تعددت الخروجات والفرحة واحدة «السعادة مش بفلوس»
صورة أرشيفية
فى الصباح كانت الأسرة تعد نفسها للخروج، ارتدى الأطفال ملابسهم، ووقفوا على باب المنزل، حيث انتهوا من تحضير أكياس اللب والسودانى وبعض الشطائر التى أعدتها الأم، واتجهوا جميعاً إلى المترو لتكون وجهتهم النهائية حديقة الحيوان، هكذا سارت الأمور مع أسرة على حلمى، التى لم تكن وحدها التى اختارت «خروجة غير مكلفة» فى يوم شم النسيم.
يعمل «على» محاسباً فى شركة خاصة، ولا يجد الوقت الكافى للخروج مع أولاده، لذا كانت الإجازة الرسمية فى هذا اليوم مهمة بالنسبة له، ولطفليه اللذين سهرا طيلة الليل يفكران فى الرحلة الصباحية، التى وعدهما بها الأب، ورغم سفر بعض أصحابه إلى محافظات ساحلية ليومين حيث يقضون هناك الاحتفال بشم النسيم، فإن الرجل كان له رأى آخر: «مش مهم نروح فين، ولا معانا كام، المهم إننا نخرج مع بعض كأسرة، وبصراحة أنا مش معايا فلوس دلوقتى للسفر فقلت يبقى على الأقل نخرج فى مكان ما يكلفناش كتير». بالنسبة إلى «محمود وفادى» فإن المكان الذى ستتجه له الأسرة لا يهم، لكنهما أكثر حرصاً على أن يكون فى اليوم وجبة غداء فى الخارج، وبعض الحلوى التى يعودان بها آخر اليوم.
«سلمى»: «المهم نفرح ونتبسط لأن الحاجات دى بالرضا»
على كوبرى قصر النيل، خرجت بعض الأسر للتنزه، مكتفين بأكواب الترمس والحمص وغزل البنات: «أنا بالنسبة لى لقيتها فرصة ألمّ ولاد عمى ونيجى نخرج مع بعض، مش هنتكلف فلوس كتير، آدينا بنشم هوا نضيف على النيل، الهوا مش بفلوس»، يحكى مسعد عبدالله، ذو الـ17 عاماً، وهو يقف مع بعض أقاربه، الذين خرجوا معه منذ الصباح، دون أن يكون لديهم خطة واضحة لمكان يتجهون إليه: «إحنا قُلنا المهم نخرج ونتفسح، فى أى مكان بقى مش هتفرق، بس المهم ما نغرمش فلوس كتير». المنطق كان شبيهاً بالنسبة إلى سلمى خالد وبناتها الـ3، فالسيدة التى اصطحبت بناتها إلى حديقة عامة بالتحرير لم يكلفها الأمر سوى بعض الشطائر التى أعدتها وتذاكر الدخول: «المهم نفرح ونتبسط، لأن الحاجات دى مش بفلوس إنما بالرضا واللمّة».