الرزق يحب اللجان.. «تمر هندى» مثلج لزوم الحر.. اروى عطشك
«عصام» بائع العصائر
أينما وجدوا زحاماً، وضعوا أمتعتهم وجلسوا، ربما لا يعنيهم كثيراً ما يحدث حولهم، فالأهم بالنسبة لهم هو تسويق بضاعتهم وتحقيق مكاسب تعوضهم عن الأيام العجاف.. هكذا نقل الباعة الجائلون أنشطتهم التجارية من ميادين وشوارع القاهرة والجيزة إلى مقار اللجان الانتخابية، بعد أن زودوا عرباتهم الخشبية ببضائع تناسب «زبون الانتخابات»، مسليات كاللب والسودانى والترمس، مشروبات كالشاى والعصائر المختلفة، لعب أطفال كالمراجيح والبلياردو والبالونات، بخلاف البضائع الأخرى.. كانت هى صاحبة الحضور الأقوى فى الانتخابات.
يغنى أمام عربة العصائر، التى يقف إلى جوارها فى منطقة الطالبية هرم، ويُقبل عليه ناخبو مدرسة الشهيد العقيد هشام رفعت الحسينى، الأمر الذى أدخل على قلبه السرور، وأخذ يتمايل ويغنى «تسلم الأيادى» و«أبوالرجولة» ويتفاعل معه المارة. عصام بهاء الدين كانت هيئته وطريقته فى التعامل مع الزبائن مبهجة، فيصب كوب التمر الهندى بحركات راقصة، ولا تفارق وجهه الابتسامة، ويلوح بعلامة النصر فى وجه الجميع: «الشغل كويس والآشية معدن. الانتخابات جات بالخير علينا كلنا». لم يستطع «عصام» الإدلاء بصوته، لأنه من مواليد الصعيد، لكن بدت السعادة على وجهه، حين أرسلت إليه زوجته صورتها بعد الإدلاء بصوتها بصحبة بنتيه حنين ووعد، وملوحات بعلامة النصر: «فرحت ببناتى الصغيرين وهما رافعين إيديهم بالحبر الفسفورى». يقف «عصام» فى المكان نفسه يومياً ليبيع التمر هندى المثلج، مما خلق علاقات طيبة مع الزبائن، فتجده يناول رجلاً مسناً كوباً، ويقول: «تسلم الأيادى يا حاج. ده هدية منى ليك. أنا بِعت كتير وكله على الله»، ولا ينسى أن يبوح بأحلامه معهم: «نفسى البلد تبقى أحلى، وهتبقى أحلى، والناس كلها تتبسط وتفرح».