"قائمة قطر للإرهاب" تثير جدلا حول موقفها.. وخبراء: استغلال إعلامي
أرشيفية
أثار إعلان اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية، بشأن إدراج مجموعة من الأشخاص والكيانات على قوائم الإرهاب من بينها تنظيم "داعش" و"ولاية سيناء" في مصر حالة من الاستهجان حيث يرى البعض أن هذا الإعلان ليس له معنى على أرض الواقع، فيما يرى البعض الآخر أنه يعد خطوة لا بأس بها لكنها غير كافية.
وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب القطرية أصدرت، اليوم، قائمة تتضمن 19 شخصا بينهم 4 مصريين و11 قطريا وسعوديين اثنين و4 مصريين وأردنيين، وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن إعلان هذه القوائم ليس له معنى ولا يخرج عن كونه قوائم "للاستغلال الإعلامي".
وأضاف العربي في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "ليس معنى أن تعلن قطر أن تنظيم داعش وولاية سيناء ضمن قوائم الإرهاب أنها ليس لها علاقة بهذا التنظيم، فهناك دول تعلن رفضها لتنظيمات بعينها لكنها في الواقع تكون مؤيدة لها في الخفاء".
ويرى الدكتور أنور قرقاش، وزير الخارجية الإماراتي خلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": أن تلك القائمة تؤكد الأدلة ضد قطر وأنها دولة داعمة للتطرف والإرهاب جوهر أزمتها.
ويعود توتر العلاقات بين قطر والدول الأربعة إلى مايو من العام الماضي بعد بث تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل عبر وكالة الأنباء القطرية الرسمية قال فيها إنه من غير الحكمة معاداة إيران ورفض تصعيد الخلاف معها ورغم نفي ما جاء عبر الوكالة وتبرير ذلك بأن الموقع تعرض للقرصنة إلا أن الدول الأربعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر قررت مقاطعة قطر واعتبروها دولة راعية وممولة للإرهاب.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذه القائمة استغلال إعلامي إلا أن الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، تراها جيدة لكنها ليست كافية، بحسب وصفها، مرجعة سبب هذه الخطوة إلى أمرين الأول مرتبط بالتجهيز للقمة العربية المقرر انعقادها الشهر المقبل والتي أثير حولها جدلا كبيرا حول مشاركة قطر من عدمه والتمثيل الدبلوماسي لها، لافتة إلى أن قطر أخذت هذه الخطوة باعتبارها "حسن نية".
أما الأمر الثاني يعود إلى القمة الخليجية الأمريكية المرتقبة في مايو، ودعاوى واشنطن لدول الخليج بضرورة وجود توافق بين الدول الخليجية المشاركة قبل انعقاد القمة وإلا سيتم إلغائها، وهو ما جعل قطر تقوم بإصدار تلك القائمة باعتبارها خطوة في طريق مكافحتها للإرهاب.
ومن المتوقع أن يكون هناك قمة أمريكية خليجية في الولايات المتحدة الأمريكية في مايو المقبل بين قطر والسعودية والإمارات في محاولة للجانب الأمريكي لحل الخلاف بين الدول الخليجية وقطر، وكان لهذه القمة انعكاسات على الإجراءات التي قامت قطر باتخاذها لمحاولة حل الأزمة التي اندلعت في يونيو من العام الماضي أبرزها توقيع اتفاقية مع واشنطن لمكافحة تمويل الإرهاب، والإعلان عن فتح السجلات القطرية أمام الجانب الألماني للكشف إذا كانت هناك عمليات تمويل لأنشطة إرهابية، والكشف عن بنود اتفاقيتي الرياض 2013 و2014، وهى البنود التي وقع عليها أمير قطر، وأعلن من خلالها التزام بلاده بالحد من الأنشطة الضارة والمثيرة للشبهات، فيما يتعلق بالتمويلات القطرية، بالإضافة إلى إجراء الحكومة القطرية تعديلات على قوانينها الجنائية بهدف الحد من تمويلات الأنشطة الإرهابية.
ورغم تلك الإجراءات التي اتخذتها قطر لمحاولة رأب الصدع والخلافات بينها وبين الدول الأربعة مصر والسعودية والامارات والبحرين إلا أن "الشيخ" ترى أنها مازالت ليس كافية وخاصة فيما يتعلق بمصر قائلة:" إذا أرادت قطر فعلا مواجهة الإرهاب فعليها تسليم أو طرد العناصر الإرهابية من على أراضيها".