال احتفال بعيد رأس السنة "النوروز"، في حي غالبية سكانه من الشيعة.
وسادت مشاهد مؤلمة، في أرجاء المستشفى قبالة موقع الانفجار حيث تجمع أقارب الضحايا المكلومين، وقد احتضن بعضهم جثث ذويهم المضرجة بالدماء.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، وذكرت وكالة أعماق الدعائية التابعة له أن "عملية استشهادية بسترة ناسفة، تضرب تجمعاً للشيعة أثناء احتفالهم بعيد النوروز في مدينة كابول".
ولا تزال حصيلة الاعتداء متضاربة، فقد تحدثت وزارة الصحة عن 33 قتيلا و65 جريحا في حين، قال مصدر أمني رفيع لوكالة فرانس برس، إن هناك 37 قتيلا وسبعين جريحا.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نصرت رحيمي أن جميع الجرحى مدنيون.
وقع التفجير على بعد أقل من 200 متر من معبد كارتي ساخي، الذي يتجمع فيه عدد كبير من الأفغان سنويا للاحتفال بعيد النوروز، والذي يعتبره المسلمون المتشددون مخالفا للشريعة.
وأبلغ شهود الشرطة أن الانتحاري خبأ القنبلة في طبلة، وفق ما افاد المتحدث باسم الشرطة بشير مجاهد وكالة فرانس برس.
وجاء التفجير بعد أيام من تفجير انتحاري، بسيارة مفخخة في كابول خلف قتلى وجرحى.
وسبق وهاجم تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يستهدف الشيعة باستمرار لاثارة الفتنة الطائفية في افغانستان ذات الغالبية السنية، الضريح نفسه من قبل.
ففي أكتوبر 2016، قتل مسلحو التنظيم الجهادي 18 شخصا تجمعوا للاحتفال لمناسبة عاشوراء.
بدوره، دان الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان الاعتداء الذي اعتبره "جريمة ضد الإنسانية".
حوافز لإجراء محادثات -ويظهر التفجير الانتحاري الأربعاء التحدي أمام القوات الافغانية والأجنبية بحماية المدينة المشددة الحراسة، علما أن السلطات عززت الإجراءات الأمنية قبل احتفالات النوروز التي شهدت هجمات مميتة في السابق.
وصرح الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، مؤخرا أن حماية كابول هي من أولويات القوات الأجنبية.
وقال "جهودنا الرئيسية تتركز على كابول الآن لتقويتها، وحماية سكانها والعاملين الدوليين هنا نظراً للتأثير الاستراتيجي لهذه المدينة".
ويأتي الهجوم الأخير فيما يزور رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جوزف دانفورد أفغانستان لتقييم سير الحملة العسكرية ضد المسلحين.
وتواجه حركة طالبان ضغوطا متزايدة للقبول بعرض الرئيس الأفغاني أشرف غني بإجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ 16 عاما، ولم ترد الحركة حتى الآن على العرض.
ورغم الدعوات لطالبان بالتفاوض مع الحكومة الأفغانية، إلا أنه يبدو أنه ليس لديها حوافز كافية للتفاوض.
وتصاعدت هجمات الحركة منذ انسحاب القوات القتالية، لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في نهاية 2014، حيث تمكنت من استعادة أراض وإلحاق الضرر البالغ بقوات الأمن الافغانية.
وفي اكتوبر سيطر مسلحو طالبان أو بات لهم نفوذ في نحو نصف مناطق افغانستان، بحسب ما صرح مكتب المفتش الاميركي العام لافغانستان في يناير.
وخلال نفس الفترة، قال المكتب ان عدد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الافغانية انخفض الى ادنى مستوى منذ ديسمبر 2015.