مزارعو القمح يعترضون على سعر التوريد: «30 جنيه زيادة للأردب هتعمل إيه؟.. وأسعار المدخلات الزراعية نار»
09:45 ص | الجمعة 13 أبريل 2018
بدء توريد القمح لصوامع «المراشدة» فى قنا
أبدى العديد من مزارعى القمح فى مختلف المحافظات اعتراضهم على السعر الذى حددته الحكومة لتوريد المحصول، بما يتراوح بين 570 و600 جنيه للأردب، مؤكدين أن هذا السعر لا يغطى تكاليف الإنتاج، فى ظل ارتفاع تكلفة الفدان من 7 إلى 9 آلاف جنيه، بعد زيادة أسعار مستلزمات الزراعة بنسبة أكثر من 25%، فيما شكا عدد من الفلاحين من أن العاصفة الترابية تسببت فى تلف ما يزيد على 60% من المحصول.
ووصف فلاحو الغربية قرار وزارة التموين بزيادة سعر توريد القمح عن العام السابق بنحو 30 جنيهاً فقط فى الأردب بأنه «قرار سيئ».. وقال «إبراهيم سالم»، أحد المزارعين بمركز قطور: «مفيش فرق بين 555 جنيهاً سعر أردب القمح العام الماضى، و570 جنيهاً للأردب العام الحالى»، مشيراً إلى أن متوسط الزيادة بالنسبة للفدان الواحد لا يتجاوز 350 جنيهاً، أى ما يعادل سعر «شيكارة» سماد.
وقال «السيد صابر»، مزارع، إن مستلزمات الإنتاج زادت أسعارها بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وآخرها زيادة سعر الأسمدة فى أكتوبر الماضى بواقع 241 جنيهاً للطن، وكذلك ارتفاع تكلفة تجهيز الأرض للزراعة من 10 إلى 15 جنيهاً للقيراط الواحد، فضلاً عن زيادة إيجار الفدان من 4500 جنيه إلى 5000 جنيه، مما زاد من تكلفة زراعة فدان القمح إلى 9 آلاف جنيه، وفى ظل معدل إنتاجية 17 أردباً للفدان، يكون العائد أقل من 10 آلاف جنيه، أى بالكاد يغطى تكلفة الزراعة.
نقابات «الفلاحين»: 600 جنيه للأردب لا تغطى تكاليف زراعته و750 جنيهاً الحد الأدنى للسعر العادل
وأكد «على عبدالفتاح»، مزارع، أن تحديد سعر أردب القمح ما بين 570 و600 جنيه للأردب، لا يحقق أى مكاسب للفلاحين، مشيراً إلى أنه يمكن للفلاح تحقيق عائد محدود لا يتجاوز 2000 جنيه، حصيلة بيع «التبن»، وأضاف: «كنا نأمل فى زيادة سعر توريد الأردب إلى 700 جنيه، حتى يستطيع الفلاح تحقيق بعض المكاسب، تكون دافعاً له لزراعة القمح الموسم المقبل، خاصة أن كل مُزارع مُطالب الآن بتوريد القمح إلى الشون بنفسه، وليس عن طريق التجار».
وأوضح صبحى حسن، عضو النقابة العامة للفلاحين، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن السعر الذى حددته الحكومة لتوريد القمح لا يحقق أى عائد للفلاح، مشيراً إلى أن الحد الأدنى للسعر العادل يجب ألا يقل عن 750 جنيهاً، لتشجيع الفلاحين وتحفيزهم على زيادة زراعة القمح فى السنوات المقبلة، خاصة أن مصر أكبر الدول المستوردة للقمح.
من جانبه، قال وكيل وزارة الزراعة بالغربية، المهندس على عبدالجواد، إن إجمالى المساحات المزروعة بمحصول القمح بجميع مراكز المحافظة هذا العام يبلغ 134 ألفاً و963 فداناً، بإجمالى إنتاج متوقع بين 135 و140 ألف طن، مشيراً إلى تجهيز 25 موقعاً لتسلم القمح من المزارعين بشكل مباشر، ما بين صوامع وهناجر وشون إسمنتية، بسعة تخزينية 190 ألف طن، بالإضافة إلى 9 مواقع ترابية، سيتم استخدامها كمراكز لتجميع القمح، تمهيداً لنقله إلى صوامع التخزين.
فلاحو الوادى الجديد: العاصفة الترابية وتقلبات الجو أتلفت 60% من المحصول.. ومزارعو «سهل الطينة» يشكون «ظروف الحرب»
وفى دمياط، أعرب نقيب الفلاحين بالمحافظة، مجدى البسطويسى، عن استيائه بسبب السعر الذى حددته الحكومة لتوريد القمح، وقال: «الحكومة لا تنظر إلينا بعين الاعتبار»، ووصف الزيادة فى سعر توريد القمح هذا العام عن العام الماضى بأنها «زهيدة للغاية، ولا تغطى الزيادة فى مستلزمات الإنتاج»، وأضاف أن قرار إلزام المزارعين بتسليم المحصول فى «الهناجر»، التى تبعد عن أراضيهم بعشرات الكيلومترات، يزيد الأعباء على الفلاحين، الذين سيتحملون تكلفة النقل.
وطالب «البسطويسى» بضرورة زيادة سعر توريد القمح إلى 700 جنيه على الأقل، لتغطية تكاليف مستلزمات الإنتاج، من تقاوى وأسمدة واستهلاك آلات وسولار ونقل وعبوات، بالإضافة إلى دعم الفلاحين بالميكنة الزراعية للحصاد، مشيراً إلى أن تكلفة حصاد الفدان الواحد ارتفعت هذا العام إلى 1400 جنيه، كما دعا إلى إلزام الحكومة بتفعيل مواد الدستور الخاصة بالفلاحين.
وفى أسوان، أعرب المزارعون فى مشروع «وادى النقرة»، بمركز نصر النوبة، عن استيائهم من سعر توريد القمح، وقال «ناصر سلطان»، أحد المزارعين: «السعر قليل جداً علينا كمزارعين، وميحصلش حتى تكلفته الحقيقية»، وطالب بإعداد دراسات عملية وعلمية من المسئولين والمهندسين الزراعيين على أرض الواقع، للوقوف على تكلفة زراعة فدان القمح، قبل تحديد سعر توريد المحصول، واختتم تصريحاته لـ«الوطن» متسائلاً: «هل ستنظر لنا الدولة كمزارعين، أم نغير الزراعة ونشتغل أى حاجة تانية؟».
وفى الوادى الجديد، أبدى عدد من المزارعين غضبهم إزاء قرار تحديد 600 جنيه كسعر لتوريد أردب القمح، مؤكدين أن هذا السعر لا يخدم الفلاح مطلقاً بعد زيادة مصروفات الفدان، من تقاوى ومبيدات وعمالة، بالإضافة إلى الارتفاع الجنونى فى أسعار الأسمدة.. وقال إبراهيم الحفنى، مُزارع بقرية «الزيات» التابعة لمركز بلاط، إن «سعر الأردب حتى لو وصل إلى 1000 جنيه، مبيجيبش همه»، مشيراً إلى أن متوسط إنتاج الفدان يبلغ 12 أردباً، إلا أن العاصفة الترابية التى شهدتها كافة محافظات مصر قبل نحو أسبوعين، تسببت فى تلف أكثر من 60% من محصول القمح بالمحافظة.
وأبدى مزارعو «سهل الطينة» بشرق بورسعيد استياءهم من تحديد سعر توريد القمح لهذا الموسم بين 570 و600 جنيه، مؤكدين أن هذا السعر لا يتناسب مع التكاليف المرتفعة التى تكبدوها أثناء الزراعة.
أما حلمى أبوالعطا، المستشار الزراعى لمحافظ بورسعيد، فقد اعتبر أن سعر توريد القمح «مناسب جداً»، مشيراً إلى أن إجمالى المساحات المزروعة بالقمح فى المحافظة يبلغ 14 ألف فدان، يصل متوسط إنتاج الفدان فى الحقول الإرشادية منها إلى 20 أردباً، بينما يصل متوسط الإنتاج فى المساحات التى تم زراعتها بالمحصول لأول مرة إلى 13 أردباً، وفى غيرها يصل الإنتاج إلى 16 أردباً، مما يجعل السعر المعلن للتوريد «مناسباً» للفلاحين.
وانتهت مديريات التموين والزراعة والأجهزة المعنية الأخرى فى جميع المحافظات من تجهيز الشون والصوامع لبدء موسم توريد القمح، حيث أكد وكيل وزارة التموين بمحافظة الفيوم، عبدالفتاح شرف، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنه تم تجهيز 15 موقعاً لتسلم القمح من المزارعين بمختلف مراكز المحافظة، اعتباراً من 15 أبريل الحالى، بسعة تخزينية تبلغ 205 آلاف طن، مشيراً إلى أن المستهدف إنتاجه من القمح هذا العام يبلغ 180 ألف طن، بزيادة 17 ألف طن عن العام الماضى. وفى قنا، واصلت الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضى، التابعة لجهاز خدمات القوات المسلحة، والشركة اليابانية، عمليات توريد القمح إلى الصوامع المجهزة لاستقبال المحصول. وقال المحافظ، اللواء عبدالحميد الهجان، فى تصريحات أمس، إنه تم توريد 9 آلاف و220 طناً و45 كيلوجراماً من محصول القمح لصوامع «المراشدة» و«الترامسة» بالمحافظة، تم تسلمها من مَزارع الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضى بشرق العوينات، ومن مزارع الشركة اليابانية فى منطقة «المراشدة».
كما انتهت مديرية التموين فى بنى سويف من تجهيز الشون والصوامع لاستقبال محصول القمح من المزارعين مع بداية موسم التوريد منتصف الشهر الحالى.