الطلاب الصينيون: لغتكم جميلة.. وعلّمنا زملاءنا المصريين مبادئ «الصينية»
جامعة كفر الشيخ تكرم بعض الطلاب الصينيين
أبدى الطلاب الصينيون بمركز تعليم العربية لغير الناطقين بها بجامعة كفر الشيخ سعادتهم بالتجربة، مؤكدين أن لغة الضاد كانت مفاجأة بالنسبة إليهم، كما أنهم مستمتعون بصحبة زملائهم وأساتذتهم المصريين، يقول «YANGLEI»، طالب صينى يبلغ من العمر 24 عاماً، يدرس اللغة العربية: «كنت أدرس فى جامعة صينية لكن أحببت اللغة العربية كثيراً وظللت أبحث عن معلم يعلمنى إياها لكن أصدقائى نصحونى بالسفر إلى مصر باعتبارها أم الحضارات ولغتها الأولى هى العربية وعندما علمت من أحد الأصدقاء أنه سيتوجه إلى مركز اللغة العربية بجامعة كفر الشيخ لتعلمها فرحت كثيراً أننا سنكون أصدقاء يجمعنا حب اللغة العربية وسنسافر من أجل تعلمها».
ويضيف: «حبى للغة الضاد دفعنى لقطع مسافات طويلة وتكبد أعباء مالية على أسرتى لكنهم مؤمنون بهواياتى ويقومون على مساعدتى فى تنميتها، واجهت مشاكل كثيرة فى بداية دراسة اللغة العربية، لأنها من اللغات الصعبة لغير الناطقين بها، خاصة أن قواعد اللغة العربية تختلف عن لغتى أو عن اللغات التى أتقنها، لكن إصرارى على تعلمها جعلها بسيطة وسهلة وتعودت عليها بفضل معلمين يعلموننا بحرفية ووجدتها أكثر سهولة مع مرور الوقت، وأصبحت أتحدثها جيداً وتميزت فى دراستها، وجدت طلاباً مصريين ودودين ومحبين لوجودنا فتعايشنا معهم فى حب وتبادلنا الأفكار وعلمناهم بعض الجمل فى اللغة الصينية وتعلمنا نحن اللغة العربية بإتقان، تعرفت على بعض تاريخ مصر الجميل، ودياناتها السمحة، حتى أصبحت أتحدث بطلاقة».
«يانج»: تعرفت على سماحة وجمال مصر من خلال اللغة.. و«لى»: أغنى الأناشيد الوطنية المصرية وأحببت الطلاب المصريين
ويتابع: «درست تيرماً فى المركز وأتطلع لأن أدرس آخر، ووصلت إلى مرحلة متقدمة فى قواعد اللغة العربية، لكنى بالطبع أتمنى الوصول إلى مستوى أكاديمى جيد، تعلمت القواعد والصرف والنحو، لكن الدروس فى المركز تختلف عن الواقع فما تعلمته فى الجامعة لم أستطع تطبيقه بشكل كامل فى تعاملى مع الناس، وذلك بسبب اللكنات أو اللهجات كما تسمونها لكنى اكتسبت بعض تلك اللكنات من الطلاب زملائى الذين يحبوننا كثيراً».
لم يختلف الحال كثيراً مع الطالبة «LI YAO» البالغة من العمر 25 عاماً، تقول: «أعشق اللغة العربية فمعانيها جميلة جداً وتتميز بأناقتها فى الأدب والشعر، وفيها مخارج حروف متفاوتة، وطموحى للتحدث بها دفعنى لقطع آلاف الكيلومترات والبعد عن أهلى والإقامة فى بلد غريب ربما شعرت للحظات أننى لم أتأقلم معه كى أتعلمها وأطمح إلى التحدث بها وأن تصبح لغتى الثانية، لكنى تعلمت أيضاً أشياء جميلة غير العربية، منها تعرفت على بعض التقاليد الشرقية من خلال معايشتى مع الطلاب المصريين، خاصة أبناء كفر الشيخ الطيبين، الذين يحبوننا كثيراً ويؤثرون فينا بتسامحهم».
وتضيف: «لقد أصبحت اللغة العربية جزءاً مهماً من حياتى، فأتقنت مفرداتها، أصبحت أقرأ الصحف والمجلات العربية وأغنى الأناشيد الوطنية المصرية، وأنصت وأسمع بعض الأغنيات المصرية والعربية لفنانين كنت أحبهم كثيراً لكنى لم أكن أفهمهم جيداً وأصبحت الآن أردد الأغانى الجميلة معهم بفضل تعليمى اللغة العربية بجامعة كفر الشيخ، أصبحت أدير حواراً طويلاً، وأحببت مصر بصفة عامة وكفر الشيخ بصفة خاصة لتنوع الثقافات، فأنا أقابل طلاباً من محافظات مصرية أخرى يدرسون بالجامعة، يحملون لهجات مختلفة فاكتسبت بعضها، أبحث عبر الإنترنت باللغة العربية عن حضارات وتاريخ مصر فأعلم أنه بلد عظيم وعريق، يستحق تعلم اللغة من أجل فهمه، أنا سعيدة بخوض هذه التجربة المهمة والتى أصبحت جزءاً مهماً لى».
«ين»: لغة الضاد معانيها أنيقة.. وشوارع كفر الشيخ آمنة.. و«شو»: سأنقل لأصحابى أن مصر بلد رائع وأهله كرام وطيبون.. و«زانج»: حبى للتاريخ دفعنى لدراسة العربية
وتوضح الطالبة «li xin»، البالغة من العمر 25 عاماً، تدرس فى جامعة «لى جى» الصينية: «حبى للحضارة العربية دفعنى لتعلم لغتها، فأنا كنت أفهم بعضاً من الكلام حين أستمع، لكن يصعب علىّ التكلم وإجراء حوارات كما يجب، كما أننى أردت قراءة الكتب بالعربية واستيعاب مضمونها جيداً، لذلك لجأت لتعلم اللغة العربية ونصحتنى جامعتى بالذهاب لجامعة كفر الشيخ طبقاً لتوقيع بروتوكول تعاون معها لتعليمنا اللغة التى تتميز برونق خاص بها، أحببت الأكل كثيراً والشوارع والناس، المدينة رائعة والناس طيبون، أصبحت أفهم العربية وأحلل اللهجات أيضاً، طورت إمكانياتى اللغوية المحدودة وأتقنت مفردات اللغة، أعجبت بجمالها ووجدتها سهلة».
وتتابع الطالبة الصينية: «رحلتى مع لغة الضاد مفيدة، ومع مصر وكفر الشيخ أجمل، عندما جئت إلى هنا وجدت الوضع هادئاً والواقع مختلفاً عما تنقله بعض الفضائيات، مصر بلد جميل، ومواطنوه يتمتعون بالحب والكرم، كفر الشيخ محافظة رائعة فيها أمن وأمان، أسير فى الشوارع وأجد رجال أمن فى كل مكان، أستمتع بوقت فراغى فى التعرف على المزيد من مقومات المحافظة من خلال زملائنا، الشوارع جميلة وبسيطة والحدائق ممتعة للغاية، وأنهيت دراستى لكنى سأبقى هنا مع أصدقائى شهراً ونصف الشهر سأقوم خلالها بزيارة معالم محافظة الإسكندرية وسأزور بعضاً من الأشياء التى تدل على الحضارة كالمتاحف والأهرامات المصرية، سأقضى وقتاً ممتعاً مع أصدقائى فى كفر الشيخ ولا مانع من الذهاب معهم للتعرف على حياتهم أكثر».
«تعلمت أصول اللغة العربية جيداً، تغنيت بجمالها وأنشدت النشيد الوطنى لجمهورية مصر العربية باللغة الصينية ونشيد دولتنا الصين باللغة العربية، فخور جداً بتعلمى للغة الجميلة التى نزل بها القرآن على المسلمين، فهى لغة بها إبداع وإثراء للفكر والعقل، لم أكن أعلم أن مفرداتها رقيقة والحديث بها سيكون أكثر سهولة، فبات الغربيون يهتمون باللغة العربية ويحبون تعلمها، وأصبحنا نحن لدينا شغف للحديث بها، حدثنا أصدقاؤنا الصينيون الذين عاشوا فترات طويلة بمصر عن أن اللغة جميلة، وهذا ما دفعنا للمجىء هنا لتعلمها»، هكذا عبر «WANG SHUO»، الطالب بمركز اللغة العربية بجامعة كفر الشيخ، والبالغ من العمر 26 عاماً. يوضح الطالب الصينى قائلاً: «تعلمت مستوياتها المختلفة بلطف ويسر، كانت لدى إرادة للتعلم، أتقنت اللغة العربية تحدّثاً وكتابة، من خلال المواد المتخصصة والمعلمين المتخصصين بالإضافة إلى تعلمى بعض اللكنات من الطلاب المصريين، فكنت أستمع للغة للناطقين بها فى الصين سواء فى الجامعة أو المدرسين الذين يعلموننا داخل الجامعة فكان بعضهم مصرياً ويتحدث العربية بطلاقة، علمنا بعض الكلمات لكن شغفى دفعنى لإتقانها، أسرتى شجعتنى على ذلك، وجدت الطلاب بكفر الشيخ لديهم أحاسيس ومشاعر طيبة، بجانب حرصهم على مساعدتنا فى التعرف على الأماكن وتعليمنا بعض الأشياء اللطيفة التى سيكون لها أثر طيب فى حياتى المقبلة، أصبحت أستمع إلى الصحفيين المصريين والإعلاميين على بعض شاشات المحطات المتلفزة، وأفهم ما يقولونه عن العالم، وجدت تنوع ثقافات بالرغم من اختلاف الحضارات، لكنى وجدت أيضاً أن مصر تحوى جميع الثقافات ولديها مواطنون يعون استيعاب هذه الاختلافات، لأن لغتهم علمتهم ذلك، سأنقل لأصحابى فى الصين، أن مصر بلد جميل بلغتها وحضاراتها وشعبها الكريم.
وتشير الطالبة «Zhangxiaoyu»، البالغة من العمر 23 عاماً، إلى أنها عشقت اللغة العربية بكل معانيها وأصرت على تعلمها وإتقانها وكان اختيار كفر الشيخ مركزاً تعليمياً لأن أصدقاءها يدرسون به ولأن المحافظة توفر لهم إقامة آمنة داخل المدينة الجامعية، قرأت عن تاريخ مصر وآثارها بلغات مختلفة أجنبية ودفعنى ذلك لدراسة العربية كى أستمتع وأنا أقرأ التاريخ بلغته الذى كُتب بها، أنا عاشقة لتاريخ مصر وأتقنت اللغة لذلك، وتجربتى أفادتنى كثيراً والفضل يرجع للمعلمين والطلاب الذين لا يبخلون فى تقديم المساعدة فى تعلم العربية الفصحى، وخلال دراستى وجدت شعباً يتمتع بالطيبة وحب الأجانب الذين يعيشون معهم على أرض واحدة وفى مكان واحد، الآن أستطيع ترجمة بعض الكتب والمقالات للعربية وهذا شىء جيد بالنسبة لى وأشكر كل من ساعدنى فى تعلم مفردات اللغة، إنها كانت تجربة ثرية لى وسأفكر جيداً فى استكمال كل المستويات.