بريطانيا تنظم صفوف أوروبا في مواجهة موسكو
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي
تحاول رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الخميس، الحصول على دعم بالاجماع من شركائها الأوروبيين للتنديد بالدور الذي نسب إلى موسكو في تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا، لكنها تواجه بعض المعارضة من دول حريصة على الحفاظ على علاقاتها بالكرملين.
وستطلع ماي نظرائها خلال قمة في بروكسل على التقدم في التحقيق في الهجوم بغاز الأعصاب على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري الإنكليزية في 4 مارس.
لكن فيما قدمت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا دعمها وأيدت موقف لندن التي حملت موسكو المسؤولية في تسميم الجاسوس السابق، هناك دول أخرى في الاتحاد الأوروبي تقيم علاقات وثيقة مع موسكو وخصوصًا اليونان وإيطاليا والنمسا وتؤيد اعتماد لهجة أقل حزمًا في هذه القضية.
وتعتزم ماي أن تذكر قادة الاتحاد الأوروبي بأن التهديد من الشرق سيبقى قائمًا حتى بعد مغادرة بريطانيا التكتل السنة المقبلة.
وبحسب مقتطفات من خطابها، ستقول ماي "إن التحدي (الذي تمثله) روسيا هو تحدٍ سوف يستمر سنوات. سنتمكن من التغلب عليه بوحدتنا". وتُضيف ماي "بوصفنا ديموقراطية أوروبية، فإن بريطانيا ستقف بجانب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من أجل أن نواجه معًا هذه التهديدات".
وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك عشية القمة أن القادة سيعبرون عن "تضامنهم" مع بريطانيا بعد هجوم سالزبري ودعًا الكتلة إلى اتخاذ إجراءات عملية "لتعزيز الجهوزية لهجمات مستقبلية".
كما أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي دونالد ترامب أكدا مجددًا الأربعاء خلال اتصال هاتفي "تضامنهما مع بريطانيا بعد استخدام روسيا أسلحة كيميائية ضد أفراد على الأراضي البريطانية".
وقال دبلوماسي أوروبي "إنها قضية حساسة جدًا، يجب أن نعالجها بحذر وبشكل جماعي، ويجب عدم التسرع".
لكن في غياب أدلة ملموسة على ضلوع موسكو في عملية التسميم، فإن مطالب ماي في بروكسل قد تبقى دون رد كما قال أحد الدبلوماسيين، وأفاد مصدر دبلوماسي من دولة معارضة لتشديد لهجة بيان الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد "ليس هناك من داع لتغيير اللهجة".
يأتي ذلك فيما تتواصل الحرب الكلامية بين موسكو ولندن على خلفية قضية تسميم الجاسوس ووصل الأمر بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى المقارنة بين روسيا فلاديمير بوتين والمانيا النازية.
فقد اعتبر جونسون أنه "تصح" مقارنة كأس العالم لكرة القدم التي تستعد روسيا لاستضافتها هذا الصيف بالألعاب الأولمبية التي نظمت في برلين العام 1936 إبان حكم هتلر.
وقال الوزير البريطاني تعليقًا على نائب اعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستغل بطولة كأس العالم "كما استخدم هتلر الألعاب الأولمبية في 1936"، "بصراحة، إن التفكير في بوتين وهو يمجد نفسه خلال هذا الحدث الرياضي يثير الاشمئزاز".
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "انه تصريح مقزز تماما، ولا يليق بوزير خارجية اي بلد. انه مهين وغير مقبول".
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا سارعت الى الرد عبر فيسبوك وقالت "ان هذه المقارنة مرفوضة ولا تليق بوزير خارجية دولة أوروبية".
وقد أشعل تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا التوتر بين روسيا والغربيين.
وطردت لندن 23 دبلوماسيا روسيا واعلنت تجميد العلاقات الثنائية. وردت روسيا التي تنفي مسؤوليتها عن تسميم العميل السابق بطرد 23 دبلوماسيا بريطانيا ووقف أنشطة المجلس الثقافي البريطاني.
وتأمل بعض الدول في أن تقدم لندن عناصر جديدة كأدلة، لكن عددا من شركائها يشككون في ذلك.
وتعاون موسكو في التحقيق الذي تجريه لندن سيكون أمرا حاسما.
واعتبر عدة مسؤولين أوروبيين عشية القمة أن "القضية خطيرة جدا، ستشكل إنذارا للاتحاد الأوروبي".
وفي حال عدم تقديم أدلة، فإنه من المستبعد أن يبحث القادة الأوروبيون فرض عقوبات جديدة على موسكو.
فقد طلبت بولندا ذلك لكن هذا الخيار يبقى مستبعدا. يجب تأمين اجماع ومن غير الممكن التوصل الى توافق حتى الان كما اكدت عدة وفود اوروبية.
وتخضع روسيا أساسا لعقوبات اقتصادية فرضت عام 2014 لمعاقبتها على ضم شبه جزيرة القرم ودعمها المفترض للانفصاليين في اوكرانيا.
وتم تجديد هذه العقوبات في 13 مارس لستة أشهر، ومن "غير الوارد تخفيفها" كما قال دبلوماسيون.