«الانتخابات العُمالية» نافذة أمل جديدة لخلق حركة نقابية قوية
الانتخابات تعيد الحركة العمالية للحياة بعد توقفها فترة طويلة
يرى بعض القيادات النقابية أن الانتخابات العمالية تعيد الحركة العمالية للحياة بعد 12 عاماً، وأنه حدث تاريخى، حيث انطلقت نحو مرحلة جديدة، فيما يرى البعض الآخر أن غياب الانتخابات العمالية 12 عاماً عن المشهد تسبب فى موات الحركة النقابية والعمل النقابى فى المنشآت الصناعية، وأن الغرض من إجراء الانتخابات فى الوقت الحالى أن تكون قبل مؤتمر منظمة العمل الدولية بجنيف.
ويقول النائب محمد وهب الله، الأمين العام لاتحاد عمال مصر، وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، إن إجراء انتخابات النقابات العمالية بعد مرور 12 عاماً، حدث تاريخى ومهم، وسيكون له أثر إيجابى على كافة النواحى الاقتصادية والسياسية، كما أن له أهمية دولية أيضاً لمصر خصوصاً فيما يتعلق بالتقارير التى تصدرها منظمة العمل الدولية.
وأضاف «وهب الله» لـ«الوطن»: «بعد صدور اللائحة التنفيذية لقانون التنظيمات النقابية والجدول الزمنى للانتخابات، فقد انطلقت الحركة العمالية نحو مرحلة جديدة للتأكيد على إيجاد حركة عمالية قوية فى المرحلة المقبلة، ويتم العمل وفقاً لذلك»، مطالباً النقابات المستقلة بضرورة توفيق أوضاعها حتى تستطيع خوض الانتخابات، مشدداً على اختيار العمال الجيد لممثليهم، لبناء الدولة الحديثة، لا سيما أنه لن يبنى مصر إلا سواعد عمال مصر، وتابع: «مواد قانون التنظيمات النقابية ولائحته التنفيذية متوازنان إلى حد كبير، وإصدار القانون ولائحته سيكون نقطة التحول فى مؤتمر العمل الدولى المقبل عند مناقشة الحالة المصرية»، وقال الأمين العام لاتحاد عمال مصر إن المرحلة الأولى تشمل انتخابات مجالس إدارة اللجان النقابية العمالية للعاملين بالنقل البرى والسكة الحديد والمرافق العامة والتجارة، والزراعة والرى والصيد، والبنوك والتأمينات، والتعليم والبحث العلمى، والسياحة والفنادق، والخدمات الإدارية والاجتماعية، والإنتاج الحربى، والبترول، والضرائب والأعمال المالية، مضيفاً: «المرحلة الثانية تشمل اللجان النقابية التابعة للتصنيف النقابى للعاملين بالصناعات الغذائية، والصناعات الهندسية والمعدنية والكهربائية، والكيماويات، والاتصالات، والصحافة والطباعة والإعلام، والخدمات الصحية، وصناعات البناء والأخشاب، والغزل والنسيج، والنقل البحرى، والنقل الجوى، والمناجم والمحاجر، والبريد، والنيابات والمحاكم».
«عباس»: إجراء الانتخابات مبكراً سببه قرب انعقاد مؤتمر «جنيف».. و«وهب الله»: اختيار العمال الجيد لممثليهم يساهم فى بناء الدولة
وقال كمال عباس، منسق دار الخدمات النقابية والعمالية، إن الانتخابات العمالية وقتها مضغوط جداً، فمن غير المعقول أن تكون الانتخابات بداية من توفيق الأوضاع مروراً بإجراءات العملية الانتخابية من تصويت لفرز خلال مدة 3 شهور فقط، مضيفاً: «ضيق الوقت سينتج عنه مشاكل عديدة بكل تأكيد»، وتابع «عباس» قائلاً: «الوقت لم يعط المرشحين فرصة للإعلان عن أنفسهم وعن برامجهم كى يمكن العامل من معرفة من يمثله جيداً، حتى لا يخطئ فى الاختيار»، لافتاً إلى أنه كان من الممكن تأجيل اعتماد اللائحة، خلال مايو أو يونيو من العام الحالى، وأكد: «الهدف من إجراء الانتخابات مبكراً هو أن تذهب الحكومة الممثلة فى وزارة القوى العاملة إلى مؤتمر منظمة العمل الدولية بجنيف فى يونيو المقبل، وأن يكون هناك تنظيم نقابى جديد قائم على قانون التنظيمات النقابية الجديد الذى تم إصداره مؤخراً، وذلك لرفع اسم مصر من قائمة الملاحظات القصيرة، للدول التى تنتهك حقوق العمال»، مشيراً إلى أنه ليس من الضرورى أن إجراء الانتخابات العمالية يعنى خروج مصر من قائمة الملاحظات، بل إن الأمر قد يصل إلى مأزق حقيقى.
وقال مجدى البدوى، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة، والطباعة، والإعلام، إن الانتخابات جاءت بعد انتظار لفترة طويلة، حتى يكون هناك ممثلون حقيقيون عن العمال، خاصة أن هناك قيادات عمالية وضعتهم الظروف، بسبب طول فترة الدورة الماضية، فى مناصبهم دون أن يحصلوا على ثقة العمال. وتابع قائلاً: «ليس لدىّ مشكلة فى إقامة الانتخابات فى رمضان، خاصة أن الأمور تسير بشكل طبيعى فى الشهر الكريم، فطالب الثانوية العامة يذهب لأداء امتحاناته وكذلك طلاب الجامعات، فليس منطقياً أن تشتكى سواعد الإنتاج من الصيام فى الانتخابات»، مؤكداً أن الانتخابات العمالية نافذة أمل جديدة إلى مستقبل العمل النقابى فى مصر.
وقال باسم حلقة، الأمين العام للاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، إن تحديد موعد إجراء الانتخابات أغلق الباب أمام أى محاولات لإثارة جدل بالحديث عن عدم استقرار الحركة النقابية العمالية فى مصر، مضيفاً: «بمجرد الانتهاء من الانتخابات لن يكون هناك ما يسمى بالنقابات المستقلة أو النقابات العامة، فقد أصبحت هناك نقابة عمالية فقط، وهذا أمر جيد جداً».
وقال محمد عبدالقادر، أمين النقابة المستقلة للعمالة غير المنتظمة، إن الانتخابات العمالية جاءت متأخرة بعد صراع دام سنوات بين الاتحاد العام والنقابات المستقلة، من أجل إصدار قانون التنظيمات النقابية يتوافق مع المعايير الدولية، مشيراً إلى أن الانتخابات تهدف لخلق كوادر عمالية تمثل العمال وتدافع عن مصالحهم، خاصة بعد 12 عاماً أشغالاً شاقة للعمال، وافتقد العمال من يدافع عنهم بسبب غياب من يمثلهم.