رزق «جلال» من مخلفات هدم «بولاق أبوالعلا»: إن خرب بيت أبوك.. خد لك منه قالب
«جلال» يبحث عن أى أغراض للبيع فى مخلفات الهدم
بين أنقاض المنازل المهدمة فى شارع سليمان حبوب بحى بولاق أبوالعلا، وقف جلال عبدالكريم، 49 عاماً، ينبش بين المخلفات لاستخراج كل ما يمكن بيعه من نحاس وحديد وبلاستيك ولسان حاله «إن خرب بيت أبوك.. خد لك منه قالب»، فبعد خطة ترحيل سكان منطقة مثلث ماسبيرو وهدم العقارات القديمة، لم يجد «جلال» مهنة يعيش منها فقرر أن ينتفع من الأنقاض.
«لا عندى شغلة ولا مشغلة، كل اللى باعمله إنى بدوّر بين الهدم على حاجة ينفع تتباع ويطلع لى منها قرشين»، يأتى يومياً من العاشرة صباحاً حتى غروب الشمس، يبحث عن أعمدة الحديد المسلح، يحاول جاهداً تخليصها من كتل الأسمنت المتعلقة بها ثم يضعها فى جوال ويبحث عن غيرها: «أى حاجة تخلينى أرجع للعيال آخر النهار بفلوس، أنا عندى بنت على وش جواز ولازم أجهزها، وأهو يوم أرجع بـ10 جنيه ويوم بـ100 حسب النصيب». ليس هو فقط، فالكثير من أبناء هذا الحى القديم يقومون بنفس العمل حتى السيدات والأطفال حسب قوله: «الناس شايفة إن الحكومة ماعوضتهاش كويس فبيحاولوا يطلعوا بأى مصلحة».
حديد، عروق خشب، كوفريه كهرباء، وغيرها، مخلفات ربما تعود بالنفع على «جلال» ولذا يبحث عنها بحرص شديد: «لو جمعت حاجات كتير بأجَّر عربية كارو بـ50 جنيه وباروح السبتية أبيعهم هناك عشان بيشتروا بسعر حلو». عمل ليس سهلاً، يبذل فيه جهداً كبيراً: «الموضوع مش سهل ده أنا بيطلع عينى وممكن أروح فيها، عشان فيه كهرباء، الأسبوع اللى فات فيه عيل مات وهو بيدوَّر على خشب، بس هنعمل إيه، أكل العيش مر».