خبراء: مشاركة «الفقراء والمهمشين» فى الانتخابات كانت ضعف «الأغنياء» رغم «المعاناة الاقتصادية»
منطقة إمبابةبالجيزة شهدت إقبالاً نسائياً فى الانتخابات الرئاسية
أكد عدد من خبراء علم الاجتماع السياسى أن المؤشرات الأوّلية لنتائج الانتخابات الرئاسية تكشف عن زيادة النسب التصويتية للمناطق الفقيرة والمهمشة والنائية، مقارنة بالمناطق الأكثر غنى، بمتوسط يصل لنحو الضعف، موضحين أن الفضل فى ذلك لنجاح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تغيير عدد من الأوضاع التى كانوا يعانون منها، مثل ملف الأمن والأمان، وتوفير فرص عمل، رغم المعاناة التى عاشوها بعد الإصلاح الاقتصادى، فضلاً عن الأمل لديهم فى المستقبل بسبب المشروعات القومية التى تصب فى مصلحتهم، أكثر من الطبقات الغنية.
وقال الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسى بأكاديمية الشروق، إن «نسبة مشاركة المناطق الفقيرة كانت ضعف المناطق الغنية على أقل تقدير، وفقاً للمؤشرات الأوّلية لنتائج الفرز، والمشاهدات التى تم رصدها خلال العملية التصويتية»، موضحاً أن دوافع المشاركة عند الشرائح الطبقية الوسطى والدنيا مختلفة.
«سيد»: خوفهم من المستقبل دفعهم لاختيار الدولة والاستقرار.. والمشروعات القومية أعطتهم الأمل.. و«صادق»: أمر ثابت تاريخياً لسهولة «التعبئة» بينهم
وأضاف أستاذ «الاجتماع السياسى»، لـ«الوطن»، أن «الفقراء والمهمشين، مثل النساء وكبار السن، هم الأكثر تضرراً من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لكنهم الأكثر دعماً وحرصاً على الدولة»، مرجعاً ذلك لإعادة الرئيس للأمن والأمان والانضباط والاستقرار بالشارع، وهى أكثر العوامل أهمية بالنسبة للفقراء والسيدات وكبار السن، خوفاً منهم على أنفسهم، وأبنائهم، خاصة مع خروجهم من تجربة انفلات أمنى مريرة منذ ثورة 25 يناير حتى ثورة 30 يونيو، لتتغير الأمور بعدها فى عهد الرئيس السيسى، ومن ثم أرادوا إبقاء الأمن والاستقرار.
وعن الأوضاع الاقتصادية السيئة لـ«الفقراء»، أوضح «أحمد» أن أوضاع الطبقتين الوسطى والدنيا من المجتمع ثابتة منذ 25 يناير حتى الآن ولم تتحسن بشكل كبير، إلا أن المتغير الذى حدث عليه تعديل كبير هو «الأمن»، مشدداً على أنه رغم سوء الأوضاع الاقتصادية للمصريين فإن المشروعات التنموية الكبرى التى عمل عليها الرئيس السيسى أعطتهم الأمل فى المستقبل بشكل حقيقى، ومن ثم يدعمونه انتظاراً لجنى تلك الثمار فى المستقبل.
وأشار أستاذ «الاجتماع السياسى» إلى أن مشروعات مثل السلع التى يشتريها المواطنون من «نقاط الخبز»، والقضاء على «طوابير العيش»، وحل أزمات مثل الكهرباء التى عانى منها المصريون كثيراً، تعطيه المزيد من الأمل لدعم الحراك الذى يحدث فى عهد «السيسى»، فى حين أن الشرائح الطبقية فى المستوى الأعلى من «الطبقة الوسطى» لا يستفيدون كثيراً بالحراك الذى يجرى على الأرض. وأوضح أن خوف الفقراء والمهمشين من المصريين من المستقبل فى ظل ما يرونه من صراعات فى الدول المجاورة، وخوفهم من الإرهاب فى ظل نجاح الدولة المصرية فى مواجهته بشكل كبير، يجعلهم أكثر حرصاً على المشاركة، مثلما حدث بالفعل. ووافقه فى الرأى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، الذى أكد أن الأوضاع التاريخية تثبت أن المناطق الريفية والبسيطة والفقيرة تصوّت أكثر كثيراً من المناطق الحضرية لأسباب عديدة، منها أن التعبئة هناك تكون أكثر من الأخرى، والحكم المحلى يستطيع أن يصل لها، بالإضافة للنواب، وغير ذلك، ما يؤكد أن تلك الطبقات صوّتت «بقوة» أكبر من غيرها من الفئات الغنية بالمجتمع.
وعن الطبقات الغنية قال «صادق» إنهم ليست لديهم مشكلة فى شىء، وأمورهم تسير بشكل جيد، ومن ثم فإن من شارك يريد الحفاظ على الاستقرار.