معاقل «الإخوان» ترفع راية العصيان فى وجه الجماعة وتسجل أعلى معدلات «تصويت»
08:53 م | الخميس 29 مارس 2018
جانب من عملية فرز الأصوات فى طهطا بسوهاج
كشفت المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية عن ارتفاع نسب التصويت فى العديد من المناطق التى كانت تُعد معقلاً لجماعة «الإخوان» فى مختلف المحافظات، حيث أظهر الحصر الأولى لفرز الأصوات بمناطق «عين شمس وحلوان» فى القاهرة، و«كرداسة» فى الجيزة، تراجعاً شديداً فى تأثير «الجماعة الإرهابية» على المواطنين بتلك الدوائر.
ففى كرداسة، أظهرت النتائج الأولية حصول الرئيس عبدالفتاح السيسى على نحو 38 ألفاً و200 صوت، من أصل ما يقرب من 44 ألفاً و500 ناخب، بينما فى «عين شمس»، حصل «السيسى» على 274 ألف صوت، من أصل 290 ألف ناخب، أما فى «حلوان»، فحصل على نحو 98 ألفاً و250 صوتاً، من أصل 115 ألف صوت.
«كرداسة وحلوان وعين شمس والفيوم» تخلع «عباءة» التطرف.. و«بان»: «التنظيم انتهى بلا رجعة».. و«المقرحى»: «المواطنون تخلوا عن الجماعة بعد اكتشاف متاجرتها بالدين»
وأظهرت مؤشرات نتائج الانتخابات بمحافظة الشرقية تلاشى نفوذ جماعة «الإخوان»، وظهر ذلك فى ارتفاع نسبة الإقبال على اللجان فى القرى التى تُعد معقلاً للجماعة، ومنها قرية «العدوة»، التابعة لمركز ههيا، مسقط رأس الرئيس المعزول «محمد مرسى»، التى حصل فيها «السيسى» على 1056 صوتاً، مقابل 37 صوتاً لمنافسه موسى مصطفى موسى.
وتكشف هذه النسبة عن ارتفاع نسبه تأييد «السيسى» فى القرية التى يعيش بها أفراد عائلة «مرسى»، وتضم عدداً كبيراً من المنتمين لجماعة «الإخوان»، وأنصار الجماعة ممن يرتبطون بصلات قرابة ونسب مع عائلة الرئيس المخلوع.
أما قرية «العواسجة»، التابعة لمركز ههيا أيضاً، مسقط رأس زوجة مرسى، فقد حصل فيها السيسى على 3 آلاف و768 صوتاً، ونظم أهل القرية مسيرة «زفة» بالطبل والمزمار البلدى، تعبيراً عن تأييدهم للرئيس، كما ظهر تراجع نفوذ الجماعة فى مراكز أبوكبير والقرين وفاقوس، التى كانت من أهم مراكز انتشار الإخوان بالشرقية.
وفى سوهاج، سجلت مدينة طهطا، التى كانت من أكبر معاقل الإخوان بالمحافظة، أعلى نسبة مشاركة فى الانتخابات، بلغت 44.5%، بإجمالى 105 آلاف صوت، بينما جاء مركز المراغة فى المرتبة الثانية بنسبة تصويت 36.8%، وبلغت أقل نسبة تصويت فى مراكز المحافظة 30%، مسجلة بمركز أخميم، وفق النتائج الأولية.
كما كشفت المؤشرات عن اتساع المشاركة فى عدد من المناطق بمحافظة أسيوط، منها مركز الغنايم، الذى كان يُعد أكبر معقل للجماعات المتطرفة فى الصعيد، باعتباره موطناً لقيادات الجماعة الإسلامية، وبينما بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى كافة مراكز أسيوط، أكثر من مليون و13 ألف ناخب، سجل مركز «الغنايم» نسبة تصويت بلغت 43.6%، هى الأعلى بين مراكز المحافظة.
وفى دمياط، سجلت قرى «الخياطة والبصارطة وأم الرضا»، التى كانت معاقل لجماعة «الإخوان»، مشاركة عدد كبير من الناخبين، وشهدت قرية «البصارطة»، لأول مرة منذ سنوات، قيام عدد من الموالين السابقين للجماعة، بالمشاركة فى انتخابات لم يترشح فيها أحد من كوادر «الإخوان»، مؤكدين عدم انتمائهم للجماعة.
وأظهرت المؤشرات الأولية أن نسبة التصويت فى الفيوم بلغت نحو 45%، وهى نسبة مرتفعة إلى حد كبير، مقارنةً بالانتخابات الرئاسية فى 2014، التى سجلت 30.5%، وهو ما يعكس رغبة أبناء المحافظة فى إيصال رسالة بأنه لا وجود للجماعات المتطرفة فى كافة أنحاء الفيوم.
وبينما خيمت أجواء من التوتر فى عدد من القرى بمحافظة المنيا، نتيجة بعض الخلافات الطائفية، سادت أجواء إيجابية فى قرى «طوه وكوم اللوفى وكرم أبوعمر»، على مدار أيام الانتخابات، وسط إقبال كثيف من الناخبين، بنسبة تصويت بلغت 47% بقرية «طوه»، التى تجاوزت أزمة نشبت نتيجة خلاف فى وجهات نظر بين شابين مسلم ومسيحى على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
وقال «أحمد بان»، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إنه «لا يمكن اعتبار تلك المناطق هى مناطق نفوذ الجماعة الآن، فلا توجد لها شعبية، والمواطنون تعاملوا مع الحقائق الواقعية، فاختاروا أن يكونوا جزءاً من الحياة السياسية، ورفضوا كل المحاولات التى قامت بها جماعة الإخوان وغيرها، لإقناعهم بعدم المشاركة»، مؤكداً أن «هناك رسالة أخرى، وهى أن التنظيم انتهى إلى غير رجعة».
من جانبه، أكد اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن «المواطنين اكتشفوا حقيقة تلك العصابة الإرهابية، وأنها تتاجر بالدين، ولا علاقة لها بالدين أو الأخلاق».