رئيس أول مصنع لقاحات خاص بمصر: نصدر إنتاجنا لـ«6 دول» وقادرون على المشاركة بنسبة 70٪ من السوق المحلية
الدكتور مجدى السيد
قال الدكتور مجدى السيد، رئيس مجلس إدارة مصنع «ميفاك» للقاحات، أول وأكبر مصنع وطنى خاص للقاحات البيطرية فى مصر بتكنولوجيا عالمية، إن مصنعه يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من اللقاحات البيطرية بعد التوسعات الجديدة التى تم إنشاؤها. وأضاف «السيد»، فى حوار لـ«الوطن»، أن قدراتهم للإنتاج المحلى فى المصنع تصل إلى 2 مليار جرعة من «اللقاحات المثبطة»، و3 مليارات جرعة من «اللقاحات المستضعفة» سنوياً، بما يعادل من 40 إلى 50% من احتياجات السوق المصرية، ولكن الإنتاج حالياً نحو 10 إلى 12% طبقاً لـ«الطلب».. وإلى نص الحوار:
كيف جاءت فكرة تأسيس مصنع للقاحات البيطرية لديك؟
- فى عام 2006، وجدت أنه لا بد أن يكون هناك مصنع مصرى فى القطاع الخاص، يتفاعل سريعاً مع المستجدات والأمراض الوافدة بجانب معهد الأمصال واللقاحات الحكومى بالعباسية، ولكى يكون درع وقاية وحماية للبلاد من الأمراض المستوطنة والأمراض الوافدة، ولهذا عملنا على مصنعنا.
ومتى بدأتم العمل فى إنجاز هذا «المصنع»؟
- أخذنا الموافقة من الجهات الرسمية فى الدولة عام 2007، وبدأنا فى البناء والتجهيز فى عام 2008، لمدة 4 سنوات تم فيها الاستعانة بخبرات أجنبية من أمريكا، وفرنسا، والهند، والبرازيل، بالإضافة إلى خبرات مصرية، وافتتحنا المرحلة الأولى من المصنع عام 2011، واستمررنا فى العمل على التوسعات، وافتتحنا المرحلة الثانية لإضافة خط إنتاج اللقاحات المنتجة على الزرع النسيجى عام 2013، ولم تقف طموحاتنا عند هذا الحد، وأنشأنا آخر توسعاتنا شهر نوفمبر 2017، لأكبر خط لإنتاج اللقاحات الحية فى الشرق الأوسط.
د. مجدى السيد: نسعى إلى الوصول لـ10 دول عربية وأفريقية بنهاية 2018.. ولدينا خط إنتاج للقاحات الدواجن بطاقة 2 مليار جرعة
وهل عملتم على تطوير المصنع فى الفترة الماضية؟
- افتتحنا بحمد الله مبنى توسعات «ميفاك»، بإضافة خط إنتاج لـ«اللقاحات الحية» بطاقة 3 مليارات جرعة من اللقاحات المستضعفة سنوياً، وخط إنتاج جديد للقاحات الدواجن المثبطة بطاقة 2 مليار جرعة من اللقاحات المثبطة.
وهل يمكننا فى مصر الاستغناء عن استيراد اللقاحات البيطرية من الخارج؟
- نعم، نحن نصدر من إنتاجنا المحلى للخارج، وقادرون على المشاركة بنسبة 70% من احتياجات السوق المحلية فى حالة دخول معهد اللقاحات بالعباسية ومصنع محلى جديد بقوة فى المنافسة بجانب مصنع «ميفاك»، لكن لا بد من وجود اللقاح المستورد فقط لضمان الاستمرار فى المنافسة فى الأداء المتميز للإنتاج المحلى، ويمكن لمصر إنتاج لقاحات حمى قلاعية بنسبة 100% من احتياجاتنا، وفائض للتصدير.
وهل يوجد خطط لوجود لقاحات «ميفاك» فى الأسواق الخارجية؟
- نصدر الآن بالفعل إلى أكثر من 6 دول، ونسعى للتصدير لأكثر من عشر دول عربية وأفريقية بنهاية 2018 لتوفير النقد الأجنبى بأكثر من 2 مليون دولار، وستصل منتجاتنا إلى أكثر من 30 دولة خلال 10 سنوات.
وما مدى الصعوبة التى واجهتكم فى نقل تكنولوجيا تصنيع اللقاحات لمصر؟
- الأمر كان صعباً فى البداية حيث لا يمكن لشركة عالمية لإنتاج اللقاحات أن تبادر بنقل التكنولوجيا لمصر حتى تستمر فى التصدير إلينا، ولكن نظراً لدخول الخبراء الأجانب فى شراكة مع المصريين بنسبه غير سيادية، أمكننا نقل خبراتهم.
هل توجد هيئات محلية أو عالمية تراجع جودة اللقاح المنتج؟
- أولاً تتم معايرة اللقاحات فى معامل مصنعنا، للتأكد من أمان وسلامة وفاعلية اللقاح من خلال فنيين حاصلين على الدكتوراه من الجامعات المصرية والأمريكية، ثم نرسل عينات من اللقاح المنتج إلى المعامل المركزية للرقابة على اللقاحات والأمصال وذلك لمعايرة اللقاحات والسماح بتداولها بعد الحصول على شهادات المطابقة، ونرسل عينات من اللقاح لمعايرتها فى المعامل الخارجية الأوروبية مثل معمل GD فى هولندا، ومعمل «بيربرايت» ومعامل FLI فى ألمانيا، وبذلك فإن اللقاح المنتج من قبل مصنع «ميفاك» يعامل فى المعايرة مثل اللقاح المستورد بل أكثر من ذلك فى بعض الأحيان.
هل يتم عمل تفتيش ومتابعة عمل المصنع بشكل دورى من الحكومة أم يحدث هذا لأول مرة فقط؟
- نعم؛ فيتم إرسال لجان من الهيئة العامة للخدمات البيطرية أحياناً بشكل دورى ومعلوم مثل لجنة تقييم الجودة GMP، وأحياناً يتم التفتيش المفاجئ أثناء عملية الإنتاج للتأكد من اتباع جميع إجراءات السلامة والجودة، كما يتم زيارة المصنع من خلال لجان تابعة للبيئة للتأكد من أن المصنع يقوم بمعالجة الصرف الصناعى والحفاظ على البيئة، وحصلنا على الشهادات التى تؤكد اتباع المصنع لجميع المعايير البيئية.
وما نسبة احتياجاتكم من هذا «البيض»؟
- تقدر نسبة احتياجاتنا منه، ما لا يزيد على 10% من احتياجاتنا من البيض المحلى المنتج من قبل مشروع البيض الخالى من المسببات المرضية، كما أن إنتاج «اللقاحات المثبطة»، يحتاج فقط للبيض النظيف، وليس البيض الخالى من المسببات المرضية طبقاً للمراجع الأوروبية، لكن تم رفض إنشاء مزرعة فى مصر لإنتاج هذا البيض والذى يمكن أن يوفر من 10 إلى 20% فى سعر المنتج النهائى للسوق المصرية وبالتالى خفض العبء عن كاهل المربى.
ماذا عن لقاح «الحمى القلاعية»؟
- بالرغم من أن مصر لديها الاكتفاء الذاتى من لقاح الحمى القلاعية سواء من ميفاك أو من معهد العباسية لكن من الضرورى إنشاء بنك للإنتاجيات المختلفة وذلك إما لاستخدامه فى التصدير أو للاحتياج المحلى فى حالة ظهور «عترات» فيروسية جديدة لكن هذا الطلب ما زال يناقش فى اللجان العلمية منذ أكثر من 4 شهور.
وما الرسالة التى تود أن توصلها للجهات الحكومية؟
- أطالب الهيئات الحكومية، والمعاهد البحثية بعدم ادخار الجهد فى مساندة هذه الصناعة على مستوى القطاع العام والخاص، وأتمنى من المصريين أن يفتخروا بوجود صناعة محلية لإنتاج اللقاحات، وأود أن أقول لكل مُربٍّ أو قائم بالإنتاج الداجنى والحيوانى أن شعار مصنع «ميفاك»: «كن فخوراً بصناعة بلدك».