ماذا يعني إعلان قطر لقائمة تصنيفات إرهابية؟.. خبراء يفسرون
أمير قطر
أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية القطرية، عبر حساب مكتب الاتصال الحكومي لقطر، بموقع التواصل الاجتماعي "توتير"، "القوائم الوطنية للتصنيفات الإرهابية".
وتعدّ تلك أول قائمة للإرهاب تصدرها قطر منذ قرار مكافحة الإرهاب في يوليو 2017، الذي وقعت فيه مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب هي الأولى من نوعها، ضمن مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مع نظيره الأمريكي حينها، ريكس تيليرسون، وزير الخارجية الأمريكي السابق.
وصنّفت قطر القوائم الإرهابية بفئتين، الأولى تضمنت أسماء 19 شخصا، والثانية كانت باسم جهات بها 8 كيانات، من بينها جمعية "الإحسان الخيرية اليمنية"، وتنظيم "داعش ولاية سيناء" بمصر على قوائمها للإرهاب، ومن أبرز الشخصيات التي ضمتها القائمة القطري عبد الرحمن عمير راشد النعيمي، المدرج سابقا في قائمة للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، والقائمة التي أعلنتها مسبقا دول الرباعي العربي.
وعلق على تلك القائمة القطرية للتصنيفات الإرهابية، الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بقوله إن ذلك القرار يوجد بشأنه رأيين، أولهم أن قطر تستجيب لبعض المطالب من دول الرباعي العربي والوساطة الحالية، وبالتالي تعلن القوائم على مسئوليتها، مشيرا إلى أنه في تلك الحالة، تعتبر القائمة الإرهابية بداية جيدة يمكنها أن تحدث فارقا خلال الفترة المقبلة.
بينما الرأي الثاني، طبقا لفهمي، أن الدوحة "تراوغ" بإصدارها القائمة، مرجعا ذلك إلى أن تلك الكيانات بالفعل تمارس أعمال إرهابية وليست في حاجة لشهادة قطرية، مرجحا لـ"الوطن" أن قطر لم تضع القوائم رد فعل لموقف الدول الرباعي العربي ولا بسبب ضغوطات أمريكية في هذا الشأن، وإنما الأمر مرتبط بأن الدوحة تريد أن تظهر أنها تواجه الإرهاب واتخاذها إجراءات حقيقية في هذا الشأن، ولذلك يجب عدم التهويل من تلك الخطوة.
وتابع أنه لا يمكن اعتبارها تلك خطوة جادة، لأن قطر ليست مطالبة بوضع قوائم للإرهاب، وإنما أن تتعامل بجدية مع المطالب العربية، لافتا إلى أن تغيير وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، سيؤدي للتعامل بصورة جدية مع الملف القطري، حيث كان يدعم الدوحة، مؤكدا أنه قبل زيارة الأمير القطري تميم لأمريكا الشهر المقبل، سيقدم بعض الأوراق التي يجب التعامل معها بجدية، والخاصة بتقديم تنازلات قطرية من خلال إطارات حقيقية وترجمة مذكرة تفاهم لمواجهة الارهاب بين قطر وأمريكا، وأن ترامب يبدأ اجراءات حقيقية للتقريب بين أطراف الأزمة.
فيما يرى السفير رخا حسن، نائب وزير الخارجية الأسبق، أن إعلان قائمة قطرية للإرهاب ليسه بهدف "المراوغة" وإنما يفتح الباب للحوار مع الرباعي العربي، حيث يأتي يأتي بفعل الوساطة الكويتية، والأمريكية التي دخلت على الخط بقوة حاليا، من أجل بدء حوار مباشر بين طرفي الأزمة، مشيرا إلى أن الدوحة تحاول إظهار تجاوبها مع جهود الوساطة، وفتح الباب لتمرير أحد المطالب والتفاوض على الباقي من أجل الحوار.
وأوضح حسن أن أمريكا بدأت تضغط على ذلك الملف لعدة اعتبارات، على رأسها أن تلك الخلافات أثرت على مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى إشارة تيلرسون مسبقا في يوليو 2017، أن المقاطعة زادت من قوة العلاقات بين قطر وايران، وهو ما يتنافى مع مصالح دول الخليج والولايات المتحدة، فضلا عن أن تركيا وأمريكا حلوا محل قطر في الأزمات العربية الجارية في سوريا وليبيا واليمن.